إنجاز جديد يضاف إلى إنجازات هيئة الصحة في دبي، يعتبر مثابة شهادة اعتراف دولية بالمستوى المتطور للإمارات طبياً، وذلك بعد أن أجرت الهيئة عمليتي قسطرة علاجيتين ونقلتهما مباشرة عبر الأقمار الصناعية من غرفة القسطرة بمستشفى راشد إلى قاعات المؤتمر الأوروبي الخليجي لقسطرة القلب الذي نظمته الجمعية الأوروبية لقسطرة القلب بالتعاون مع جمعية القلب الخليجية خلال الفترة من 16-17 ديسمبر كانون الأول الجاري بمشاركة أكثر من 1000 طبيب متخصص في قسطرة القلب من مختلف دول العالم بفندق جراند حياة، وتم خلالها تركيب دعامات قابلة للذوبان لمريضين كانا يعانيان من انسدادات متعددة في شرايين القلب المختلفة، وهذا النوع من العلاجات ما زال يقتصر على عدد من المراكز الطبية في العالم، ويحتاج إلى خبرات وتقنيات عالية الدقة، وأهمية التطبيق تكمن في التقليل من العمليات الجراحية وتجنب مضاعفاتها ومخاطرها على المرضى وخاصة كبار السن منهم. وتمكنت هيئة الصحة بدبي منذ عام 2012م وحتى الآن من إجراء 3500 عملية قسطرة تشخيصية علاجية وهو رقم مرتفع عالميا، مما يؤكد على الخبرة الكبيرة التي أصبحت تتمتع بها في هذا النوع من المعالجات المتخصصة. شهادة اعتراف دولية وقال الدكتور فهد عمر باصليب استشاري ورئيس قسم أمراض القلب بمستشفى راشد إن مشاركة هيئة الصحة بدبي في المؤتمر تمثلت في نقل مباشر عبر الأقمار الصناعية لعمليتي قسطرة علاجية من غرفة القسطرة بمستشفى راشد إلى قاعات المؤتمر بفندق جراند حياة تم خلالها تركيب دعامات قابلة للذوبان لمريضين كانا يعانيان من انسدادات متعددة في شرايين القلب المختلفة. وأشار الدكتور باصليب الذي قام بإجراء العمليتين إلى التفاعل والتواصل المباشر بين الأطباء في قاعات المؤتمر والفريق الطبي القائم على إجراء هذا النوع من المعالجات الدقيقة التي ركزت على كيفية تحضير وزراعة مثل هذا النوع من الدعامات واختيار المريض المناسب لها، وكيفية توصيل أكثر من دعامة متواصلة لعلاج الشريان الواحد في القلب. العملية الأولى وأوضح أن العملية الأولى التي تم بثها إلى قاعات المؤتمر الأوروبي الخليجي لقسطرة القلب كانت لمريض آسيوي عمره (60) سنة كان يعاني من مرض السكري ومن آلام في الصدر وبعد إجراء الفحوصات اللازمة من خلال القسطرة التشخيصية تبين وجود انسدادات في (4) شرايين حيث قام الفريق الطبي بزراعة دعامات قابلة للذوبان بشكل جزئي لهذه الشرايين من خلال القسطرة العلاجية كبديل عن إجراء عمليات القلب المفتوح. ولفت إلى الجهاز المتطور الذي تم استخدامه لقياس فرق ضغط الدم قبل وبعد انسداد الشرايين لمعرفة تأثير الانسداد على ضغط الدم وهو أحد الأجهزة الحديثة والمتطورة التي تساعد في اتخاذ القرار الطبي المناسب للقيام بزراعة هذه الدعامات داخل الشرايين خاصة وان المريض كان يرفض إجراء عملية القلب المفتوح للعلاج. وأوضح أن العملية التي استغرقت (45) دقيقة تم خلالها تقديم شرح تفصيلي تعليمي للأطباء في قاعات المؤتمر حول كيفية إجراء هذا النوع من المعالجات التخصصية الدقيقة التي تتطلب الكثير من الخبرة والمهارة والدقة. العملية الثانية وقال ان العملية الثانية التي استمرت حوالي (40) دقيقة كانت لمريض آسيوي عمره (37) سنة كان يعاني من آلام في الصدر وبعد إجراء فحوص القسطرة التشخيصية تبين أن المريض يعاني من نوبة قلبية حادة بسبب انسداد الشريان الرئيسي وأحد الشرايين الفرعية وخلال إجراء العملية تم اكتشاف وجود انسداد طويل في شريان ثالث وهو الأمر الذي تطلب من الأطباء تركيب عدة دعامات بشكل متصل لإصلاح الشريان المسبب للجلطة القلبية حيث تم نقل هذا الإجراء الطبي بشكل مباشر إلى قاعات المؤتمر الأوروبي الخليجي مع الشرح التفصيلي لكيفية تحضير وتوصيل وتركيب هذه الدعامات مع استخدام جهاز التصوير الداخلي للشريان قبل وبعد تركيب الدعامات وتقنية القسطرة عن طريق الألياف البصرية. وأوضح أن المؤتمر الذي استمر على مدار يومين ناقش من خلال الجلسات العلمية وورش العمل المصاحبة له العديد من المحاور المتعلقة بآخر المستجدات العالمية في مجال تقنيات قسطرة القلب وتبديل صمامات القلب بتقنية القسطرة التشخيصية العلاجية، وكيفية استخدام هذه التقنية للحالات المرضية.
مشاركة :