السفير عسيري لـ {الشرق الأوسط}: من يشكك في التحالف الإسلامي هو من ينتهك السيادة اللبنانية

  • 12/19/2015
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

أسفت السعودية تعجل بعض الجهات في انتقاد التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب، مؤكدة أن قراراتها نابعة من قناعاتها ومن حرصها على مصلحة الأمتين العربية والإسلامية، ولا تستطيع أي جهة أن تملي على الرياض قراراتها. وأبدى علي عسيري، السفير السعودي لدى لبنان، استغرابه بشأن ظهور بعض الأصوات التي تشكك في قرار السعودية المتمثل في إنشاء تحالف إسلامي لمكافحة الإرهاب. وقال السفير عسيري، لـ«الشرق الأوسط»، في اتصال هاتفي أمس، إنه «لطالما كانت السعودية سباقة في أي عمل خيري للبلدان العربية والإسلامية»، موضحا أن هناك أصواتًا تعجلت في انتقاد التحالف العسكري ضد الإرهاب دون معرفة فحوى ما صدر من السعودية. وشدد السفير السعودي في لبنان على أن السعودية تحرص كل الحرص على احترام السعودية لسيادة البلدان، وترفض التدخل في شؤون الدول الإسلامية والعربية وتحترم شأنها الداخلي. ولفت علي عسيري إلى أن الرياض تبنت منهجا يقضي على الإرهاب، مؤكدا أن الإرهاب لا يقتصر محاربته على القوة فحسب بل يمتد إلى الفكر، وهو ما تمضي فيه السعودية. وتطرق السفير السعودي في لبنان إلى أن السعودية أكدت أنها تنسق مع الحكومات الشرعية قبل أن تتخذ أي قرار لمحاربة الإرهاب. وكانت أطراف في لبنان، ومن بينها حزب الله، ادعت أن اللبنانيين لم يعلموا بتشكيل السعودية للتحالف الإسلامي العسكري ضد الإرهاب، بينما ظهرت أصوات في الحكومة تؤيد هذا التحالف الإسلامي الذي يأتي تحقيقا للتكامل ورص الصفوف وتوحيد الجهود لمكافحة الإرهاب الذي يهتك حرمة النفس، ويهدد الأمن والسلام الإقليمي والدولي، ويشكل خطرا على المصالح الحيوية للأمة، ويخل بنظام التعايش فيها. وأكدت السعودية أن التحالف يأتي انطلاقا من أحكام اتفاقية منظمة التعاون الإسلامي لمكافحة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره، والقضاء على أهدافه ومسبباته، وأداء لواجب حماية الأمة من شرور كل الجماعات والتنظيمات الإرهابية المسلحة أيا كان مذهبها وتسميتها وتهدف إلى ترويع الآمنين. وبالعودة إلى البيان الذي أصدره السفير السعودي لدى لبنان، فقد أسف علي عواض عسيري لتعجل بعض الجهات في انتقاد التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب، وسوء فهم أهدافه عبر الغوص في تحليلات ورسم سيناريوهات افتراضية بعيدة عن الواقع، مؤكدا أن قرارات السعودية نابعة من حرصها على مصلحة الأمتين العربية والإسلامية، بينما ترهن بعض الجهات نفسها بمشاريع مشبوهة تهدف إلى شرذمة دول المنطقة وشق الصف العربي وإثارة النعرات المذهبية. وأكد السفير عسيري أن السعودية تحترم سيادة لبنان واستقلاله وحرية قراره، وذلك «أمر معروف ولا يحتاج إلى براهين»، مستغربا أن بعض الأصوات التي انتقدت قرار السعودية هي التي يتهمها الرأي العام اللبناني بالإمعان بانتهاك السيادة الوطنية ومصادرة قرار الدولة. وأضاف عسيري أن لبنان من الدول التي تعاني من الإرهاب وتكافحه، ومكافحة الإرهاب تتم بأساليب عدة، تشكل القوة العسكرية أحد خياراتها، كما أن الفكر النير والخطاب الديني المعتدل ودور الإعلام والتربية والتوجيه والتنمية الاجتماعية والحد من البطالة وتردي الوضع الاجتماعي والمعيشي وسواها؛ جميعها أساليب لمكافحة الإرهاب لا تقل أهمية عن الخيار العسكري، متسائلا: «هل يعقل أن يتخلى لبنان عن أدنى هذه الأساليب التي تشكل له عناصر قوة في معركته ضد الإرهاب؟ ولمصلحة مَن؟».

مشاركة :