أكدت المحامية والمحللة في مجال حقوق الإنسان والأمن القومي ايرينا تسوكرمان، أن الحوثيين لا يزالون يواصلون حبس وتعذيب الصحفيين الأسرى ونشر الدعاية والسيطرة على وسائل الإعلام ومضايقة المحطات الإخبارية. وكشفت ايرينا تسوكرمان في حديثها عن استخدام الحوثي لمبنى الاتصالات في تخزين الأسلحة وإطلاق الصواريخ البالستية على دول الجوار والمدن اليمنية الأخرى. وقالت ايرينا تسوكرمان، في الندوة التي أدارتها بعنوان "انتهاك ميليشا الحوثي للاتصالات وحرية الإعلام"، ونظمها المنتدى السويدي للحقوق والتنمية، أن الحوثي يستخدم الفضاء الإلكتروني لجمع الأموال ولحجب المواقع المناهضة له واستخدامها أيضًا في عمليات التجسس على المواطنين بغرض ترسيخ انقلابهم . وأضافت ايرينا تسوكرمان في حديثها أن استخدمت مليشيا الحوثي استخدمت الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات التي سيطروا عليها لدعم العمليات العسكرية والحرب التي يقودها في أكثر من محافظة. وتابعت ايرينا تسوكرمان أن الحوثي عاقب الشعب اليمني وقطع خدمة الإنترنت في عام 2018م عن 80% من مساحة اليمن، مؤكدة أن سيطرة الحوثي على المزود الرئيسي للإنترنت في البلاد منحتهم السيطرة على الرسائل والمعلومات، وأصابت المقاومين لمشروع الحوثي بالإحباط. وأشارت ايرينا تسوكرمان إلى أهمية مساعدة اليمن في استعادة الوصول إلى الإنترنت وإنهاء تحكم الميليشيا كأولوية ضرورية لإنهاء الحرب في اليمن. بالاغبر: مليشيا الحوثي تعتبر الصحفيين والإعلاميين أعداء من جهته أكد الصحفي والناشط في مجال حقوق الإنسان صلاح بالاغبر، أن أماكن سيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية تعد واحدة من أخطر الأماكن غير الآمنة على حياة الصحفيين لما ترتكبه المليشيا في حقهم من انتهاكات جسيمة، الأمر الذي دفع الكثير من الصحفيين بالفرار من تلك المناطق والنزوح إلى مناطق أخرى. وقال صلاح بالاغبر إن مليشيا الحوثي تعتبر الصحفيين والإعلاميين أعداء، ومن هذا المنطلق تبدو أعمال الحوثي ضد الصحفيين أعمالا ممنهجة لإسكاتهم بعدة طرق منها القتل والاغتيالات والخطف والسجن والتعذيب والتهديد. واعتبر صلاح بالاغبر الانتهاكات التي تطال فئة الصحفيين والمشتغلين في مجال الإعلام اعتداء على حق الشعوب في الحصول على المعلومة، ومعرفة الحقائق كحق مشروع ومكفول في القانون الدولي الإنساني. وعن تنوع الجرائم التي تطال الصحفيين، قال صلاح بالاغبر ان الانتهاكات ضد الصحفيين تنوعت بين القتل، والتفجيرات، وإرهاب وتهديد أسرهم وعائلاتهم والخطف والسجن والإخفاء القسري ، والاعتداء المستمر على المؤسسات الصحفية وإغلاق ومصادرة معظمها. وتحدث صلاح بالاغبر عن القانون الدولي الإنساني الذي أكد أن الصحفيين يتمتعون فيه بالحماية الكاملة لهم بحسب اتفاقيات جنيف الرابعة لعام 1949م والبروتوكول الاضافي الأول والثاني لعام 1977م، وكذلك القانون العرفي. وأشار بالاغبر إلى أن عدد الانتهاكات الحوثية بحق الصحفيين بلغت 2285 انتهاكاً للحريات الإعلامية، كاشفًا عن اقتحام الحوثيين لعدد 50 مؤسسة وقناة تلفزيونية ووسيلة إعلامية كما حجبت الجماعة أكثر من 40 موقعا اخباريا . وتابع بالاغبر حديثه عن انتهاكات الحوثي ضد الصحفيين مذكرا بحكم المحكمة الجزائية المتخصصة "أمن دولة التابعة للحوثيين في ال 11 من أبريل 2020، حكما بإعدام الصحفيين، عبدالخالق عمران وأكرم الوليدي وحارث حميد وتوفيق المنصوري"، بعد 5 أعوام من الاعتقال والإخفاء القسري والتعذيب على خلفية عملهم الصحفي. ودعا صلاح المنظمات والمجتمع الدولي إلى إدانة تلك الجرائم والانتهاكات من قبل مليشيا الحوثي في حق الصحفيين اليمنيين والعمل على توفير الحماية للصحفيين