(ماذا لو فشل سامي؟) - محمد الشيخ

  • 7/9/2013
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

ذات نقاش في مجلس رياضي ضمني وعدداً من الزملاء الإعلاميين، سئل أحد الزملاء المعروفين بنزعتهم المناوئة تجاه كل ما من شأنه نجاح سامي الجابر وقبل ذلك تفوق نادي الهلال عن رؤيته لمدى قدرة سامي على النجاح في مشروعه الجديد كمدرب للهلال فأجاب دون أدنى تعمق في الإجابة: "سامي إنسان طموح، وهو بحاجة لدعم الهلاليين في هذه التجربة؛ بحيث لا يتسرعون في الحكم عليه من العام الأول". سكت برهة لا تتجاوز مدة ابتلاع ريقه، ثم أكمل وقد لمعت ابتسامة ماكرة فضحت تفاصيلها عيناه: "نصيحتي للهلاليين أن يصبروا عليه، عاماً واثنين وحتى ثلاثة، ولا بأس لو منحوه الفرصة لعشرة أعوام مقبلة ليثبت مكانته كمدرب". تلك الإجابة وإن كانت ملتبسة حين الأخذ بشكلها الظاهر حيث تظهر وكأنها دعم لخيار سامي الجديد؛ لكن سبر أغوارها و قبل ذلك معرفة توجهات صاحبها تكشف عن توقعات قوية بفشل ينتظر سامي في مشواره الحالي، وأكاد أجزم أن تلك ليست توقعات مبنية على معطيات، ولا حتى حكماً انطباعياً مستنداً على مقاربات معينة، بقدر ما هي أمانٍ قلبية تزفرها نفس تكره النجاح لكل ما له شأن بالهلال وامتداداته. أياً يكن حال تلك الإجابة سواء بالنظر لصاحبها، أو حتى بالولوج لأعماق المضمون الذي تحمله، فإن التعاطي معها بتجرد تام بعيداً عن أية حسابات أو أجندات يجعل الحكم عليها مختلفاً تماماً؛ إذ ستبدو إجابة طبيعية ومشروعة بل ويمكن التعويل عليها بالاستناد على النواحي الإدارية والفنية، خصوصاً في مسألة منح الفرصة الكاملة، وهو ما فعله الهلال حيث تعاقد معه سامي بعقد يمتد لعامين قابل للتجديد، وذلك في إطار منحه كل مقومات الاستقرار والطمأنينة في العمل. الأهم في هذا السياق هو السؤال الذي لم يطرحه أحد حتى الآن هلاليين وغير هلاليين، وهو المتعلق بمصير سامي في حال فشل مهمته في الموسم الأول بل حتى في أثناء الموسم، رغم أهمية السؤال والتي تكمن في أمرين: الأول: أن مهمة سامي مفتوحة على كل الاحتمالات بما فيها احتمال الفشل. مثله في ذلك مثل أي مدرب، وآخر موسمين في الهلال أفضيا إلى فشل المدربين بإقالة الفرنسي كومبواريه والألماني توماس دول، ومن المعلوم أن إقالتيهما جاءتا إثر ضغوطات جماهيرية وإعلامية خضعت لها الإدارة الزرقاء وهو ما يعطي مؤشراً خطيراً في تجربة سامي. أما الأمر الثاني فيكمن في صعوبة المهمة التي سيخوضها فهو محلياً مطالب على أقل تقدير باسترداد كأس الدوري الذي غاب عن خزانة لعامين متتاليين، وخارجياً بتحقيق لقب دوري أبطال آسيا والذي يضمن للفريق بلوغ بطولة أندية العالم وهو اللقب الذي لا ترى عنه الجماهير الهلالية بديلاً. هذا السؤال على رغم بساطته إلا أنه من الصعوبة بحيث لا يمكن لأحد أن يجيب عنه لا على مستوى أصحاب القرار في الإدارة الهلالية، ولا حتى على مستوى الإعلام الهلالي، وقبلهما جماهير الزعيم وعشاق سامي على وجه التحديد، وهو ما سيعقد المسألة في ثنايا الموسم المنتظر بكل ما يحمله من صعوبات وتعقيدات قد تفرض في لحظة من اللحظات هذا الخيار.

مشاركة :