انتشر في الفترة الأخيرة الحديث عن قرب إطلاق العملة الخليجية الموحدة المتفق عليها بين بعض دول المجلس، ومع تقديرنا لأهمية الاتحاد النقدي بين دول مجلس التعاون، إلا أن إطلاق العملة الموحدة هو موضوع حساس جدا وفي غاية الخطورة في الوقت ذاته، لذلك لا بد من التأكد من مناسبة الأرضية الاقتصادية لإطلاقها، وحيث لا تترتب عليها أي اضطرابات نقدية لدول المجلس. من الواضح أن الوقت الحالي ليس الوقت المناسب للتفكير في إطلاق العملة الموحدة، فلا الظروف العالمية تساعد على ذلك، حيث ما زال العالم يعاني أزمة اقتصادية خانقة، ولا الظروف الإقليمية أيضا مناسبة لذلك في ظل حالة عدم الاستقرار السياسي التي تحيط بالمنطقة في الوقت الحالي. هذه الظروف قد تحول دون الإطلاق الناجح للعملة الموحدة، ومن ثم فإن الفوائد المتوقع تحقيقها من العملة الخليجية الموحدة قد تنقلب إلى اضطراب نقدي قد يرفع من احتمالات فشل العملة الموحدة. لذلك يجب التفكير بشكل جيد في التوقيت المناسب لعملية الإطلاق والتأكد من جاهزية الأسواق النقدية والمالية في المنطقة لاستقبال عملة جديدة تحل محل العملات الحالية دون أن يصاحب ذلك تأثير سلبي في دول المجلس. تنبغي الإشارة إلى أن هناك من كذَّب صحة هذه الأنباء، وبغض النظر عن صحة ذلك من عدمه فإن التجربة الأوروبية أثبتت أن التعجل في إصدار العملة الموحدة ليس كافيا لضمان الاستقرار المالي والنقدي في منطقة الاتحاد النقدي.
مشاركة :