يشهد حزب التقدم والاشتراكية المعارض في المغرب صراع إرادات بين الأمين العام نبيل بنعبدالله ومعارضيه الذين لا يرغبون في استمراره على رأس الحزب. ومع اقتراب المؤتمر الوطني للحزب اتهمت مبادرة “لنواصل المسار”، التصحيحية، بنعبدالله بـ”ذبح الديمقراطية الداخلية وفرض أجندة بتطلعات شخصية صرفة”. ورد بنعبدالله على الانتقادات من معارضيهم بوصفهم بالشرذمة والعناصر المشبوهة. واحتج معارضو بنعبدالله، أمام مقر الحزب بالرباط عند انعقاد اجتماع اللجنة المركزية، السبت الماضي بعدما فشلوا في الولوج إليه، حيث نددوا بما أسموه التهميش والمنع اللذين تعرضوا لهما، رافعين شعارات تطالب برحيل بنعبدالله. واعتبر بنعبدالله تحرك المناوئين له تشويشا على أعمال اللجنة، مشيرا إلى أن ذلك يعد “خطرا محدقا بالديمقراطية والعمل السياسي بالمغرب، بعضهم كان سابقا عضوا بالحزب، جلبت معها حوالي 20 شخصا مأجورين حاولوا انتهاك حُرمة مقر حزب عريق”. وفي المقابل عبرت مبادرة “سنواصل المسار” عن “إدانتها لما تعرض له مناضلو المبادرة من تعنيف لفظي وجسدي من طرف غرباء مأجورين وبتحريض صريح من الأمين العام، وثقته وسائل الإعلام، ومنع غير قانوني من الحضور في اجتماع اللجنة، ونحتفظ بحقنا في اتخاذ كل الإجراءات القانونية جراء ذلك”. وتضم المبادرة عددا من الأعضاء المعارضين لتوجهات الأمين العام للحزب، منهم عضوان بالمكتب السياسي و26 عضوا باللجنة المركزية و11 عضوا بالمكتب الوطني للشبيبة وكتاب أولون للفروع المحلية وأعضاء من الفروع الجهوية والإقليمية والمحلية. وأكد بنعبدالله أن “الحزب سبق وقدم لهؤلاء فرصا لطرح تفسيراتهم للسب الذي يكيلونه للقيادة على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي، لكنهم اعتبروا أنفسهم فوق المحاسبة، فجرى طردهم”، مشددا على أن “هؤلاء ليسوا اسما أو قامة أو حاملين لمشروع فكري أو سياسي داخل الحزب”. التيار المعارض الجديد داخل الحزب يطمح إلى تصحيح مساره ومواجهة ما يسميه بالانحرافات التي تسبب فيها المتحكمون في دواليب التقدم والاشتراكية وعلى رأسهم بنعبدالله كما شدد الأمين العام للتقدم والاشتراكية، في ندوة صحافية، مساء الثلاثاء على أن الأسباب التي دفعت هؤلاء الأشخاص لاقتحام المقر هو رفض الحزب لخدمة مصالحهم الشخصية، لأن أغلبهم كانوا، على حد قوله، يشغلون مناصب ثانوية في الحكومة السابقة. وأعلنت المبادرة في بيان توصلت “العرب” بنسخة منه، رفض ما وصفته بـ”مسخ هوية الحزب بعد ابتعاد أبنائه وتراجع مستوى وسقف النقاش السياسي في مرحلة سياسية دقيقة داخليا وخارجيا”، داعية “الرفيقات والرفاق في مختلف ربوع المملكة الشريفة للالتحاق بالمبادرة لمواصلة الإصلاح، وإفشال المخططات الانتهازية للأمين العام”. وأكد محمد ياوحي الأستاذ الجامعي والإطار السابق في الحزب، في تصريح لـ”العرب”، أن ”حزب التقدم والاشتراكية تحول إلى تجمع للانتهازيين بعد طرد أو انسحاب المناضلين”، مشيرا إلى أن “هناك حملة تطهيرية لإفراغ الحزب من الأطر والمناضلين والتحرش بهم عن طريق البلطجية وتعويضهم بالمهللين والانتهازيين”. وعلى غرار تيار قادمون، وتيار “مازلنا على الطريق”، يطمح التيار المعارض الجديد داخل الحزب إلى تصحيح مساره ومواجهة ما يسميه بالانحرافات التي تسبب فيها المتحكمون في دواليب التقدم والاشتراكية وعلى رأسهم بنعبدالله. واعتبر حسن بنقبلي القيادي بالتقدم والاشتراكية أن بنعبدالله من أجل تحقيق هدفه يستعد لتجاوز رغبة المناضلين الذين يرفضون الرضوخ لإرادته. وأكدت مصادر لـ”العرب”، من داخل التيار المعارض لتوجهات القيادة الحالية، أنه “لا توجد نية في شق وحدة الحزب، وأن النضال من أجل تصحيح مسار الحزب يبقى نضالا ديمقراطيا ومن داخل الهياكل الحزبية”. وشددت على أن المشكلة تبقى في “عدم إيمان القيادة الحالية بالتدافع الحزبي الديمقراطي والسلمي، لذلك فقد أقدمت على إقصاء وتهميش مجموعة من المنتمين لحزب التقدم والاشتراكية”.
مشاركة :