عندما أحضر نايجل نيوتن مؤسس دار بلومزبري للنشر إلى المنزل مخطوطة لرواية "هاري بوتر وحجر الفيلسوف" بقلم جيه. كيه رولينج التي لم تكن معروفة آنذاك، وصفت ابنته أليس العمل بأنه "قد يكون من أفضل الكتب التي يمكن أن تقرأها طفلة تبلغ من العمر ثمانية أو تسعة أعوام". والآن، وبعد مرور خمسة وعشرين عاما، أصبحت الرواية واحدة من أكثر الروايات مبيعا على الإطلاق بعد أن احتلت قلوب الأطفال حول العالم وخيالهم. وقال نيوتن "أعطيته لأليس التي أخذته إلى الطابق العلوي. كانت لدينا في تلك المرحلة فصول القصة حتى حارة دياجون". وأضاف أنها نزلت بعد ساعة تقريبا قائلة "أبي، هذا الكتاب أفضل من أيّ شيء أريتني إياه". وتحل يوم الأحد السادس والعشرين من يونيو ذكرى مرور خمسة وعشرين عاما على نشر هذا الكتاب الذي يعتبر الأول في كتابات رولينج عن العالم السحري. وواجهت رولينج رفضا حتى قبلت بلومزبري عملها بدفعة مقدمة 2500 جنيه إسترليني. وحققت قصتها نجاحا هائلا في جميع أنحاء العالم وامتدت لتشمل سلسلة كاملة من الكتب والأفلام الضخمة. ◙ جيه. كيه رولينج أصبحت رمزا عالميا للأدب عندما حصلت الأجزاء الثلاثة الأولى للسلسلة على مرتبة أكثر الكتب مبيعا في العالم وساعدت الروايات البعض، مثل جاكلين هولبرت التي تبلغ من العمر الآن ثلاثة وعشرين عاما، على الاستمتاع بالقراءة. وقالت هولبرت "كانت ظاهرة استثنائية. لم تكن تشبه أيّ شيء حاولت قراءته من قبل لأن القصة كانت آسرة لدرجة أنني أردت أن أستمر في محاولة قراءتها". لكن لم يتقبل الجميع الكتاب بنفس الترحيب رغم أنه بات من الأدبيات المؤسسة في عالم أدب الطفل، فقد شجع قس أميركي في ولاية تينيسي أتباعه على حرق الكتب والأغراض "اللعينة"، وبينها سلسلة روايات هاري بوتر. وبحسب شبكة "سي.إن.إن"، فقد اعتبرت الكنيسة السلسلة من الكتب الشيطانية، حيث شجع القس غريغ لوك أتباعه على حرقه ضمن "الأشياء اللعينة" ودشن بثا مباشرا على فيسبوك لتوثيق هذه اللحظات. لكن الجدل الذي لم يتوقف حول هذا العمل لم يمنعه من النجاح غير المسبوق. فحسب لغة الأرقام الحيادية، تخبرنا بمدى انتشار هذه السلسلة التي بدأت بالصدور عام 1997 وحمل الكتاب الأول عنوان "هاري بوتر وحجر الفيلسوف" وحقق نجاحا كبيرا في العالم وسرعان ما صدر كتابان آخران عن السلسلة في عامين متتاليين. في عام 1999 أصبحت الكاتبة رولينج رمزا عالميا للأدب عندما حصلت الأجزاء الثلاثة الأولى للسلسلة حسب تصنيف مجلة نيويورك تايمز على مرتبة أكثر الكتب مبيعا في العالم. وفي منتصف عام 2000، صار الكتاب الرابع في السلسلة صاحب صفة أسرع الكتب بيعا في التاريخ. كانت عائدات مبيعات الأجزاء الثلاثة الأولى له قد بلغت حينها ما يقارب النصف مليار دولار. وطبع من الأجزاء الثلاثة 35 مليون نسخة وترجم إلى 36 لغة عالمية. عندما صدر الكتاب الخامس من السلسلة عام 2003 بلغت مبيعاته في أميركا وخلال أول يوم من مبيعاته 6.9 مليون نسخة. واعتبرت أكبر افتتاحية بيع كتاب في التاريخ. وقال نيوتن "هل علمنا أنه سيبيع أكثر من 500 مليون نسخة بحلول صيف 2022؟ لا، لكننا كنا نعلم أنه كان كتابا رائعا". كان الأطفال يصطفون لساعات أمام المكتبات في انتظار أحدث مراحل مغامرات هاري والتي توجت بالجزء الأخير "هاري بوتر ومقدسات الموت" في عام 2007. وبفضل هذا الكتاب بأجزائه السبعة صنفت مجلة فوربس كاتبته بأنها أول امرأة تصبح ثرية من خلال مهنة الأدب، وصارت من أغنياء العالم. "هاري بوتر وحجر الفيلسوف" صدر قبل خمسة وعشرين عاما لتتحول كاتبته مع تتالي أجزائه إلى الأشهر والأثرى عالميا هذا الأثر الأدبي الموجه للأطفال وبأجزائه السبعة تحول إلى أفلام سينمائية وكان عددها ثمانية. بدءا من عام 2001 حينما صدر الجزء الأول وعرض في أكثر من ثمانية آلاف صالة في أميركا وحقق أرباحا مالية وصلت إلى 93 مليون دولار. وبفضل الكتاب نالت كاتبته الكثير من الجوائز الأدبية وحملت العديد من الألقاب العالمية. وقد حقق الكتاب نجاحا استثنائيا، وتجاوز محتواه ليصبح في حد ذاته واحدا من الآثار الأيقونية، ففي موفى سنة 2021 في أواخر ديسمبر، أعلنت دار "هيرتيج أوكشنز" للمزادات بتكساس أن طبعة أولى من رواية "هاري بوتر وحجر الفيلسوف" للكاتبة جي. كي رولينج بيعت بسعر قياسي. وقالت دار المزادات إن الكتاب حقق 471 ألف دولار في مزاد، وهو أعلى سعر تحققه نسخة لرواية هاري بوتر بأي من إصداراتها على الإطلاق. وقال جو مادالينا نائب الرئيس التنفيذي للدار في بيان له "إنها ليست فقط أغلى نسخة من هاري بوتر تم بيعها على الإطلاق، بل أيضا إنها أغلى عمل خيالي تم نشره تجاريا في القرن العشرين على الإطلاق". ويشار إلى أنه تمّت طباعة 500 نسخة فقط بغلاف مقوّى من الكتاب، معظمها عرضت في المكتبات العامة، قبل أن ينتشر الكتاب لاحقا في طبعات كثيرة.