يصوّر الفنان أكرم الحلبي والفنانة شذى الصفدي من خلال أعمالهما ضمن معرض “غت” جوانب متعددة من الحياة اليومية في منطقة الجولان السورية القابعة تحت الاحتلال الإسرائيلي. يذكر أن الفنانين هما من الجولان، ويقدمان في هذا المعرض تأليفاً مفاهيمياً مشتركاً باستخدام تقنيات بسيطة وبخلق علاقة بصرية بين الصورة واللون والشكل باستخدام مجموعة من التقنيات التي يغلب عليها التجريد والألوان الثنائية “المونوكروم”. ولكل واحد من الفنانيّن أسلوبه في تناول موضوعاته، فشذى الصفدي تنفض الغبار عن ذاكرة الطفولة وعن معتقدات متجذّرة مرتبطة بالواقع المعاش ورمزية المكان في محاولة لاستعادة قصص شخصية من الطفولة من خلال التجريد والكولاج وطباعة السينوتايب والمجسمات التركيبية. ☚ الفنانان يقدمان تأليفاً مفاهيمياً مشتركاً باستخدام تقنيات بسيطة وبخلق علاقة بصرية بين الصورة واللون والشكل ☚ الفنانان يقدمان تأليفاً مفاهيمياً مشتركاً باستخدام تقنيات بسيطة وبخلق علاقة بصرية بين الصورة واللون والشكل أما أكرم الحلبي، فيعتمد في إنتاجه على صور فوتوغرافية للحياة اليومية من المكان، يعالجها باستخدام الألوان والخطوط والأحرف. ويختار الحلبي رموزاً وتمثيلات ويؤلِّف بينها، وينسج علاقة بين الصورة المركبة المعالجة التي تظهر كواقع تجريدي والحروف التي يحاول أن يصنع منها أصواتاً قوية مرتبطة بالمشاهد. وقال الحلبي على هامش افتتاح المعرض في غاليري زاوية برام الله “أعدنا اكتشاف المكان من خلال تقديم مشاهد بصرية وصور تمت معالجتها باستخدام تقنيات عديدة ومختلفة، وقدمنا تأملا في المكان وفي الحياة اليومية، ونظرنا في التناقضات والالتباس العلاقة بين المألوف وغير المألوف”. وأضاف أنهما اعتمدا على الذاكرة الشخصية والبصرية لنقل معاناة أهل الجولان فنيًّا وبما ينسجم مع أسلوب كل منهما، إذ اعتمدت الصفدي على القصص الشعبية، واستخدمت الرموز لتمثيلها، أما الحلبي فاعتمد على المشاهد البصرية وألّف بينها وبين الحركة التجريدية وأدخل إليها الخط العربي. وأوضح الحلبي أنهما اختارا مشاهد بسيطة من الحياة اليومية المعيشة في الجولان، وابتعدا عن الشعارات السياسية المباشرة، واتجها نحو القصص البسيطة ذات الرمزية العالية لينقلا من خلالها رؤية الإنسان للمكان الذي يعيش فيه. ووفقًا للحلبي، فـ”غت” هي الغيمة الملبدة بقطرات الماء، وتسمى في الجولان “غيمة قطنة” أو “الغطيطة”، وهي بمثابة رسالة بأن المطر قادم، فإذا ما غُطي المكان بالضباب تلك الطبقة الرقيقة البيضاء الشفافة، تبقى معالم الأماكن كما عهدها من يعيشون فيها، إذ “يمكن أن ترى الأماكن وتشعر بها، لكن الضباب يجبرك أن تمعن النظر فيها كأنك تراها لأول مرة”. معرض ويوضح الحلبي “الفكرة هنا أن الـ’غت’ يجبرك على أن ترى الأماكن التي تعرفها عن ظهر قلب بمنظور مختلف، فالغموض والرمزية في لوحاتنا المعروضة إنما يدفعان الزائر لطرح تساؤلات مفتوحة، فهو يتنقل بين لوحات مرسومة بألوان زيتية زاهية تبعث الأمل في النفس، وصور فوتوغرافية تم إدخال لمسات فنية بتقنيات عديدة عليها بما يجعل من بعضها أقرب إلى الصور الحية، وهناك أيضًا التسجيلات الصوتية ومقاطع الفيديو”. ويتابع الحلبي “أنا أروي قصصًا عن المكان الذي نشأت فيه.. هناك عمل صوتي فني أدخلت إليه مؤثرات صوتية أسميته ‘النجم الأحمر’ وأردت منه تقديم الفكاهة بطريقة ناقدة للوضع المعيشي القاسي في منطقتي، ما يجعله يندرج في إطار الكوميديا السوداء”. وفي مقاطع الفيديو التي يتضمنها المعرض، والتي تحمل عنوان “وشوش نجوم السما” ينقل الحلبي جزءًا من ذاكرة الطفولة، إذ كان يستلقي على ظهره لمشاهدة النجوم في صحن السماء، وعندها “تتكاثر القصص والأحلام والأمنيات” من وحي هذا المشهد.
مشاركة :