التلفزيون الإيراني يحرّف كلام كريستيانو رونالدو خدمة لأيديولوجيا النظام

  • 6/23/2022
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أثار تحريف مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية حديث اللاعب البرتغالي كريستيانو رونالدو، نجم كرة القدم العالمي، عن دعم الأطفال السوريين -حيث نسبت إليه كلاماً كاذبا يدعي أنه “لا يستطيع تحمل المشجعين الإسرائيليين”- جدلا وسخرية واسعة. ويشار إلى أن كلام رونالدو في الفيديو كان مرتبطا بعام 2016، كما كان دعما للأطفال السوريين. وقال آنذاك “هذه رسالة إلى أطفال سوريا. نحن نعلم أنكم تعانون. أنا لاعب مشهور لكن أنتم الأبطال الحقيقيون. لا تفقدوا الأمل. العالم معكم. نحن نهتم بكم. أنا معكم”. لكن مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية قدمت ترجمة خاطئة تمامًا لهذه الكلمات. ونقلت عن رونالدو قوله “المتفرجون الإسرائيليون هم أكثر المتفرجين كراهةً لدي. أنا لا أستطيع تحملهم. أنا لن أستبدل قميصي بقميص قاتل”. وكمثال آخر على تشويه الواقع لم يكتف التقرير بتحريف كلام رونالدو فحسب، بل قدم ترجمة مختلفة ‏عما قاله رئيس الفيفا السابق جوزيف سيب بلاتر عن الشخصية ‏الرياضية للنجم البرتغالي حين وصفه بالجندي أو القائد العسكري داخل ‏ملاعب الكرة؛ ذلك أن ما دُبلج عن بلاتر في التلفزيون الإيراني جاء كالتالي “سلوك رونالدو مثل عارضة أزياء، إنه يهدر المال على شعره مثل العارضات”! وفي الكثير من الأحيان قوبل التقرير الخاطئ بردود فعل قاسية من قبل مستخدمي مواقع التواصل في إيران. وسخر مغرد قائلا “سنحرر فلسطين بدلو ماء” فيما كتب آخر “بل سنحررها بقنابل الأكاذيب”. يذكر أن التلفزيون الإيراني لديه تاريخ طويل من تزييف التصريحات. وكمثال واضح على هذه الترجمات الخاطئة قام التلفزيون الإيراني خلال ألعاب يورو 2020 بترجمة خطابات المدربين واللاعبين من مختلف البلدان وقال ما يريد قوله بلغتهم. ولا تزال إيران مصرة على المتاجرة بالقضية الفلسطينية من أجل صرف النظر عن الإخفاقات الاقتصادية والسياسية الجلية في الداخل، وتقدم نفسها كمحام للقضايا العربية وتريد أن تَظهر عربية أكثر من العرب أنفسهم. وفي الدعاية الإيرانية يختلط الديني بالتاريخي والسياسي، فتقدم طهران رواية متخبطة عرجاء تشبه تغريدات المرشد علي خامنئي في تناقضاتها. إيران لا تزال مصرة على المتاجرة بالقضية الفلسطينية من أجل صرف النظر عن الإخفاقات الاقتصادية والسياسية الجلية في الداخل ويأتي التقرير المحرف بعد شهر من تصريحات خامنئي التي انتقد فيها تزايد شعبية رونالدو بين الأطفال الإيرانيين مقارنةَ ببعض الشخصيات المفضلة لديه. وقال خامنئي في لقاء مع المعلمين يوم الحادي عشر من مايو الماضي “نفذوا استطلاعاً بين أطفال مدارسكم وشاهدوا ما هي النسبة التي تعرف سعيد كاظمي أشتياني بكل هذه الخدمات، وبهذه القيمة الوجودية التي يحظى بها؟ وما هي نسبة الأشخاص الذين يعرفون رونالدو؟ لماذا لا نعرف مفاخرنا الوطنية؟”. وأضاف “يجب أن نقوم بعمل ليصير تلاميذنا يتمتعون بهويّة وطنيّة. ينبغي ألّا يكون الهدف من تربية التلميذ ومن مجيئه إلى المدرسة (…) مجرد أنه يريد أن يتعلم الدروس. (…) الأهم من تعلّم العلم (…) أن يشعر بالهويّة، وأن يُصنع هنا إنسان ذو هويّة فيحصل على الهويّة الوطنيّة والشعور بالثقة الوطنيّة، ويتعرف طفلنا من أعماق روحه إلى مفاخر الوطن. هذا شيء غير موجود اليوم”. يذكر أن سعيد كاظمي أشتياني، مدير معهد رويان للأبحاث، توفي في بداية يناير 2006. واعتبرت بعض وسائل الإعلام الإيرانية وفاته “اغتيالا بيولوجيا”. وتجدر الإشارة إلى أن المرشد الإيراني يولي معهد رويان للأبحاث اهتمامًا خاصًا. ووصف المعهد بأنه “تجمع قيم للمبدعين والجهاديين في مجال العلوم البيولوجية”، وقدم تعازيه في وفاة كاظمي أشتياني. وردّ التلفزيون الإيراني يوم السبت الماضي، من خلال بث تقرير آخر عن “الضجيج ‏الهائل الذي افتعله مستخدمو مواقع التواصل ضده”، معلناً أن “ما تم نقله عن اللاعب ‏رونالدو حول كرهه للإسرائيليين هو صحيح وموثوق ومتواجد على شبكة ‏الإنترنت، ولكن بما أن تصريحاته كانت مكتوبة اضطررنا إلى بث لقاء ‏مصور أرشيفي بدل ذلك”، بينما لم يذكر التقرير الأول أن صور نجم ‏كرة القدم كانت أرشيفية، وهذا ما جعل المشاهدين يرون على الشاشة أنه يتحدث في هذا اللقاء ‏عن إسرائيل، بينما كان الحديث عن أطفال سوريا. وأما عن تشويه كلمة جوزيف بلاتر ‏فلم تقدم إدارة التلفزيون توضيحاً.‏ ShareWhatsAppTwitterFacebook

مشاركة :