✍️عبدالرحمن بن عبدالله الزامل – طالب مرحلة دكتوراة تتسارع الجهات الرسميَّة في استثمار الوسائل الرقمية الحديثة والاستفادة منها في مجالات شتى، ولعلَّ من أبرز استخداماتها ما يتم في الحملات الدعائية أو التوعوية الموجهة، كونها تغطي مساحة جغرافية أكبر تمكّن من سرعة انتشارها، وتأثيرها وتفاعل المجتمع معها، سيما مع تزايد نشاط مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، كما تُحقق النجاح لربما بأقل تكاليف وجهد عن غيرها، وترغب تلك الجهات في تعزيز اختصاصها الوظيفي أولاً، وثانياً تلبيةً لحاجة المجتمع في رفع مستوى الوعي نحو تسليط الضوء على معالجة ظاهرة أو مشكلة محددّة، إما توعيةً بالالتزام بها أو تحذيرًا في الوقوع فيها؛ ولعلَّ من تلك الجهات التي يشاد بتميزها في هذا المجال الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من خلال إطلاقها للعديد من الحملات الوقائية والتوعوية، وباستعراض سريع لها تمثلت في الحملات التالية: حملة “ليَسَعكَ بَيتُك”، وأُخرى بعنوان: “خذو حذركم”، التي تكونت في ذروة جائحة كورونا في حث المجتمع على الالتزام بالاشتراطات الصحية والأخذ بالأسباب المعينة لذلك والتعاون في تجاوز الأزمة، ثم أعقبهما حملة “الصلاة نور” التي عزّزت جانب أداء هذا الركن العظيم ببيان مكانتها وفضائلها وأثرها في حياة المسلم، ثم أطلقت الرئاسة العامة حملة “الخوارج شرار الخلق” وهدفت بوجوب الطاعة لولي الأمر بالمعروف، ومواجهة الأفكار الباطلة والمناهج الآثمة المنحرفة، توعيةً بخطرها والوقوف ضدها، ومعرفة مسلكها، وسماتها الخبيثة، ثم أطلقت الرئاسة العامة حملة “رب اجعل هذا البلد آمنا” لتوعية المجتمع بأهمية الحِفاظ على أمن الوطن وتعزيز مفهوم اللُّحمة الوطنية والتكاتف وتوحيد الكلمة، ثم تبعتها حملة “مكارم الأخلاق” في تعزيز الأخلاق الحسنة والحض عليها ومعالجة الأخلاق السيئة، ثم اطلقت حملة وقائية بعنوان: “إن الله لا يصلح عمل المفسدين” للتحذير من السحر والشعوذة والكهانة ومُدَّعي الرقية، تلتها حملة “اعتزاز” التي اُطلقت بمناسبة يوم التأسيس تعزيزًا للانتماء للوطن بإبراز الاعتزاز بالهوية الإسلامية السمحة، والقيم الوطنية العريقة،والقيادة الحكيمة، وبمنجزات الوطن العزيز، وكانت الحملة الأخيرة حالياً لسلسة حملاتها المتواصلة -بإذن الله- بعنوان: “حق الله” والتي تعنى بتعظيم حق الله -جل وعلا- وبيان حقه -سبحانه وتعالى- على خلقه. وبعد الاطلاع على أهداف هذه الحملات المباركة والتي أدعو القارئ الكريم الاطلاع عليها في موقع الرئاسة العامة الرسمي على شبكة المعلومات، فقد خلصت إلى عددٍ من السمات الرئيسة لهذه الحملات وهي على النحو الآتي: أولاً: المنطلقات الشرعية لهذه الحملات، حيث إنها مستمدة من الكتاب والسُنة من خلال عناوين الحملات، ومحتواها التوعوي، واتسام كل منها بشعار وهوية جاذبة، ورسالة سامية، وأهدافٍ واضحة، وبرامج نوعية، ومؤطرة بمدة زمنية. ثانياً: تشريف أصحاب السمو أمراء المناطق بإطلاقها وتفعيلها في جميع المناطق الإدارية الثلاثة عشر. ثالثاً: ارتكازها على التعاون المشترك في تفعيلها مع الجهات الحكومية وغير الحكومية عملاً بالمشاركة المجتمعية. رابعاً: تنوع استخدام الوسائل التوعوية في تفعيل كل حملة بين الوسائل الرقمية الحديثة المستهدفة بشكل أكبر في هذه الحملات. خامساً:التنوع الموضوعي للحملات. سادساً: استهداف الحملات لكافة شرائح المجتمع. سابعاً: المناسبة الزمنية لإطلاق بعض الحملات: كالحملات المتعلقة بالاحترازات الصحية أثناء جائحة كورونا، وحملة رب اجعل هذا البلد آمنا، وحملة اعتزاز. ثامناً: استمرار هذه الحملات وتتابعها بشكل مستمر يثبت نجاحها وتحقيق أهدافها المرسومة. أقول أخيراً إن الحاجة داعية إلى وجود حملات توعوية مستمرة في تثقيف المجتمع ورفع وعيه ونشر القيم الإسلامية والوطنية، تحقيقاً للرؤية الطموحة ٢٠٣٠، وإن كان للمقالة خاتمة فأختم بها بتوجيه الشكر لمعالي الرئيس العام الأستاذ الدكتور/ عبدالرحمن بن عبدالله السند على جهوده المشكورة في ذلك، محققًا التوجيهات السديدة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله ورعاه- وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- الذين لا يألون جهدًا في دعم أجهزة الدولة والارتقاء بأدائها بما يحقق الرفاهية والخدمة لمن هم على هذه الأرض الطيبة.
مشاركة :