تجاوزت الدول الكبرى التفاصيل في الأزمة السورية لتمرر قرارا دوليا يدعو لوقف إطلاق النار في إطار السعي لإنهاء الحرب في سورية. ورغم أن القرار حظي بإجماع الدول الـ15 الأعضاء في المجلس بما فيها روسيا في ختام اجتماع على مستوى وزراء الخارجية ترأسه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، إلا أن مصير الأسد بقي مفتوحا دون الحديث عنه في المرحلة الحالية. من جهتها، نقلت وكالات أنباء روسية أمس عن الرئيس فلاديمير بوتين قوله إن موسكو يمكنها العمل بسهولة مع جميع الأطراف لحل الأزمة السورية بما في ذلك الولايات المتحدة وبشار الأسد. وقال بوتين «في ما يتعلق بالأزمة السورية نجد أن من السهل العمل مع الأسد والجانب الأمريكي كليهما. تحدثت في الآونة الأخيرة عن هذا مع الرئيس أوباما ومع أصدقائنا من السعودية ومن دول عربية أخرى»، فيما لمحت مصادر روسية إلى أن مصير الأسد لم يعد أولوية لدى الروس لكن النقاش فيه بات مؤجلا. في طهران، صرح نائب وزير الخارجية الإيراني أمير عبداللهيان في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية أن إيران «ستواصل تقديم الدعم لسورية». وكرر نائب وزير الخارجية الإيراني موقف طهران من دور الأسد. وقال إن «ترشح بشار الأسد (للرئاسة) في نهاية العملية السياسية مرتبط به شخصيا، وفي نهاية المطاف يعود إلى السوريين تقرير ذلك»- على حد زعمه-. أما المعارضة السورية فاعتبرت أن القرار الأممي لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح المعتقلين اختبار نوايا لمصداقية الأسد المفقودة أصلا ولنوايا روسيا في الحل السياسي. وقال برهان غليون في تصريح لـ «عكاظ» إن الاتفاق من حيث المبدأ جيد، إلا أن العبرة في إلزام الأسد بهذا القرار، إذ أنها ليست المرة الأولى التي يصدر فيها قرارا ضد النظام السوري، لكن في كل مرة يكون هذا القرار بعيدا عن الفصل السابع، الأمر الذي يمنح الأسد المزيد من المراوغة والتهرب.
مشاركة :