احتفلت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو»، أمس في مقرها بباريس، باليوم العالمي للغة العربية، الذي تنظمه لجنة الثقافة العربية بالمنظمة، حيث ألقى صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز خلال الحفل كلمة، أكد فيها أن اللغة من أهم مقومات الهوية لكل أمة، مشيرًا إلى أنها «سجل ماضيها ولسانه وسجل حاضرها ولسانه، وسجل مستقبلها ولسانه، وأنها الوعاء الثقافي والفكري الذي يجمع الأمة ويوحدها». وأوضح سموه أن اللغة تقوى وتضعف بقوة أبنائها وضعفهم، لافتًا إلى حرص الشعوب على التمسك بلغتها اعتزازًا ودفاعًا وتطورًا وانتشارًا. وأضاف سموه: من يتتبع التاريخ قديمه وحديثه يجد أن العصور والأمم ترتقي بازدهار العلوم فيها، وتتخلف بتخلفها، مضيفًا أن العصر العباسي يعد من عصور العلم في مسيرة الحضارة العربية الإسلامية، بل الإنسانية جمعاء، وعهد الخليفة هارون الرشيد، يعد ثورة في مجال العلم والعلماء، إذ شغف المسلمون في عصره بالاطلاع والاستزادة من العلوم والمعارف، أما ابنه الخليفة المأمون فشيد أول مجمع علمي في بغداد ضم مكتبة وهيئة للترجمة ومرصدًا فلكيًا، أما علماء العرب فقد أثروا الحضارة الإنسانية في مختلف المعارف والعلوم. وقدم سموه في كلمته أحر التعازي وأصدق المواساة إلى فرنسا حكومة وشعبًا في ما تعرضت له باريس من أعمال إرهابية. كما ألقى المندوب الدائم للمملكة لدى اليونسكو الدكتور زياد الدريس، كلمة أشار فيها إلى أن مشاركة سمو الأمير خالد بن سلطان هذا العام في اليوم العالمي للغة العربية تأتي بعد ثمانية أعوام من مشاركته في مقر المنظمة الدولية في تأسيس برنامج «الأمير سلطان بن عبدالعزيز لدعم وتعزيز اللغة العربية»، مضيفًا أن اللغة العربية أصبحت تنافس في حضورها على المراكز الثلاثة الأولى بين اللغات الدولية. وثمّن الدريس إعلان الأمير خالد بن سلطان عن تبرعه بمبلغ مليون دولار سنويًا - لمدة خمس سنوات - لدعم برنامج الأمير سلطان، لافتًا إلى أن سموه سبق وأن تبرع قبل ثمانية أعوام بثلاثة ملايين دولار. وقد شاهد الحضور فيلمًا قصيرًا عن اللغة العربية. فيما تسلّم الأمير خالد بن سلطان في ختام الحفل نسخة من الصورة التي اعتمدت شعارًا للاحتفال.
مشاركة :