في اليمن. مشددًا على ضرورة العمل على تقديم مرتكبي تلك الانتهاكات إلى القضاء، في محاكم دولية لينالوا الجزاء العادل بما يسهم في وقف الانتهاكات بحق الصحفيين في اليمن. بويفيلد: 18 مليونا معرضون لخطر المجاعة الكارثية إلى ذلك أكد زميل أول، مركز المعلومات الأوروبية الخليجية كيث بويفيلد أن إيران تدعم حروب الحوثي التي هي في الأساس حرب بالوكالة ضد كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. وعبر كيث بويفيلد عن قلقه ازاء تزايد أعداد اليمنيين المعرضون للمجاعة، مشيًرا إلى إحصائية الأمم المتحدة أن 18 مليونا معرضون لخطر المجاعة الكارثية في حين أن نصف مستشفيات الدولة فقط تعمل بالفعل بينما يعتمد ثلاثة أرباع السكان على المساعدات للبقاء على قيد الحياة. وأشار كيث بويفيلد إلى مواصلة الحوثيين لحشد وتجنيد الرجال، والأطفال للقتال عن طريق إدارة "المعسكرات الصيفية" التي تروج لأيديولوجية عنيفة في انتهاك صارخ لخطة العمل المتفق عليها مؤخرًا مع مكتب الممثل الخاص للأمين العام لتجنيب الأطفال من أماكن الصراع. وعن التمييز الوحشي ضد الأقليات، أكد كيث بويفيلد أن الحوثيون استخدموا العنف في معاملتهم للأقليات العرقية، ولا سيما الجالية اليهودية والبهائيين، منذ سيطرتهم على الأراضي. وعبر كيث بويفيلد عن عدم تفاؤله بعملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة معتبرا قوة الحوثي التي بناها في شمال اليمن معيقا رئيسا للسلام ما لم تنهى هذه القوة. وأرجع كيث بويفيلد سبب قبول الحوثي بالهدنة إلى النقص الحاد في الامدادات اللوجستية التي كانت تأتي عبر خط تهريب من إيران بسبب الحصار الذي أعيد تنظيمه مؤخرًا، مؤكدا أنه كان فعّالًا في منع تهريب السلاح لمقاتلي الحوثيين. وتحدث كيث بويفيلد عن العوائق التي تعرقل السلام في اليمن، والمتمثل في تمسك الحوثي بالسيطرة على العاصمة صنعاء وبعض المدن ورفضهم تقديم اية تنازلات لأجل احلال السلام. القباطي: جماعة الحوثي مسؤولية عن التجسس على المواطنين بدوره أكد خبير الاتصالات المهندس عبد الجليل القباطي، أن دستور الجمهورية اليمنية في المادة (53) نص على حرية وسرية المواصلات البريدية والهاتفية والبرقية وكافة وسائل الاتصال مكفولة، ولا يجوز مراقبتها أو تفتيشها أو افشاء سريتها أو تأخيرها أو مصادرتها إلا في الحالات التي يبينها القانون وبأمر قضائي. وحمل القباطي جماعة الحوثي مسؤولية التجسس على المواطنين وانتهاك خصوصياتهم عن طريق الاطلاع وقراءة البريد الإلكتروني لكل مواطن يتم الشك فيه عبر انشاء بريد الكتروني لكل مشترك في يمن نت. مشيرًا إلى قيام مليشيا الحوثي بالتنصت على المكالمات الهاتفية للهاتف الثابت أو المحمول لكل فرد يتم الشك فيه في تعدي واضح لكل القيم والأخلاق والقوانين النافذة. كاشفًا عن قيام مليشيا الحوثي باستخراج شرائح أخرى للأفراد الذين لهم نشاطات في وسائل التواصل الاجتماعي لغرض الدخول الى حساباتهم من خلال الكود الذي يتم إرساله من الانترنت. وتابع عبدالجليل حديثه عن انتهاكات مليشيات الحوثي للخصوصية المواطنية "عملت مليشيا الحوثي على تفتيش الهواتف النقالة للمواطنين المسافرين إلى خارج اليمن في النقاط الأمنية (نقطة الحوبان _ نقطة يسلح _ نقطة أبو هاشم رداع) لغرض معرفة محتويات الهاتف، حيث يتم اعتقال كثير من المواطنين عند وجود محتويات تمس المليشيات". كما أوضح أن مليشيا الحوثي قامت باستخراج معلومات عن أسماء الأفراد من خلال قاعدة البيانات الموجودة في شركات الاتصالات لغرض الاتصال بهم، وحثهم على الانخراط مع الميليشيا الحوثية، وخاصة الشخصيات الاجتماعية التي لها تأثير (مثل ما حصل مع مشائخ مأرب خلال المواجهات الأخيرة).
مشاركة :