دعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، إلى توسيع مواقع الاشتباك وتصعيده في نقاط التماس كافة، وتشكيل القيادة الوطنية الموحدة. جاء ذلك في ضوء إنهاء المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين دورة اجتماعاته الأولى بعد انتهاء أعمال المؤتمر الوطني الثامن، حيث توقف أمام نتائجه وأقر الترتيبات التنظيمية والآليات اللازمة لتنفيذها. واستعرض المستجدات السياسية على الصعد الدولية والعربية، وانعكاساتها على القضية الفلسطينية. وحثت الجبهة على السعي إلى تحقيق تنسيق ميداني مشترك بين تشكيلات وقوى المقاومة في إدارة المقاومة المسلحة الفلسطينية، واستثمار كل المقدرات المتاحة في هذا الميدان. وأكَّد المكتب السياسي للجبهة في بيان صحفي اليوم الثلاثاء، على “مركزية إعادة بناء المؤسسات الوطنية دون تأخير وبخاصة منظمة التحرير الفلسطينية بصفتها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وباعتبارها الجبهة الوطنية العريضة التي ينضوي في إطارها مكونات شعبنا وقواه على مختلف مشاربهم الفكرية والسياسية، والذي لا يجوز بأي حال من الأحوال إقصاء أيٍ منها عن الانضواء في أي من مؤسساتها، وأن حق الاختلاف والاشتباك الديمقراطي لتصويب مسارها وتخليصها من الهيمنة والتفرد والاقصاء لصالح الشراكة الوطنية هو حق مصان”. كما دعا إلى التصدي “لأي محاولات لخلق بدائل عن المنظمة، خاصة وأن هدف تصفيتها كان ولا يزال هدفاً إسرائيلياً لإفقاد الشعب الفلسطيني أي كيانية تعكس تمثيله الموحد”. وعلى الصعيد الدولي، توقف المكتب السياسي أمام تداعيات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا التي تعمل الإدارة الأمريكية وحلفائها من الدول الأوروبية على إطالة أمدها والدفع بها إلى حدود تقترب من كونها حرباً كونية بعد أن حشدت كل الأسلحة السياسية والاقتصادية والعسكرية في مواجهة روسيا، لقطع الطريق على التحولات الكونية الجارية التي تتصدرها روسيا والصين، وباتت تهدد موقع الولايات المتحدة كقطب أوحد في قيادة العالم. وأوضح، أن الإدارة الأمريكية تعمل على إشغال روسيا والصين بتهديد مصالحهما بعدد من الأزمات خارج حدودهما سواء كانت في جنوب شرق آسيا باستحضار قضية تايوان على وجه الخصوص، أو في منطقتنا من خلال الدور “الإسرائيلي” بالعدوان على سوريا وغيرها من التهديدات والتحالفات الإقليمية التي تستهدف الوجود والدور الروسي، وتعويض نقص الطاقة على أوروبا نتيجة الإجراءات الروسية. وشدّد على أنّ “النتائج المحُققة حتى الآن تشير إلى عدم نجاح الإدارة الأمريكية وحلفائها في كسب الرهان من وراء إطالة أمد الحرب في أوكرانيا، حيث تتعزز العلاقة أكثر ما بين الصين وروسيا، وأن العقوبات الاقتصادية المُشددة على روسيا ارتدت سلباً بنتائجها على أمريكا والبلدان الأوروبية التي باتت تعاني من أزمة حادة في الطاقة سيترتب عليها أزمة اقتصادية عميقة وشاملة، مقابل نجاح روسيا في التغلب على الحصار، وتحويله إلى مشكلة وعبء على الإدارة الأمريكية والدول الأوروبية”. ورأى المكتب السياسي أنّ “مسار الحرب الأوكرانية ونتائجها حتى الآن،..، يشير إلى نهاية حقبة القطب الأوحد في قيادة العالم، وهذا من شأنه أن يفتح الباب أمام شعوب العالم ومنها الشعب الفلسطيني بالتقدم في نضالها من أجل التحرر والتنمية، والحفاظ على ثرواتها الوطنية ومصالحها العليا”. وجدّد المكتب السياسي تأكيده على” أن هدف النضال الفلسطيني هو التحرير والعودة وإقامة دولة فلسطين الديمقراطية على كامل التراب الوطني الفلسطيني، وأن وسائل المقاومة كافة وفي مقدمتها المقاومة المُسلحة المسنودة بمقاومة شعبية هي وسيلتنا في مقاومة الاحتلال لتحقيق هذا الهدف”.
مشاركة :