هكذا بدوا لنا كأنما هم يستحضرون مقطعا من قصيدة محمود درويش «ضباب كثيف على الجسر»، حينما قال «على الجسر، في بلد آخر يعلن الساكسفون انتهاء الشتاء.. على الجسر يعترف الغرباء بأخطائهم، عندما لا يشاركهم أحد في الغناء». النائمون تحت الجسور والكباري وفي طرقات جدة، لا نقول إنهم يمثلون ظاهرة، ولكن الواقع فرضهم في المجتمع كحالة مستديمة، وهم بحاجة لدراسة وتلمس احتياجاتهم، بعد أن باتت مشاهدتهم أسفل جسر الميناء قرب استاد الأمير عبدالله الفيصل الرياضي في جدة، وتحت كوبري الخير والستين، أمرا مألوفا، يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، متزودين بأسمال بالية، ويعتمدون على ما يجود به المحسنون عليهم من طعام وشراب، فئة تستحق أن تهتم بها الجهات المختصة. يتألم خالد الشهري وهو يرى عددا من المرضى النفسيين والمعوزين يفترشون الأرض تحت الجسور والطرقات في جدة، في مشهد يكشف قصورا في المجتمع، مشيرا إلى أن كل واحد منهم يحمل في حناياه، قصة مؤلمة، دفعته للسكن في العراء. وطالب الشهري الجهات المختصة بالتحرك لجمعهم ودراسة حالاتهم ونقلهم إلى أماكن آمنة، لافتا إلى أن بقاءهم تحت الجسور وفي الطرقات يعرضهم والآخرين إلى كثير من الأخطار. واعتبر سالم سعيد بقاء كثير من الحالات تحت الجسور وفي الطرقات يكشف أن ثمة أخطاء في المجتمع، بحاجة لتصحيح، مشددا على أهمية تدارك الوضع وتقديم يد العون لهم. وقال: «بات مألوفا رؤية النائمين تحت جسر الميناء قرب استاد الأمير عبدالله الفيصل الرياضي وجسر الستين، في مشاهد تدعو للألم، وأتمنى أن توجد الحلول الناجعة لهم»، مشيرا إلى أنهم لم يتحولوا إلى ظاهرة، لكنهم موجودون في المجتمع، ويكشفون خللا حاصلا فيه.
مشاركة :