أكد اللواء خميس مطر المزينة، القائد العام لشرطة دبي، أن المساهمة الميدانية والاستخباراتية لشرطة دبي في العملية الأمنية النوعية التي أطلق عليها اسم ارض الكناري أدت إلى إحباط تهريب طن ونصف الطن 1500 كغ من مخدر الكوكايين، قادمة من أمريكا اللاتينية إلى إسبانيا، قد حظيت باهتمام ومتابعة دقيقة ومباشرة من قبل الفريق سموّ الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، و لمدة ما يقرب السنتين. وأضاف أن العملية تعد من العمليات الناجحة بامتياز بالنظر إلى نتائجها، إذ أدت إلى تفكيك وإلقاء القبض على شبكة خطيرة من تجار ومهربي المخدرات في بريطانيا وإسبانيا والإمارات، في الأول من ديسمبر الجاري بدبي، موضحاً أن الذي كان يشكل رئيس العصابة فيها هو المدعو ل.ر. أ البريطاني الأصل والمعروف لدى الأوساط الأمنية الدولية بأنه من أخطر وأعنف مهربي المخدرات في العالم، ويترأس شبكة دولية خطيرة. جاء ذلك في المؤتمر الصحافي الذي عقده في مبنى القيادة العامة لشرطة دبي، بحضور اللواء خليل إبراهيم المنصوري مساعد القائد العام لشؤون البحث الجنائي، والعقيد عيد محمد ثاني حارب المدير العام لمكافحة المخدرات في شرطة دبي، ومديري إدارات ومراكز، وعدد من الإعلاميين. تحرك متزامن وأوضح المزينة أن كوادر شرطة تمكنت من إلقاء القبض على المدعو ل.ر.أ 39 عاماً، وعلى أحد أهم مساعديه المدعو ج. ج.م في الأول من الشهر الحالي، وذلك بفعل تنسيق واسع مع عدة أجهزة أمنية في مقدمتها ضابط الارتباط في القنصلية البريطانية العامة بدبي، وكل من السلطات الكولومبية، والإسبانية، وضمن تحرك متزامن للجهات المذكورة للانقضاض على جميع أفراد العصابة في ساعة محددة في كل من دبي وإسبانيا بهدف تفويت فرصة اتصال أفراد العصابة ببعضهم، أو التمكن من إتلاف ما لديهم من وثائق سرية، تثبت تورطهم بنشاطات إجرامية خاصة بتجارة وتهريب المخدرات، وأنواع أخرى من الجرائم التي تتبع ذلك. خطورة اجرامية وأضاف إلى أن للمتهم ل ر. أ بحسب المصادر الأمنية البريطانية خطورة إجرامية في المملكة المتحدة وبخاصة الجرائم العنيفة والكبيرة، وهو أحد أخطر المجرمين بمنطقة ليفربول، ويشتبه بارتكابه سلسلة من عمليات القتل، والتورط بعمليات تجارة مخدر الكوكايين من أمريكا الجنوبية إلى دول أوربية عديدة تنتهي ببريطانيا، ولكن بفعل البحث والتحري من قبل شرطة دبي عن المتهم ل ر. أ تبين أنه يتصرف باحتراف وحذر شديدين، وهو يحرص من خلال تحركاته على ألا يترك أي شبهات خلفه من الممكن ان تؤدي للاشتباه به أو إدانته. وبناء على هذه المعلومات تم تشكيل فريق عمل من أبرز مهامه مراقبة المذكور، وكشف تحركاته بوضعه تحت المراقبة منذ منتصف أكتوبر 2013 لحظة دخوله إلى الدولة عبر مطار دبي الدولي قادماً من تايلند. وبحسب المعلومات الأمنية التي تم جمعها عنه طوال تلك الفترة، تبين أنه كان على تواصل مع العديد من كبار الأشخاص المشبوهين والمتورطين بتجارة وتهريب المخدرات في المملكة المتحدة والعالم، وقد قامت شرطة دبي بتمرير أسماء هؤلاء الأشخاص وكل ما يتصل بهم من معلومات إلى ضابط الارتباط البريطاني، مما مكن الجهات البريطانية المختصة من إلقاء القبض على بريطاني يدعى لي .هــ لتورطه بعملية تهريب 80 كغ كوكايين ملكيتها تعود للمتهم الأول ل ر. أ. تحركات لافتة وقال اللواء المزينة إن بداية عام 2015 شهدت ظهور تحركات لافتة للمتهم ل ر. أ ، وتوفرت معلومات مؤكدة تفيد بدخول العديد من الشحنات المشبوهة إلى بريطانيا تعود إليه، وهي قادمة من أمريكا اللاتينية إلى هولندا وإسبانيا، وأن المتهم يستخدم شبكة التواصل الاجتماعي في التواصل مع أفراد شبكته الإجرامية.. وفي شهر نوفمبر الماضي توفر المزيد من المعلومات الإضافية عن حاوية خرجت على متن إحدى السفن من أحد موانئ دول أمريكا الجنوبية ظاهرها أنها محملة بالفحم، وحقيقتها أن فيها ما يزيد عن طن 1500 كغ من مخدر الكوكايين، كما أشارت المعلومات أيضاً إلى أن الشحنة سيتم تسلمها من قبل أحد المقربين جداً من لي ل ر. أ. تنسيق تام واوضح أنه جرى تنسيق تام مع ضابط الارتباط البريطاني ، على ضوء تلك المعلومات، وتم تحديد ساعة الصفر لمداهمة وضبط جميع أفراد الشبكة في بريطانيا وإسبانيا والإمارات في وقت واحد مع مراعاة فارق التوقيت ما بين الدول الثلاثة، وبعد اتخاذ الإجراءات القانونية، ألقي القبض على جميع الأهداف بما فيهم الهدف الرئيس المدعول ر. أ وزميله ج.م من قبل مجموعة من أفراد وضباط شرطة دبي، وتم ضبط جميع الهواتف والأجهزة المحمولة والمستندات التي استخدمت في هذه الشحنة، والعمليات المرتبطة بها من عمليات غسيل الأموال، وذلك بالتزامن وفي اللحظة التي تم فيها التعرف إلى الحاوية المشبوهة في أحد الموانئ الإسبانية وضبطها من قبل الجهات الأمنية المختصة هناك. أهمية العملية وأشار المزينة إلى أن مجريات العملية تطلبت جهوداً كبيرة من العمل الاستخباراتي، وتنسيقاً دقيقاً مع الجهات الأمنية الدولية التي شاركت فيها، الأمر الذي يعكس الدور المهم الذي تقوم به دولة الإمارات في مجال مكافحة المخدرات على المستوى العالم، مضيفاً أن عملية ارض الكناري تعد الأضخم على الساحة الدولية لهذا العام، بالنظر إلى حجم المضبوطات وقيمتها المادية، إذ تزيد قيمة كمية الكوكايين المضبوط عن 500 مليون دولار، مليار ونصف مليار درهم ، وذلك لكونه من المخدرات المعروفة بغلاء ثمنها مقارنة بالأنواع الأخرى. وفي نهاية المؤتمر أعرب قائد عام شرطة دبي عن شكره وتثمينه للدور المميز لفريق العمل الذي شارك في هذه العملية، وإلى جميع السادة ضباط الارتباط للدول التي شاركت فيها.
مشاركة :