استخدام جزيئات متناهية الصغر لعلاج الأورام الصلبة

  • 6/23/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

توصل فريق من الباحثين في الولايات المتحدة إلى أسلوب علمي جديد لعلاج الأورام السرطانية الصلبة بواسطة نوعية من الجزيئات متناهية الصغر. وترتبط الأورام الصلبة ببعض أنواع السرطان مثل سرطان الثدي والرأس والعنق والقولون. وفي إطار الدراسة استخدم الباحث شين مينغ المتخصص في مجال السرطان بجامعة ويك فورست بولاية نورث كارولينا الأميركية جزيئات متناهية الصغر لتوصيل جرعة من مادة يطلق عليها اسم “إيه.آر.إل 67156” داخل الخلايا السرطانية، من أجل تحفيز رد فعل مناعي ضد مرض السرطان، وقام باختبار هذه التقنية على أورام سرطانية في القولون والرأس والعنق لدى فئران. وأثبتت الدراسة التي نشرتها الدورية العلمية “ترانسليشنال ميديسين” أن هذه التقنية الجديدة ساعدت في إطالة عمر المرضى. ومن المعروف أن العلاج المناعي أحدث ثورة في مجال علاج السرطان، ولكن نسبة المرضى الذين يستجيبون لهذه النوعية من العلاج لا تتجاوز عشرين في المئة. ونقل الموقع الإلكتروني “ميديكال إكسبريس” المتخصص في مجال الطب عن الباحث مينغ قوله إن “معظم الأورام الصلبة لديها بيئة مكروية فقيرة، وهو ما يجعل استجابتها ضعيفة حيال وسائل علاج السرطان التقليدية بما في ذلك العلاج المناعي”. وأضاف أن المركبات العلاجية مثل “إيه.آر.إل 67156” قد تجد صعوبة في اختراق الأورام الصلبة، وبالتالي إن تركيب الجزيئات متناهية الصغر الجديدة يمكن أن يتيح وصول المركب العلاجي إلى خلايا السرطان وتحسين فرص الشفاء”. h توجد العديد من طرق علاج السرطان بناءً على حالة المريض بشكل محدد ويؤكد مينغ “لقد وجدنا أن طب الجزيئات متناهية الصغر يساعد بشكل كبير في كبح جماح نمو الأورام ويرفع فعالية وسائل العلاج القائمة بالفعل”، مضيفا أن نتائج هذه الدراسة تتطلب مزيدا من التقييم العلمي. وتعرف الأورام الصلبة بأنها كتلة غير طبيعية من الأنسجة لا تحتوي عادة على أكياس أو مناطق سائلة، وقد تكون الأورام الصلبة حميدة (وليست سرطانية) أو خبيثة (سرطانية)، حيث تتم تسمية أنواع مختلفة من الأورام الصلبة حسب نوع الخلايا التي تتكون منها. ومن أمثلة الأورام الصلبة الأورام اللحمية والسرطانية والأورام اللمفاوية ولا تشكل اللوكيميا (سرطانات الدم) أورامًا صلبة بشكل عام. وتمثل الأورام الصلبة ما يقرب من نصف حالات الأورام الخبيثة في مرحلة الطفولة، وتشمل الأورام الأكثر شيوعًا أورام المخ والورم الليمفاوي وورم الخلايا البدائية العصبية وورم ويلمز والساركوما العظمية والساركوما العضلية المخططة، حيث نظرًا لأن العديد من الأورام الخبيثة يمكن أن تشمل نخاع العظام ويمكن أن يؤدي علاجها بالعلاج الكيميائي والإشعاعي إلى تثبيط وظيفة النخاع، فإن العديد من المضاعفات التي تظهر في سرطان الدم الحاد تظهر أيضًا مع هؤلاء. وتتميز الأورام الصلبة بخصائص فسيولوجية فريدة تجعلها مختلفة عن الأنسجة الطبيعية، حيث أن وظائف الأوعية الدموية غير الطبيعية وبنيتها ونقص الأوعية اللمفاوية المناسبة وضغط السائل الخلالي هي الخصائص الفسيولوجية للأورام الصلبة التي تؤثر على توصيل الأدوية إلى أنسجة الورم. وتم العثور على أوعية الورم الناتجة عن عملية تكوين الأوعية لتكون متوسعة ومتعرجة وغير متجانسة في توزيعها المكاني مقارنة بالأوعية الدقيقة العادية، ولا تستطيع الأدوية المضادة للسرطان اختراق الأورام بشكل فعال بسبب الاختلافات في تدفق الدم عبر