قال شهود إن الشرطة التركية أطلقت، اليوم (الجمعة)، مدافع المياه وقنابل مسيلة للدموع، لتفريق بضعة آلاف في مدينة ديار بكر بجنوب شرقي البلاد ينظمون احتجاجًا على العمليات الأمنية التي تستهدف ناشطين أكرادًا. وتفرق الحشد إلى الشوارع الجانبية مع تدخل الشرطة الذي تزامن مع مؤتمر صحافي عقده صلاح الدين دمرداش، الزعيم المناوب لحزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد، ودعا فيه إلى «مقاومة» العمليات الأمنية. وقالت وسائل الإعلام الرسمية، اليوم، إن قوات الأمن التركية قتلت 54 متمردًا كرديًا في عملية كبرى ضد متمردي حزب العمال الكردستاني المحظور في بلدتين جنوب شرقي البلاد. وأفادت وكالة الأناضول الرسمية أن «54 إرهابيا شلت حركتهم» في بلدتي جيزرة وسيلوبي. وتستخدم السلطات الرسمية عبارة «شل الحركة» في الإعلان عن مقتل المتمردين الأكراد. وكانت العملية قد بدأت الثلاثاء الماضي، وقتل 25 مسلحًا في اليومين الأولين من المعارك، لكن الحصيلة الجديدة للقتلى التي تضاعفت تشير إلى سقوط عدد كبير من القتلى في معارك أمس داخل البلدتين. والعملية الواسعة التي دخلت يومها الرابع، وتقول التقارير إن نحو عشرة آلاف جندي يشاركون فيها تتركز في بلدتي جيزرة وسيلوبي الواقعتين في محافظة شرناك، حيث فرض الجيش حظر تجول. وتقول الحكومة إن العملية ضرورية للقضاء على المتمردين الذين يسيطرون على البلدتين، ونصبوا فيهما الحواجز وحفروا الخنادق. غير أن نشطاء أكراد يتهمون الجيش بتحويل مساحات كبرى من البلدتين إلى دمار. وتؤشر العملية العسكرية إلى تصعيد جديد في القتال المستمر منذ خمسة أشهر مع حزب العمال الكردستاني، منذ انهيار هدنة دامت سنتين ونصف السنة، في يوليو (تموز) الماضي. وبدأ حزب العمال الكردستاني تمردًا ضد الدولة التركية في 1984، وأسفر النزاع عن مقتل عشرات الآلاف.