عندما تساءل أهل المهنة: من هي هذه الفتاة الشابة والجميلة التي تؤدي دور البطولة أمام المخضرمة جوليا أندروز؟ أدركت الممثلة آن هاثاوي، وكانت لا تزال في التاسعة عشرة من عمرها، أنها نجحت في الاختبار من أول مرّة. الفيلم كان مفكرة الأميرة والقفزة التي حققتها هاثاوي لم تكن من فراغ، فهي كانت ظهرت على خشبة المسرح قبل هذا الفيلم بعامين ولعبت أدواراً تلفزيونية حضّرت لوثبتها تلك. وفي الوقت ذاته كانت موهوبة. كلهن موهوبات، قد يقول القارئ، لكن موهبة هاثاوي كانت إلى حد أنها فازت من بين 500 مرشّحة لهذا الدور ومن تجربة واحدة فقط. ومع نجاح تجربتها السينمائية الأولى تداعت التجارب اللاحقة، فإذا بها في الجزء الثاني من مفكرة الأميرة وفي بطولة نيكولاس نيكلبي والفتاة التي تستدعي الاهتمام في الدراما المعروفة في بروكباك ماونتن، ثم في الجاسوسي الكوميدي غت سمارت والكوميدي الشيطان ترتدي برادا لجانب ميريل ستريب ثم في رايتشل تتزوج وأليس في بلاد العجائب وريو. وكشفت عن موهبتها الدرامية الحقة في البائسون سنة 2012. في العام الماضي، شوهدت هاثاوي في بين النجوم أمام ماثيو ماكونوهي وواجهت هذا العام روبرت دينيرو في المتعاون وقريباً نشاهدها في أليس من خلال المنظار في مواجهة جوني ديب وهيلينا بونهام كارتر. من الفيلم المنتظر نبدأ الحوار مع هاثاوي: * هل أليس من خلال المنظار هو الجزء الثاني من أليس في بلاد العجائب؟ تماماً. الرحلة الشاقة للفتاة الصغيرة تستمر، خصوصاً أن عليها أن تنقذ حياة من التقت بهم في الجزء السابق. * حين تلتقين مع ممثلين وممثلات كانوا شاركوا في تمثيل أحد أفلامك، هل تشعرين بالألفة أكثر مما لو كنت تلتقين بممثلين جدد لأول مرّة؟ يعتمد ذلك كثيراً على الممثل نفسه. أنا وهيلينا بونهام كارتر وميا فوريكوفزكا (تلعب دور أليس) أصبحنا صديقات من الفيلم السابق وهذه المرّة كنا أقرب من ذي قبل ربما لأننا كسرنا حاجز التعرّف سابقاً. أصبحنا صديقات سريعاً وتابعنا هذه الصداقة الآن. * تظهرين في أكثر من نوع، فأنت لعبت الكوميديا والدراما والرومانسية. هل تشعرين بأنك تستطيعين أن تكوني ما تريدين حيال أي مشروع يعرض عليك؟ الغريب في عمل الممثل أنه يجد نفسه منقاداً لاتجاهات شتّى. هناك بالطبع اختياراته هو من الأفلام والأدوار، لكنه لا يعلم تماماً ما سينتظره من نتائج. هناك ممثلون وضعوا كل آمالهم في أفلام معيّنة، لكنها تهاوت عملياً وربما تأثروا مهنياً بانصراف الجمهور عنها. ثم هناك النجاحات المفاجئة. بالنسبة لي، أعتقد أنني في وضع حسن اليوم وربما هي بداية مرحلة جديدة. * لكن هل تفضلين نوعاً على آخر؟ لا أحب الأفلام التي على المشاهد أن يفكر كثيراً خلال مشاهدته لها لكي يستطيع الارتباط بها. الأفلام شأن عاطفي بين الحكاية التي تطلقها والمشاهد وعليها أن تبقيه مرتاحاً ومستمتعاً. * لكن هذا بالنسبة للبعض لا يفعل أكثر من أن يكون ترفيهياً. ليس هناك من بعد يضيفه أو مدارك خاصّة. صحيح. يجب أن يكون الفيلم متوازناً بين حاجات أكبر عدد من المشاهدين لكن هل تعتقد أن هذا سهل؟ * بعد كل هذا النجاح الذي حققته في وقت قصير نسبياً، هل ما زلت تقومين بتجارب تمثيل إذا ما أعجبك الدور؟ طبعاً. عندما عرضت عليّ بطولة البائسون قبل ثلاثة أعوام كان الطلب مصحوباً بضرورة إجراء اختبار بسبب طبيعة الدور وتجاوبت من دون تردد، لكني في معظم الحالات لا أضطر إلى تجارب تمثيل. ليست كل الأدوار أو كل الأفلام تحتم على المخرج معرفة إذا ما كان ممثله يصلح للمهمة. *هل هي مسألة ثقة؟ هي مسألة منطق. من حق المخرج أن يعرف قدرات ممثله حتى ولو شاهد كل أعماله من قبل. ولا أمانع الاختبارات حين تطلب لأني ربما أصبحت معتادة والأمر لا يشكل عندي أهمية كبيرة. طبعاً كثيراً ما يختارني المخرجون من دون الحاجة لاختبار ويكون ذلك مدعاة سرور بالنسبة لي * هل تخشين المنافسة؟ لا أخشاها، لأن المنافسة مفيدة وتجعلك تدرك أنك لن تستطيع أن ترتاح بعد أي نجاح تحققه أو يحققه فيلم ظهرت فيه، وأن عليك أن تدافع عما أحرزته بنجاح آخر، فأنت دائماً مطالب بأن تبدأ من جديد في كل مرّة. * أحد الأفلام المرحة التي قدمتها كان غت سمارت المأخوذ عن حلقات تلفزيونية شهيرة، لكنك كنت اختياراً لاحقاً كما سمعت. هل هذا صحيح؟ أعتقد أن الدور عرض على نصف دزينة من الممثلات قبل أن يصل إليّ، ولا أدري كيف وصل إليّ. في أحد الأيام أخبرني وكيل أعمالي أن المخرج بيتر سيغال بعث له بسيناريو هذا الفيلم ليعرضه عليّ، لكني لم أكن الاختيار الأول فعلاً، أعتقد أن جيسكا ألبا وراتشل ماكأدامز من بين اللواتي عرض الدور عليهن أولاً. * وكان جيم كاري هو الاختيار الأول بين الممثلين الرجال قبل ستيف كاريل. فعلاً؟ لا علم لي. * تبدين منطلقة في الأدوار الكوميدية الخفيفة كما لو أنك رسمت صورة لنفسك في هذا الإطار. غريب، لم يقل لي أحد هذه الملاحظة من قبل. أعني أنني أعلم أنني أحب الأدوار الرومانسية والكوميدية لكني لم أحلل الأسباب. الأفلام الكوميدية سهلة لكن تمثيلها صعب. * لماذا؟ لأن لديك عدة اختيارات لتمثيل المشهد الذي يراد له أن يقوم بفعل الإضحاك، لكن واحداً فقط من هذه الاختيارات هو المناسب أو الأكثر تناسباً. عليك أن تعرفه وإلا سقط المشهد وسقط سواه مثل أحجار الدومينو. *ما هو الفيلم الذي وجدت نفسك فيه غير مرتاحة فيه؟ لن أذكر أسماء، لكن هناك فيلماً واحداً على ما أعتقد أدركت بعد أيام قليلة من التصوير بأنه كان عليّ أن أعتذر عنه. لم يكن ذلك بسبب أي من الممثلين، بل بسبب من هم وراء الكاميرا. * ما هو هذا الفيلم؟ (تضحك) قلت لك لن أقول. * كيف كانت تجربتك إذاً في صعود الفارس الأسود؟ الدور الذي لعبته في هذا الجزء من باتمان رغبت به ممثلات كثيرات. أحببت الدور كثيراً رغم أنه كان الأكثر صعوبة بالنسبة لي. كان عليّ أن ألعب شخصية كاتوومان وهي الند لباتمان، كما تعلم. وكنت أعتبر نفسي رشيقة، لكن المخرج كريستوفر نولان طلب مني أن أخسر وزني وأن أصبح رياضية أكثر . وكان هذا شاقاً لكنه لم يكن مستحيلاً. * هل حضرت نفسك للدور جيداً إذاً؟ لمثل هذه الأدوار التي تعتمد على الحركة، فإن الجودة أمر نسبي. كنت اعتقدت ذلك، لكن تصوير مشاهدي كان صعباً، لأنه كان معقداً. كذلك كنت أخشى الفشل. أعصابي كانت متوترة وكنت أراقب المخرج من طرف عيني لأتأكد من أنه لم يكن نادماً على إسناد الدور لي (تضحك). وأعتقد أنه لاحظ كذلك، أو أن بطل الفيلم كريستيان بايل لمّح له بذلك. بعدها وجدته يتقدّم مني بعد كل تصوير ليخبرني كم كنت رائعة. * في مقابلة لي مع المخرج قبل ثلاثة أعوام أخبرني أنك كنت تماماً كما أرادك أن تكوني في هذا الدور. رائع. يعني ذلك أنه لم يكن يطمئنني فقط، بل كان يعني ما يقوله. * هل ستلعبين دور كاتوومان مرّة أخرى إذا ما تحوّل إلى فيلم سينمائي مستقل؟ كانت هناك فكرة جادة في هذا السبيل، لكني لا أدري أين وصلت. أعتقد أن البعض تحدّث عني كممثلة للدور، لكن المشروع توقف. * قبل ثلاث سنوات أو أكثر قليلاً خرج فيلم صغير بهذا العنوان إلى رفوف الأسطوانات مباشرة. أعتقد أن المشروع الحقيقي لهذه الشخصية لم يولد بعد وأنا مستعدة له.
مشاركة :