الأوعية الورمية علاوة على ذلك، ولا يمكن تحقيق التوصيل الفعال لمضاد السرطان إلى المنطقة الوسطى من مادة صلبة كبيرة بسبب البنية غير المنظمة للأورام الصلبة. ويؤدي انخفاض تغلغل الأدوية المضادة للسرطان في الأورام الصلبة إلى تطوير مقاومة للأدوية المضادة للسرطان؛ لأن الخلايا السرطانية تتعرض مرارًا وتكرارًا للأدوية بجرعة أقل من المميتة. والسرطان هو نمو شاذ للخلايا (عادة ما ينشأ من خلية مفردة غير طبيعية). وتتكاثر الخلايا بشكل متواصل نتيجة فقدها لآليات التحكم الطبيعية، وتجتاح الأنسجة القريبة وتنتقل إلى أجزاء بعيدة في الجسم، مما يحفز نمو أوعية دموية جديدة تستمد منها الخلايا السرطانية العناصر المغذية. ويمكن للخلايا السرطانية الخبيثة أن تتطور من أي نسيج داخل الجسم. وعندما تنمو الخلايا السرطانية وتتضاعف، تشكل كتلة من الأنسجة السرطانية (ورم) تجتاح الأنسجة الطبيعية المجاورة وتدمرها. ويشير مصطلح الورم إلى نمو شاذ أو كتلة، يمكن للأورام أن تكون سرطانية أو غير سرطانية. ويمكن للخلايا السرطانية أن تنتقل من مواقعها الأولية إلى أجزاء أخرى من الجسم (نقيلة ورمية). h الأورام الصلبة ترتبط ببعض أنواع السرطان مثل سرطان الثدي والرأس والعنق والقولون ويمكن تقسيم الأنسجة السرطانية (الخبيثة) إلى الأنسجة الدموية والأنسجة الصانعة للدم (ابيضاضات الدم) والأورام اللمفية والأورام الصلبة (كتلة صلبة من الخلايا) وغاليا ما تسمى بالسرطان. وتقسم السرطانات إلى نوعين، كارسينومات وساركومات. والكارسينومات هي سرطانات تُصيب الخلايا المبطنة لكل من الجلد والرئتين والسبيل الهضمي والأعضاء الداخلية. ومن الأمثلة على الكارسينومات سرطان الجلد والصدر والقولون والمعدة والثدي والبروستات والغدة الدرقية. وتحدث الكارسينومات عند الأشخاص المسنين بمعدلات أكبر من الأشخاص الأصغر سنًا. أما الساركومات، فهي السرطانات التي تُصيب خلايا الأديم المتوسط. وتشكل خلايا الأديم المتوسط العضلات والأوعية الدموية والعظم والنسيج الضام. ونذكر من الأمثلة على الساركومات كلًا من الساركومة العضلية الملساء (أو سرطان العضلات الملساء التي توجد في جدار الجهاز الهضمي) والساركومة العظمية (سرطان العظم). وتحدث الساركومات عند الأشخاص الأصغر سنًا بمعدلات أكبر من الأشخاص المسنين. وتُصيب اللوكيميات (ابيضاضات الدم) واللمفومات (الأورام اللمفية) الدم والأنسجة الصانعة للدم وخلايا الجهاز المناعي. معظم الأورام الصلبة لديها بيئة مكروية فقيرة، وهو ما يجعل استجابتها ضعيفة حيال وسائل علاج السرطان التقليدية وتنشأ اللوكيمياء في الخلايا الصانعة للدم وتؤدي إلى زيادة إنتاج خلايا الدم الطبيعية في نخاع العظم. وتؤدي الخلايا السرطانية الناتجة عن الأورام اللمفية إلى زيادة حجم العقد اللمفية، فينجم عن ذلك كتل كبيرة في الإبط وأعلى الفخذ والبطن والصدر. ويتمثل علاج السرطان في استخدام الجراحة والإشعاع والأدوية والعلاجات الأخرى لعلاجه أو تقليصه أو وقف تطوره. وتوجد العديد من طرق علاج السرطان بناءً على حالة المريض بشكل محدد، حيث قد يتلقى طريقة علاج واحدة أو مزيجًا من طرق العلاج. ويهدف علاج السرطان إلى تحقيق الشفاء من المرض لكي يتمكن المصاب من عيش حياة طبيعية. وبناءً على حالته، قد يكون الشفاء ممكنًا، وقد لا يكون كذلك. وإذا لم يكن الشفاء أمرًا واردًا، فسيكون الهدف من العلاجات التي تخضع لها تقليص حجم السرطان أو إبطاء نموه، مما يتيح له التمتع بحياته دون الشكوى من الأعراض لأطول فترة ممكنة.

مشاركة :