أعلنت فصائل المعارضة المسلحة في سورية استعادة السيطرة على جبل النوبة في ريف اللاذقية، بعد معارك عنيفة مع قوات النظام، وذلك بعد يومين من خسارته لصالح القوات النظامية السورية، في وقت قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن اقتراح بلاده على الولايات المتحدة بتنسيق الهجمات ضد الإرهابيين في سورية، مازال مطروحاً. وفي التفاصيل أعلنت الفرقة الساحلية الأولى في بيان لها استعادة السيطرة على النقاط العسكرية كافة، بجبل النوبة الاستراتيجي، بعد عملية ليلية قامت بها عناصر الفرقة، أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من جيش النظام والميليشيات المساندة له. وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، لوكالة فرانس برس، تمكنت الفصائل المسلحة من استعادة السيطرة على جبل النوبة الاستراتيجي بشكل كامل، بعد منتصف ليل الجمعة السبت، عقب اشتباكات عنيفة مع قوات النظام و(حزب الله) اللبناني ومسلحين من جنسيات سورية وغير سورية. وأضاف أن المواجهات أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 18 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، وعناصر من الفصائل المسلحة المعارضة. وأكد مصدر عسكري سوري لوكالة فرانس برس، أن المسلحين تقدموا باتجاه جبل النوبة، لافتاً إلى وقوع اشتباكات عنيفة بين الطرفين. وبحسب عبدالرحمن لم تتمكن قوات النظام من الاحتفاظ طويلاً بسيطرتها على هذا الجبل الاستراتيجي، لأن الطائرات الروسية لم تتمكن من تقديم دعم جوي، إذ تجري الاشتباكات مباشرة بين الطرفين، ومن الصعب في ظل وجود الضباب التمييز بين قوات النظام والمقاتلين. ويبلغ ارتفاع جبل النوبة بين 500 و800 متر، وهو يشرف على الطريق القديمة بين اللاذقية وحلب، التي تشكل محوراً استراتيجياً، وعلى منطقة سلمى، حيث تتحصن الفصائل المقاتلة. وتأتي أهمية جبل النوبة ــ الذي سيطرت عليه قوات النظام الأربعاء الماضي ــ لقربه من طرق حيوية ومناطق خاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة في ريف اللاذقية، وتزامن ذلك مع هجمات شنتها فصائل تركمانية معارضة على قوات النظام في قمة قزل داغ وبرج القصب في جبل التركمان بريف اللاذقية. وقال مراسل وكالة الأناضول ــ نقلاً عن مصادر محلية ــ إن اشتباكات عنيفة دارت بقمة قزل داغ شمالي جبل التركمان، وبرج القصب، جنوبي الجبل، وإن الطيران الروسي يقدم الدعم لقوات النظام بالمنطقة. من جهة أخرى، صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بأن اقتراح بلاده على الولايات المتحدة بتنسيق الهجمات ضد الإرهابيين في سورية مازال مطروحاً. وقال لافروف هناك اتصالات جارية عبر العسكريين مع الولايات المتحدة على مستوى رؤساء الأركان العامة وعلى مستويات أخرى. وهناك اتصالات أيضاً مع فرنسا، وجرى اتصال منتظم مع الجيش البريطاني أخيراً، حسبما ذكرت وكالة إيتار تاس أمس. وأضاف أستطيع أن أؤكد انه في ما يتعلق بتنسيق الهجمات، فإن اقتراحنا هذا مازال مطروحاً منذ شهرين ونصف الشهر وتابع نسمع رفاقنا يقولون دعونا نبدأ عملية سياسية، حتى يكون لدى أولئك الذين يرغبون في رحيل الرئيس السوري بشار الأسد، مثل هذا الأمل، ثم سنستطيع أن ننسق القتال ضد الإرهاب معكم. واستطرد من المحزن أننا نجعل مهمتنا المشتركة، وهي القضاء على الإرهاب، رهينة بمستقبل شخص. وأشار وزير الخارجية الروسي إلى أن عملية الانتقال السياسي في سورية من الممكن إنجازها في غضون 18 شهراً، حسبما ورد في قرار مجلس الأمن الدولي. يذكر أن لافروف شارك في الاجتماع الثالث للمجموعة الدولية لدعم سورية، الذي عقد الجمعة في نيويورك، بهدف التوصل إلى تسوية للأزمة في سورية. من جانبه، قال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، إن تأييد مجلس الأمن الدولي لخطة إنهاء الحرب في سورية خطوة عظيمة إلى الأمام لحل الأزمة. وقال هاموند في بيان صدر في لندن إن سورية أصبحت أكبر أزمة إنسانية وأمنية في العالم. وأضاف أن المجتمع الدولي اتفق الآن على العمل لإنهاء الحرب الدموية في سورية، ومهد الطريق أمام المحادثات بين الأطراف السورية، للتوصل إلى مرحلة انتقالية تبعد البلاد عن نظام الأسد. وتابع هذا القرار يمنحنا جدولاً زمنياً وطريقاً واضحة للأمام، وبالطبع توجد العديد من التحديات أمامنا، ولكن على العالم أن يخطو خطوة عظيمة إلى الإمام لحل الأزمة السورية.
مشاركة :