في ذكرى وفاة شاعر الناس

  • 12/19/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الشهداء لا يموتون كما تعلمون، ولكنهم ليسوا الوحيدين، فالنبلاء يبقون ما بقيت أسماؤهم، باقون ما بقي عطرهم. محمد النفيعي، كيف لا وذكره حيَ لم يغب، كيف لا واسمه يعيش بيننا، في وقت تموت فيه الأسماء وأصحابها حضور. فعندما قال محمد: إن ذاكرة الناس هي الديوان الحقيقي للشاعر كان محقًا، خُلد محمد في ذاكرتنا كنجم لا ينضب نوره ولا يهدأ. سنة مرَت، سنة مُرة على الشعر وعلى محبيك، لم يغب فيها ذكرك. سنة غاب فيها جسدك عنَا واسمك يصول بيننا ويجول، سنة وأصدقاؤك ينعونك ويبكيك أبناؤك. ويذكرك البسطاء الذين كتبت لهم في الحين الذي كان فيه الشعر ليس إلا عاطفة وغزلًا في الطير والمرأة، كتبت لفواتيرهم كتبت لطابور التميس. غاب جسد محمد وترك خلفه كل ما حُمد من مواقف وأشعار، ترك عزة النفس التي ارتبطت باسمه، ترك شعره الذي لم يدنسه بالتودد من أحد لأغراض شخصية، لم يلوثه بتملق وكذب. محمد الإنسان لم يحتمل قلبه النقي كثيرًا، قلبه الذي أنهكه التعب وأنهكته إنسانيته، فتنازل لنا عن دنيا لا تتماشى مع نقاوته، وصعد إلى ربه بعد أن عاش سماويًا وكأنما كان في مسيرته يقترب منها شيئًا فشيئًا. عزاؤنا أن تصلك دعواتنا التي نخصك بها في غروب كل جمعة، وفي السجدات شفعًا ووترًا، عزاؤنا أنك في دار تليق بطهر قلبك وبياضه، والسلام عليك يوم ولدت ويوم متَ ويوم تبعث حيًا. ملحق: أما عني فأنا أعتبره وجعًا لن تعرف يومًا كيف تحتمله أنثى أشد هشاشة من أن تميل عليها أقدار الحياة العصيبة كان وجعًا أعظم من أن يحتمله حتى البكاء رابط الخبر بصحيفة الوئام: في ذكرى وفاة شاعر الناس

مشاركة :