اتفق رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت ووزير الخارجية يائير لابيد على تقديم مشروع قانون لحل الكنيست (البرلمان) الأسبوع المقبل، بعد عام واحد فقط على تشكيل حكومة يتناوبان على رئاستها. وقالت الإذاعة العبرية العامة إن بينيت ولابيد اتفقا على تقديم مشروع قانون لحل الكنيست طواعية إلى الهيئة العامة للبرلمان للموافقة عليه الأسبوع المقبل. وسيتولى لابيد في حال تمت الموافقة على مشروع القانون، رئاسة الوزراء، وفقا لاتفاق تناوب السلطة مع بينيت، إلى حين إجراء انتخابات هي الخامسة في غضون ثلاث سنوات، ومن المتوقع إجراؤها في 25 أكتوبر المقبل. وقال بينيت في بيان متلفز الليلة الماضية، "أدركت أن إسرائيل على وشك الدخول في فوضى قانونية، ولن أسمح بذلك". وأضاف "اتفقت مع لابيد على نقل السلطة بطريقة منظمة وتحديد موعد للانتخابات". من جهته، قال لابيد في بيان "سيكون لدي المزيد من الفرص الكافية لتقديم شيء إلى دولة إسرائيل". وأضاف "حتى لو ذهبنا إلى صناديق الاقتراع في غضون بضعة أشهر، فإن تحدياتنا كدولة لا يمكن أن تنتظر". وقالت الإذاعة العبرية العامة إن لابيد سيحتفظ بمنصبه وزيرا للخارجية إلى جانب توليه منصب رئيس الوزراء، في حين سيتولى بينيت منصب رئيس الوزراء بالتناوب. وكان الائتلاف الحاكم يعيش حالة من الاستقرار حتى شهر إبريل الماضي، قبل أن تعلن عيديت سيلمان عضو الكنيست عن حزب (يمينا) الذي يقوده بينيت انسحابها من الائتلاف، ليلحق بها زميلها في الحزب نير أورباخ ليتحول التحالف إلى أقلية تمتلك 59 مقعدا في البرلمان المؤلف من 120 مقعدا. وأثار القرار ردود فعل متباينة في الأوساط السياسية الإسرائيلية. وقال وزير الجيش الإسرائيلي بيني غانتس "الليلة نوقع للأسف الفصل الخاص بتغيير الحكومة"، معتبرا أن الحكومة قدمت الكثير للمجتمع الإسرائيلي وأمنه وحصانته وستواصل العمل من أجل ذلك حتى خلال الفترة الانتقالية. وأضاف غانتس في بيان "أشكر رئيس الوزراء بينيت الذي بذل جهودا كبيرة لقيادة الحكومة، وأتمنى التوفيق لوزير الخارجية لابيد لتولي منصب رئيس الوزراء قريبا". وشدد غانتس، والذي شغل منصب رئيس الوزراء بالتناوب في الحكومة السابقة، على أن الانتخابات وفترات عدم الاستقرار "ليست بالشيء الجيد"، مضيفا "لكننا مصممون على وضع إسرائيل ومواطنيها في الأولوية". وكانت الحكومة الحالية قد أدت اليمين الدستورية في 13 يونيو 2021 لتنهي حقبة من الجمود السياسي استمرت لمدة عامين شهدت إسرائيل خلالها أربع جولات انتخابية. وعلق وزير الصحة الإسرائيلي رئيس حزب ميرتس اليساري نيتسان هوروفيتس على الخطوة قائلا "لقد نجحت هذه الحكومة إلى أبعد الحدود، هذه حكومة تاريخية أنقذت الديموقراطية الإسرائيلية". وأضاف في تغريدة عبر (تويتر) "سوف تتذكرون إنجازاتها لسنوات عديدة قادمة، سيواصل حزب ميرتس العمل من أجل المجتمع الإسرائيلي، وسنناضل في الانتخابات القادمة من أجل قيمنا وطريقتنا". وتشكلت الحكومة التي عرفت باسم "حكومة التغيير أو حكومة الإنقاذ" في إشارة إلى إنهاء حكم رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو الذي استمر لمدة 12 عاما متواصلة، من أحزاب سياسية متباينة أيديولوجيا ضمت أطيافا من اليسار واليمين والوسط وحزبا عربيا إسلاميا للمرة الأولى في تاريخ إسرائيل. ويأتي هذا التطور قبل زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن الأولى لإسرائيل منذ توليه منصبه. ووفقا للإذاعة العبرية العامة، فإن زيارة بايدن لإسرائيل ستتم كما هو مخطط لها على الرغم من التطورات السياسية، وسيلتقي مع لابيد وليس مع بينيت. وقالت وزيرة النقل ميراف ميخائيلي في تغريدة على (تويتر) "بدأت حكومة التغيير بإعادة دولة إسرائيل إلى هويتها ومواطنيها، وساهم الائتلاف من أجل التغيير في تقريب أجزاء مختلفة من المجتمع الإسرائيلي من بعضه البعض". وأضافت ميخائيلي التي تترأس حزب (العمل) اليساري "أنا على ثقة من أننا سنستمر في قيادة دولة إسرائيل إلى شاطئ آمن". بدوره قال منصور عباس رئيس القائمة العربية الموحدة في تغريدة عقب الإعلان عن نقل السلطة للابيد "سنواصل الدورة التي بدأناها، ونريد أن نكون في التحالف القادم أيضا، ومن يريد هذه الخطوة يمكنه الانضمام". في المقابل، وصفت المعارضة الإسرائيلية هذه الخطوة التي ستؤدي إلى الانتخابات المبكرة، بأنها "أخبار عظيمة". وقال بنيامين نتنياهو رئيس حزب الليكود في بيان "بعد عام من النضال الحازم من قبل المعارضة في الكنيست، انتهت معاناة الجمهور في إسرائيل". وأضاف "من الواضح للجميع أن الحكومة الفاشلة في تاريخ الدولة قد انتهت". وقال نتنياهو إنه سيشكل حكومة وطنية واسعة تهتم بكل المواطنين الإسرائيليين دون استثناء، وتقود إسرائيل إلى "آفاق جديدة بما في ذلك توسيع دائرة السلام". بدوره، قال رئيس حزب الصهيونية الدينية (هتسيونوت هدتيت) المتشدد بتسلائيل سموتريتش في تغريدة عبر (تويتر) "قريبا ستكون هناك وحدة يهودية وطنية حقيقية تقود إسرائيل".
مشاركة :