قال مصدر في الفريق الحكومي لفتح معابر تعز وبقية المناطق، إن الكرة اليوم أصبحت في ملعب الأمم المتحدة والحوثيين، محذراً من أن جماعة الحوثي تحاول استهلاك الهدنة الثانية دون تنفيذ أي من التزاماتها، كما فعلت في الأولى. فيما حذر الدكتور أحمد عوض بن مبارك وزير الخارجية اليمني، من تعنت الحوثيين وإصرارهم على استمرار الحصار على مدينة تعز، معتبراً أنه يمثل معضلة حقيقية أمام إطلاق العملية السياسية بقيادة الأمم المتحدة. وأوضح المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط»، أن المبعوث الأممي لليمن هانس غروندبرغ، تعهد بألا يبقي الأمر مفتوحاً دون تحديد زمني لتنفيذ الحوثيين لتعهداتهم. وأضاف بقوله: «الكرة اليوم في ملعب الأمم المتحدة والحوثيين، وافقنا على المقترح الذي قدمه المبعوث الأممي للفريق الحكومي ووفد الميليشيات الحوثية، رغم أنه كان يلبي الحد الأدنى من مطالبنا». ولفت المصدر إلى أن المقترح الأممي «ضم ثلاث طرق من التي قدمها الحوثيون أنفسهم، وطريقاً واحدة مما طرحناه نحن، ويمثل الحد الأدنى بالنسبة لنا، وطريقاً أخرى بين محافظتي الضالع وإب». وتابع: «للأسف الشديد الحوثي رفض الموافقة في عمان، وقالوا إنهم ليسوا أصحاب قرار، وأن القرار في صنعاء، وعليه انتقل المبعوث الأممي معهم إلى صنعاء على أساس أن يحصل على الرد هناك، لكنه ذهب بعدها إلى نيويورك وقدم إحاطة لمجلس الأمن، وأكد أنه ما زال ينتظر رد الحوثيين، حتى اليوم لم يأت الرد». وحذر المصدر في الفريق الحكومي التابع للشرعية من أن «هنالك مخاوف لدى الجميع، بما فيهم مكتب المبعوث، من أن يستهلك الحوثي زمن الهدنة الثانية، كما استهلك الأولى دون أن ينفذ أي التزام خاص بفتح الطرق، سواء في تعز أو بقية المحافظات». وقال، «طرحنا أهمية تزمين تنفيذ فتح الطرقات، وألا يظل الأمر مفتوحاً، وهذا ما وعد به مكتب المبعوث الأممي، لكننا حتى الآن منذ أنهينا المشاورات في عمان في 7 يونيو (حزيران) أكثر من 12 يوماً ولم يتم الرد على تزمين فتح الطرق». وفي رده على سؤال حول توقعاته للفترة القادمة، وما إذا كان الحوثيون سينصاعون لجهود الأمم المتحدة لتحقيق السلام وفتح الطرق، أجاب المصدر بقوله «الحوثيون لن يعملوا أي انفراجة ما لم تمارس عليهم ضغوط شديدة من المجتمع الدولي والتحالف والشرعية». واستطرد بقوله: «الحوثي أخذ كل ما يريده فقد تم تمديد الهدنة، وفتح مطار صنعاء، ودخلت المشتقات ميناء الحديدة، وتم السماح بالسفر باستخدام جوازات صادرة من صنعاء، لكنه لم ينفذ أي بند بالنسبة للطرقات (...) هذا الملف إنساني، لكن للأسف جماعة الحوثي تستخدم ملف الطرق كملف سياسي وملف ابتزاز لمطالب أخرى». من جانبه، ندد الدكتور أحمد بن مبارك وزير الخارجية اليمني، بالعدوان الحوثي على مدينة تعز، أمس، باستخدام الطائرات المسيّرة المفخخة، مبيناً أن اختراق ميليشيا الحوثي لبنود الهدنة يعد مؤشراً على فشل الميليشيا في تنفيذ استحقاقات السلام. ودعا بن مبارك خلال لقائه، أول من أمس، وزيرة الخارجية النرويجية أنكن هويتفيلديت، إلى ممارسة الضغوط على ميليشيا الحوثي للالتزام ببنود الهدنة والانصياع لدعوات إحلال السلام في اليمن، حسب ما أوردته وكالة الأنباء اليمنية (سبأ). وحذر وزير الخارجية اليمني من أن تعنت الحوثيين وإصرارهم على استمرار الحصار على مدينة تعز يمثلان معضلة حقيقية أمام إطلاق العملية السياسية بقيادة الأمم المتحدة.
مشاركة :