كيف تصبح مشهورًا في عصر السوشيال ميديا

  • 6/20/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

ﺻﺤﻔﻲ ﺳﺄﻝ الكاتب الكبير ﻋﺒﺎﺱ ﺍﻟﻌﻘﺎﺩ: مين ﺃﺷﻬﺮ، أﻧﺖ أم محمود ﺷﻜﻮﻛﻮ؟ فرد: ﻣين ﺷﻜﻮﻛﻮ؟! فنقل الصحفي ﻟﺸﻜﻮﻛﻮ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻌﻘﺎﺩ، فقال: اذهب ﻟﻠﻌﻘﺎﺩ ﻭقل له ﻳﻨﺰﻝ ﻣﻴﺪﺍﻥ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻭﻳﻘﻒ ﻋﻠﻰ ﺭﺻﻴﻒ ﻭأنا ﻫﻨﺰﻝ ﻭﺃﻗﻒ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺻﻴﻒ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻞ، ﻭﻧﺸﻮﻑ ﺍﻟﻨﺎﺱ هتتجمع ﻋﻠﻰ ﻣﻴﻦ ﺃﻛﺘﺮ؟! ﻓنقل ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﻟﻠﻌﻘﺎﺩ ﻛﻼﻡ ﺷﻜﻮﻛﻮ، فقال: ﺭﻭﺡ ﻟﺸﻜﻮﻛﻮ ﻭﻗﻮله ﻳﻨﺰﻝ ﻣﻴﺪﺍﻥ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻭﻳﻘﻒ ﻋﻠﻰ ﺭﺻﻴﻒ ﻭﻳﺨﻠﻲ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺭﻗﺎﺻﺔ ﻻﺑﺴﺔ ﺑﺪﻟﺔ ﺭﻗﺺ ﺗﻘﻒ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺻﻴﻒ ﺍﻟﺘﺎﻧﻲ ﻭﻳﺸﻮﻑ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻫﺘﺘﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﻴﻦ ﺃﻛﺘﺮ؟! رسالة العقاد لها مغزى كبير ومهم جدًا في زماننا وواقعنا، مقياس شهرة شخص ليس دليلًا على نجاحه، وتقييم عملك في ظل التكنولوجيا أصبح تريند ومقياس نسبة التعليقات، المشاهدة! فهناك فرق بين الواقع والحقيقة، الواقع أن مقياس نجاح الشخص وشهرته متوقفة على كثرة المتابعين الذين في كثير من الأحيان يتم شراؤهم! أما الحقيقة فمقياس الشخص بقيمته وبتأثيره الإيجابي للمجتمع وليس بكثيرة أمواله أو متابعيه، فالتاريخ يُحاكم الجميع وأثرك هو خير من يُدافع عنك، والتاريخ يتذكر العظماء فقط والذين تركوا بصمة وغيروا مجرى التاريخ بأعمالهم الإيجابية المؤثرة. فلم يصبح اليوم هناك مقياساً لنجاح برنامج أو فيلم أو مسلسل أو أغنية أو فنان ولا يوجد معايير، فالأمر متوقف على عالم السوشيال ميديا، فالكل الآن أصبح يبحث عن الشهرة والأمر غير مُكلف فكل ما يتطلبه الأمر فتح قناة على اليوتيوب والبدء في تحميل فيديوهات ليس لها أهمية، فأصبحت المادة هي من تحكم والكل يبحث عن أكبر عدد ممكن من المشاهدين حتى ولو تم شراء المتابعين بالمال! وبالتالي زيادة الأموال، فمنهم من يصور حياته عبر فيديوهات ويبثها للمشاهدين والغريب أن الكل يعلق بالسب والكل غير راض ومعترض، ومن ثم يبدأون بالترويج لهم أيضًا بحجة نقدهم ولا يعلمون بأنهم يساهمون في انتشارها، والكل يتابعهم بطريق الاعتراض وليس الإعجاب! وللاسف الإعلام يستضيف امثال هؤلاء بحجة أنه بيناقش قضية كبعض الأعمال الدرامية السلبية التي تعرض مشاهد مسيئة بحجة أنهم بيجسدوا الواقع ! فشاهدت منذ أيام إحدى هؤلاء المطلقين على أنفسهم يوتيوبر تبث فيديوهات ليس لها محتوى وعندما استضافتها اعلامي وسألها هل انتي ناجحة ؟! ردت طبعا كفاية اني بقيت تريند في اسبوع وبيتابعني مائة ألف واني قاعدة معاك الان ! ردت بفكر أغلب اليوتيوبر الذين لا يقدمون أي محتوى هادف بل هدفهم الربح فمنهم من يعرض حياته ٢٤ ساعة لايف ومنهم من يقدم فيديوهات مستفزة بقصد حتى تصبح حديث السوشيال ميديا وللأسف ينجحوا في ذلك وبعض الإعلاميين يساعدونهم في ذلك باستضافتهم! فالشهرة نوعان: نوع يأتي من تلقاء نفسه أي أن شخصا نبغ في مجالٍ ما ومن ثم يبدأ بالشهرة الإيجابية ولا يسعى هو لإشهار نفسه والتحدث عن نفسه، بل الناس من تتحدث عنه وعمله من ضجة! ونوع يسعى إليه صاحبه ألا وهي الشهرة السلبية فيبدأ الشخص بفعل أشياء سلبية غير مُجدية تثير بلبلة! بالإضافة إلى عالم اليوتيوب الذي لا أعلم حتى الآن ما هدفه إلا دمار الشعب وإخراج كل ما هو سلبي من البعض ليصبح عدوى أشد خطرًا من الكورونا والمستفيد الوحيد هو صاحب قناة اليوتيوب! الأشد خطرًا بعض القنوات الإعلامية التي تتناول كل الأمور السلبية وكل الاخبار التي بلا قيمة ولا تفيد الجمهور بأي شيء وعندما يأتي إنجاز لمصر أو الانتهاء من مشروع ما لم يتناولوه وإن تحدثوا عنه فيمر الحدث مرور الكرام أو يتناولونه بشيء من السخرية؟! ناهيك عن اختيار بعض الضيوف غير المؤهلين في الحديث عن المواضيع المختارة، ناهيك عن كثرة البرامج التي أصبحت بلا فائدة بل الهدف الأول والأخير هو الربح! الفساد الحقيقي ليس سرقة مال مصر فحسب، بل الفساد الحقيقي هو سرقة عقل وفكر مصر! من له مصلحة في عدم إظهار المبدعين من الشباب وتشجيعهم وإلقاء الضوء عليهم في الوقت الذي تتعمد بعض البرامج في الحديث عن أخبار لا تهم الشعب كخلاف بين مطربين أو موقف سلبي حدث مع فنان! يجب أن يُحاسب كل من يتسبب في ذلك ليكونوا عبرة لغيرهم، فالشباب اليوم يفتقد القدوة، والإعلام يمتلك أسلحة دراما شاملة تستطيع تدمير شعب بأكمله، فهو إرهاب فكري ونفسي يتغلغل داخل البيوت ويصبح خارج السيطرة. فالإرهاب التقليدي نستطيع حصر عدد الضحايا، أما ما يحدث اليوم فلن نستطيع حصر عدد الضحايا؛ لأنه يصبح مجرد جسد مات فكريًا ونفسيًا، إذا كان البعض يعتقد أنها مؤامرة! فالمؤامرة تأتي دائمًا من الخارج، ولكن ما يحدث أكثر من مؤامرة فلن يتجرأ علينا عدونا بالخارج إلا بمساعدة الخونة من الداخل!

مشاركة :