هل تخسر الولايات المتحدة حربها الباردة مع الصين؟

  • 6/21/2022
  • 02:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

أكد موقع «بروجيكت سينديكيت» أن الولايات المتحدة تفعل كل ما يجب القيام به لخسارة الحرب الباردة الجديدة مع الصين.وبحسب مقال لـ «جوزيف إي ستيجليتز»، الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد والأستاذ بجامعة كولومبيا، نظرا لأن الولايات المتحدة تبدو جادة بشأن مواجهة الصين في منافسة طويلة على السيادة العالمية، فمن الأفضل لها أن تبدأ في ترتيب أوضاعها في الداخل.وأضاف: لن ترغب دول أخرى في التحالف مع قوة تقوم على أسس اقتصادية واجتماعية وسياسية غير مؤكدة بشكل متزايد.ومضى يقول: على مدى عقدين من الزمن بعد سقوط الستار الحديدي، كان من الواضح أن الولايات المتحدة كانت رقم واحد، ولكن بعد ذلك جاءت حروب كارثية في الشرق الأوسط، والانهيار المالي في عام 2008، وأزمات أخرى بدا أنها تلقي بظلال من الشك على تفوق النموذج الاقتصادي الأمريكي.واستطرد: في واشنطن، هناك إجماع بين الحزبين على أن الصين يمكن أن تشكل تهديدا إستراتيجيا، وأن أقل ما يجب على الولايات المتحدة فعله للتخفيف من المخاطر هو التوقف عن مساعدة الاقتصاد الصيني على النمو.وتابع: انفتحت هذه الجبهة في الحرب الباردة الجديدة قبل وقت طويل من غزو روسيا لأوكرانيا، وحذر كبار المسؤولين الأمريكيين منذ ذلك الحين من أن الحرب يجب ألا تصرف الانتباه عن التهديد الحقيقي طويل الأمد وهو الصين.وأضاف: بالنظر إلى أن الاقتصاد الروسي يقارب حجم نظيره الإسباني، فإن شراكة موسكو مع الصين لا يبدو أنها ذات أهمية اقتصادية، لكن البلد الذي يعيش في «حرب» يحتاج إلى إستراتيجية، ولا يمكن للولايات المتحدة أن تكسب بمفردها منافسة جديدة بين القوى العظمى، دون أصدقاء.وتابع: إضافة إلى ذلك، يجب على الولايات المتحدة أيضا أن تكسب قلوب وعقول مليارات الأشخاص في البلدان النامية والأسواق الناشئة في العالم، وذلك لتأمين الوصول إلى الموارد الحيوية.ومضى يقول: في سعيها للحصول على مصالحها، سيتعين على الولايات المتحدة تعويض الكثير من الأرض المفقودة، تاريخها الطويل في استغلال البلدان الأخرى لا يساعد، ولا عنصريتها الراسخة بعمق.وأردف: في الآونة الأخيرة، ساهم صانعو السياسة في الولايات المتحدة في سياسة تمييز عنصري في الحصول على لقاح كورونا عالميا، حيث حصلت البلدان الغنية على كل الفرص التي تحتاجها، بينما تُرك الناس في البلدان الفقيرة لمصيرهم.وتابع: في غضون ذلك، جعل خصوم أمريكا الجدد في الحرب الباردة لقاحاتهم متاحة بسهولة للآخرين بسعر التكلفة أو بأقل من ذلك، بينما يساعدون البلدان أيضا في تطوير مرافق إنتاج اللقاحات الخاصة بهم.وأشار إلى أن فجوة المصداقية تتسع عندما يتعلق الأمر بتغير المناخ، والذي يؤثر بشكل غير متناسب على أولئك الموجودين في جنوب الكرة الأرضية والذين لديهم أقل قدرة على التأقلم. وأضاف: في حين أن الأسواق الناشئة الرئيسية أصبحت المصادر الرئيسية لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري اليوم، لا تزال الانبعاثات التراكمية للولايات المتحدة هي الأكبر حتى الآن، وتستمر البلدان المتقدمة في إضافة المزيد إليها، والأسوأ من ذلك أنها لم تفِ حتى بوعودها الضئيلة لمساعدة البلدان الفقيرة على إدارة آثار أزمة المناخ التي تسبب فيها العالم الغني.وأردف: بدلا من ذلك، تسهم البنوك الأمريكية في أزمات الديون التي تلوح في الأفق في العديد من البلدان، وغالبا ما تكشف عن لا مبالاة بالمعاناة التي تنتج عنها.وتابع: في الوقت نفسه، تفوقت الصين في تزويد البلدان الفقيرة ببنية تحتية صلبة، نعم، غالبا ما تكون هذه البلدان مثقلة بالديون، ولكن نظرا لسلوك البنوك الغربية الخاصة بصفتها دائنة في العالم النامي، فإن الولايات المتحدة ودولا أخرى ليست في وضع يمكنها من توجيه أصابع الاتهام.وختم يقول: إذا كانت الولايات المتحدة ستشرع في حرب باردة جديدة، فقد كان من الأفضل لها أن تفهم ما الذي يتطلبه الفوز. يكون الانتصار في الحروب الباردة في النهاية بقوة الجذب والإقناع الناعمة، للوصول إلى القمة، يجب أن نقنع بقية العالم بشراء ليس فقط منتجاتنا؛ ولكن أيضا بالنظام الاجتماعي والسياسي والاقتصادي الذي نروج له.

مشاركة :