بدأت سريلانكا أمس المحادثات مع مسؤولي صندوق النقد الدولي للحصول على قرض جديد، في الوقت الذي تعاني فيه سريلانكا أزمة اقتصادية ومالية حادة. ونقلت وكالة "بلومبيرج" للأنباء عن بيان للصندوق القول "إنه المقرر استمرار المحادثات في العاصمة كولومبو حتى 30 حزيران (يونيو) الحالي، وتستهدف الاتفاق على برنامج إصلاح اقتصادي في سريلانكا يحظى بدعم من الصندوق". يأتي ذلك فيما يواجه اقتصاد سريلانكا شبح الانهيار في ظل الركود التام، حيث تواجه الدولة الجزيرة التي تعاني أسوأ أزمة مالية في تاريخها، نفاد الوقود دون أي بوادر على وصول إمدادات جديدة. وبحسب ما أوردته وكالة "بلومبيرج" للأنباء، كانت الحكومة في سريلانكا أعلنت الجمعة الماضي عطلة رسمية للمكاتب العامة والمدارس لتقليص حركة المركبات، حيث ظهر عديد من الطرق حول العاصمة كولومبو خاوية. واصطفت آلاف السيارات في طوابير امتدت إلى عدة كيلومترات انتظارا لتزويد محطات التموين بالوقود. وكان علي صبري وزير مالية سريلانكا قال أمام البرلمان في الشهر الماضي "إن بلاده قد تحتاج إلى عامين للخروج من أزمتها الاقتصادية الراهنة"، مضيفا أن الدولة "تواجه أسوأ أزمة اقتصادية منذ استقلالها". وشكك وزير المالية في إمكانية استمرار نظام الضرائب الراهن في ظل حاجة البلاد إلى زيادة إيراداتها إلى ما بين 14 إلى 15 في المائة من إجمالي الناتج المحلي مقابل 8.7 في المائة حاليا. وقال الوزير "إنه إذا لم تنجح سريلانكا في إدارة الموقف الاقتصادي الراهن فستواجه كارثة كبرى قريبا". وتواجه سريلانكا أسوأ أزمة اقتصادية منذ حصولها على الاستقلال 1948، ولم تتمكن من تمويل استيراد المواد الأساسية مثل الأغذية والأدوية والوقود منذ أواخر العام الماضي.
مشاركة :