احتفت الكثير من المدن السورية باليوم العالمي للموسيقى ضمن فعاليات متنوعة، لتقدم ألوانا موسيقية مختلفة بين التراثي والعربي والغربي، علاوة على الأنشطة الأخرى في الأماكن المفتوحة. وأحيت أوركسترا الشباب السوري مساء الثلاثاء بقيادة الموسيقي علي أحمد الأمسية الأولى من مهرجان “تحيا الموسيقى” في قصر العظم بدمشق القديمة بمناسبة اليوم العالمي للموسيقى الذي يستمر إلى غاية الخميس. وقدمت الأوركسترا مجموعة متنوعة من المعزوفات الشرقية والغربية كموسيقى المسلسل العالمي الشهير “صراع العروش”، إضافة إلى مقطوعات من التراث السوري واللبناني. وأضاءت ليل اليوم الثاني الأربعاء عروض جوقة صدى الورد الموسيقية بإشراف الفنان باسل حداد في حين تختتم فرقة النجوم بقيادة الفنان هادي بقدونس ليالي المهرجان الموسيقي. ويعتبر مهرجان “تحيا الموسيقى” فعالية موسيقية سنوية تنظمها المديرية العامة للمسارح والموسيقى في دمشق احتفاء باليوم العالمي للموسيقى الموافق للحادي والعشرين من يونيو باعتبارها غذاء الروح البشرية واللغة التي تكلمت بها جميع الأمم. الاحتفال باليوم العالمي للموسيقى يشجع الفرق الفنية الشابة على صقل مواهبها ومتابعة إبداعها وعرض إنتاجها وبأصواتهم الجميلة ذات المساحة الواسعة المتشربة من المدارس الصوفية الدمشقية أحيا رباعي دمشق للنشيد بمشاركة فرقة المولوية أمسية موسيقية تناوبت عليها مقامات الموسيقى العربية بتناغم مع الصوت البشري وبإطار اللحن الطربي على خشبة مسرح الأوبرا في دار الأسد للثقافة والفنون. الأمسية التي قدمها كل من محمد الشعار ومصطفى الشيخ ومحمود الصياد وغسان السروجي حملت عنوان “قد ودور وطقطوقة” في إيحاء رمزي بقوالب الغناء العربي الذي امتاز عن غيره من الحضارات الغربية بصياغة قوالب لكل منها شكله وطريقته الخاصة في التقديم، ومنها القد والدور والطقطوقة والموشح والتوشيح والمونولوغ. وقُدمت في الأمسية مجموعة من الموشحات والأناشيد الصوفية القديمة ضمن مشهد دمشقي على مقامات موسيقية مختلفة فافتتحت بوصلة على مقام الكرد “يا إله الكون ويا رب يا نعم الوكيل” وتلتها وصلة على مقام الحجاز “ساروا لمكة وقلبي الولهان وزائر الروضة أيها المشتاق”. وتتابعت الوصلات على مقامات الراست ونوا أثر والبيات والعجم كالأذكار الصوفية التي تعتمد على الأشعار والقصائد الحلبية والبردة وقصائد المولد النبوي الشريف والبعض من الأزجال والأشعار المحلية ذات الطابع الديني بتناسق مع إيقاعات مميزة. واحتفاء باليوم العالمي للموسيقى احتضن مسرح المركز الثقافي العربي في العزيزية حفلاً موسيقياً بعنوان “القدود الحلبية والموشحات الأندلسية” تضمن مجموعة من المقطوعات الموسيقية العربية الشهيرة وأحيته فرقة وكورال هزام بقيادة الفنان أحمد القاسم. Thumbnail وبدأ الحفل بوصلة “ألف ليلة وليلة” من الموشحات الأندلسية تلاها موشح “يا ليل الصب” ومجموعة من المواويل، إضافة إلى موشحات على مقام الراست والهزام والحجاز مثل “أحن شوقا”، و”يا شادي الألحان”، و”لما بدا يتثنى”، و”اسقي العطاش”، إضافة إلى وصلتي “ملكتم فؤادي” و”هيمتني” من القدود الحلبية. وفي تصريح له أوضح جابر الساجور مدير ثقافة حلب أهمية الاحتفال باليوم العالمي للموسيقى ضمن توجه وزارة الثقافة لدعم الفكر والفن وتشجيع الفرق الفنية الشابة وصقل مواهبها ومتابعة إبداعها وعرض نتاجها عبر المنابر الثقافية، مبيناً أن فرقة وكورال هزام تقف للمرة الأولى على مسرح المركز الثقافي بالعزيزية لتقديم أعمالها الفنية على الساحة من خلال نمط غنائي وموسيقي يهدف إلى الحفاظ على القدود الحلبية الأصلية والمكتبة الموسيقية العربية. ولفت الفنان أحمد القاسم قائد فرقة وكورال هزام إلى أهمية إقامة مثل هذه الأنشطة الفنية، ولاسيما في مدينة حلب التي تضم العديد من عناصر التراث الفني من موشحات وطقاطيق وقدود، مشيراً إلى أن اسم الفرقة على اسم مقام الهزام الموسيقي الشرقي الذي يعتبر من جنس مقام الراست والحجاز. وأقيمت كذلك مساء الثلاثاء فعالية موسيقية بمقر جمعية أصدقاء الموسيقى في مدينة طرطوس تضمنت إحياء كورال أرجوان بجوقاته الثلاث وحفلاً موسيقياً بقيادة الموسيقي بشر عيسى. وشارك في هذه الاحتفالية الموسيقية ما يزيد على 250 فرداً من مختلف الفئات العمرية لجوقات كورال أرجوان الكبار واليافعين والأطفال، حيث قدمت كل جوقة عدداً من الأغاني بمرافقة البيانو والإيقاع والأكورديون والعود. Thumbnail وأدت الجوقات الثلاث مجموعة من أجمل الأغاني بـ11 لغة جالت ألحانها العذبة القارات الخمس بكلماتها الجميلة وتحاكي القيم الإنسانية كالخير والأمل والحب والطمأنينة. وأقيم على هامش الحفل الموسيقي معرض للرسم تضمن أعمالاً فنياً بمشاركة كورال أرجوان – فئة الأطفال، حيث جسدوا علاقتهم بالموسيقى وعبروا عن حبهم ومدى ارتباطهم بها. ويهدف المعرض إلى دعم الفكر والفن وتشجيع الأطفال على تقديم أجمل الأعمال الفنية. وفي تصريح له بين قائد الكورال الموسيقي عيسى أن عيد الموسيقى يحتفل به ما يقارب 120 دولة حول العالم، وأن مشاركة كورال أرجوان بجوقاته الثلاث هي تشجيع لهم على متابعة إبداعهم وصقل مواهبهم إلى جانب عرض إنتاجاتهم في كل المنابر وفي كل مكان يتسع للموسيقى ولروح الفن. وأوضح عيسى أن الاحتفالية لهذا العام كانت لأول مرة في الهواء الطلق في حديقة مقر جمعية أصدقاء الموسيقى حيث تم تجهيزها مؤخراً لهذا الغرض وهي مناسبة مهمة للفرح مع الموسيقى وهدفها بث أجواء السعادة بين الناس. وعبر المشاركون عن أهمية اليوم العالمي للموسيقى وخاصة أن الموسيقى هي اللغة الوحيدة التي لا تحتاج إلى ترجمة وتعمل على تهذيب النفس وتطرب الروح برسالتها السامية وما تحمله من قيم المحبة والخير لجميع شعوب العالم.
مشاركة :