قال الباحث في الشؤون الأوروبية، ياسر أبو معيلق، إن ألمانيا قلقة للغاية من خفض الغاز الروسي مع قدوم فصل شتاء 2023. ورفعت ألمانيا “مستوى الإنذار” في إطار خطتها الطارئة لتأمين إمدادات الغاز رداً على نقص الإمدادات الروسية لكنها لم تسمح للمنشآت بتحميل العملاء أسعار الطاقة المرتفعة. وهذا الإجراء أحدث تصعيدا للأزمة بين أوروبا وموسكو منذ حرب روسيا لأوكرانيا التي كشفت عن اعتماد القارة على إمدادات الغاز الروسي وتسبب في بحث محموم عن مصادر طاقة بديلة. وأضاف الباحث من مدينة بون، خلال مشاركته في برنامج “من لندن” عبر شاشة الغد أن المسؤولين في ألمانيا يخشون توقف إمدادات الغاز الروسي تماما، وليس خفضه فقط، مشيرا إلى أن الألمان يحبسون أنفاسهم ويسارعون في البحث عن بدائل بأسرع وقت. كما أوضح الباحث أن الحكومة الألمانية تسعى لتنظيم عمليات شراء الغاز لتلبية الاحتياجات المنزلية أولا، كما تسعى لبناء منصات طرفية لاستقبال الغاز المسال من دول غير روسيا. واستكمل الباحث:” البديل الثالث أمام ألمانيا الآن سيكون بديل سياسي اقتصادي وهو إطلاق بند التضامن مع الاتحاد الأوروبي لتطبيق البدائل المقترحة مع دول التكتل”. وتتعرض ألمانيا لمخاطر عديدة جراء نقص تدفقات الغاز الروسي، لذا تستعد للانتقال إلى المرحلة الثانية من خطّتها الطارئة للغاز. ورفعت ألمانيا مستوى التأهب في خطّتها الطارئة للغاز المكونة من 3 مراحل، ردًا على انخفاض الإمدادات الروسية. وكانت شركة الطاقة الروسية العملاقة “غازبروم” أعلنت في وقت سابق خفض الحد الأقصى لحجم الغاز الذي يتم ضخه عبر خط أنابيب “نورد ستريم 1” إلى ألمانيا بنسبة 40%. وشنت روسيا هجوما واسع النطاق على جارتها أوكرانيا، في 24 فبراير الماضي بعد إعلان الأخيرة نيتها الانضمام لحلف شمال الأطلسي “الناتو” وهو ما تراه موسكو يمثل خطرًا على أمنها القومي بسبب تزايد الأنشطة العسكرية للغرب قرب حدودها. وفور الغزو الروسي، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية عقوبات اقتصادية قاسية وعنيفة على روسيا في محاولة لعزلها عن العالم.
مشاركة :