قال علماء إن حيوان «بلايسيوصور» - وهو من الزواحف البحرية التي ازدهرت في بحار العالم عندما كانت الديناصورات تتسيد كوكب الأرض - كان يسبح مثل البطريق مستخدما زوائد على جسمه «للطيران» تحت سطح الماء ما يفك لغزا ظل يحير العلماء نحو قرنين من الزمن. وكانت لحيوانات «بلايسيوصور» أربعة من الزوائد الكبيرة وكان لمعظمها عنق طويل بصورة ملحوظة وعاش منذ نحو مائتي مليون سنة وحتى 66 مليون عام بعد ذلك، واختفى بنفس طريقة الانقراض الشامل التي أدت لاندثار الديناصورات. وكان يشار إلى وحش «لوخ نيس» الأسطوري في اسكوتلندا غالبا على أنه شديد الشبه بحيوان «بلايسيوصور». وأجرى الباحثون سلسلة من نماذج المحاكاة بالكومبيوتر تستند إلى الشكل التشريحي لأحد أنواع حيوان «بلايسيوصور» منذ 180 مليون عام كان يسمى «مايراصور»، للوصول إلى استراتيجية السباحة الفعالة، وفقا لتصميم الجسم. كان النموذج المرتبط بأسرع حركة للأمام هو الرفرفة بزائدتين أماميتين لأعلى ولأسفل في حركة تشبه الطيران تحت الماء، تشبه إلى حد كبير البطريق والسلاحف البحرية. وقال جريج تورك أستاذ علوم الكومبيوتر بمعهد جورجيا للتكنولوجيا: «الأمر الذي كان غير متوقع أن محاكاة الزوائد الخلفية غير مؤثرة، لأنها لا تسهم بأي صورة من الصور في الحركة الأمامية لحيوان بلايسيوصور». وقال الباحثون الذين نشروا نتائج البحث في دورية «بلوس وان» للبيولوجيا الرياضية، إن الزوائد الخلفية كانت تستخدم على الأرجح في التوجيه وتحقيق استقرار الجسم. كان «بلايسيوصور» يتغذى على الأسماك والحبار (السبيط)، وكانت له عدة أشكال وأحجام وكان بعضها ذا أعناق قصيرة والبعض الآخر بأعناق طويلة مثل حيوان «إيلاسموصور» الذي كان طوله يصل إلى 14 مترا. واكتشف حيوان «مايراصور» في ألمانيا وطوله ثلاثة أمتار. وقال تورك: «كانت حيوانات (بلايسيوصور) مجموعة ناجحة إلى حد كبير من المفترسات العملاقة، لكننا لم نعرف بعد كيفية طريقة سباحتها». ووصفت حفريات «بلايسيوصور» لأول مرة عام 1824 وظل العلماء يتجادلون منذئذ بشأن طريقتها في السباحة. وقال آدم سميث عالم الأحياء القديمة بالمتحف البريطاني للتاريخ الطبيعي: «ظلت طريقة سباحة (بلايسيوصور) لغزا نحو مائتي عام، لأن من الصعوبة بمكان التعرف على طريقة حركة حيوان منقرض ذي جسم فريد التكوين». وقال سميث إن «عدة فرضيات متناقضة طرحت»، بينما أشار بعض الباحثين إلى أن «بلايسيوصور» كان يحرك أطرافه في الأغلب إلى الخلف وإلى الأمام مثل طريقة التجديف. وأضاف سميث أن «أسلوب الطيران تحت سطح الماء غير مألوف، لأن الكائنات القادرة على السباحة - منها معظم الأسماك والحيتان - تميل إلى إيجاد قوة دافعة باستخدام الذيل». وقال سميث: «بلايسيوصور» حيوان عجيب بالفعل ومخلوق فريد.
مشاركة :