طهران - أثار قرار القائد الأعلى للحرس الثوري الإيراني باستبدال رئيس جهاز الاستخبارات حسين طائب بلواء عسكري هو محمد كاظمي أسئلة كثيرة حول سبب هذا القرار بعد أن قضى طائب 12 عاما في هذا المنصب الحساس. وبعد أيام قليلة من التغيير المفاجئ، كشفت وسائل إعلام تابعة للحرس الثوري أن التغييرات تأتي في إطار "إعادة ترتيب لعصر جديد وزيادة الإجراءات ضد إسرائيل والهجوم الاستخباري على العدو". وقالت وكالة تسنيم للأنباء إن تعيين اللواء محمد الكاظمي خلفا لطائب وهو رجل دين يعني أن إيران "يمكن أن تتخذ خطوات في موقعها الجديد ضد طموحات الولايات المتحدة وإسرائيل". وأضافت أن تعيين طائب مستشارا للقائد العام للحرس الثوري "وهو أحد المناصب الشرفية في إيران، تعبيرا عن احترام الشخص المفصول من منصبه"، فيما اعتبرت صحيفة 'جوان' أن هذه التغييرات هي "المرحلة الأولى لحدث كبير". ولم تكشف الصحيفة عن ماهية "الحديث الكبير"، لكن يبدو واضحا أن التغييرات في الحرس الثوري تعود لتقييم أداء طائب خلال السنوات الأخيرة ومن ضمنها تزايد وتيرة الاغتيالات بحق عناصر من الحرس الثوري. وذهبت بعض التقديرات إلى أن إعفاء طائب من منصبه يأتي على خلفية إخفاقات متتالية في تنفيذ مهام خارجية ومنها خاصة مخططا لخطف أو اغتيال إسرائيليين في تركيا، فقد تزامن قرار الإقالة بعد إعلان تركيا تفكيك خلية إيرانية من 8 عناصر بينهم إيرانيون كانوا يخططون لتنفيذ عمليات ضد رعايا إسرائيليين في اسطنبول. وقبل أيام قليلة من قرار إعفاء حسين طائب، ذكرت قناة 'كان' الإسرائيلية على موقعها الالكتروني أن أصوات من داخل الحرس الثوري تعالت منادية بإقالة الرجل بعد 12 عاما في المنصب بسبب الفشل في تنفيذ عمليات ضد رعايا أتراك في تركيا. ونقل موقع 'إيران إنترناشيونال' الإخباري الإيراني المعارض عن مصادر لم يسمها قولها إن "الهزائم المتتالية للحرس الثوري في تنفيذ مهام إرهابية في الخارج، كثفت الأصوات المطالبة بإقالة طائب". وقالت صحيفة 'جوان' إن الحرس الثوري لن يتخلى عن الإجراءات التي اتخذها طائب ضد "المخربين والجواسيس"، مضيفة إن "قوة هذا الجهاز ستتضاعف خاصة في مجالات جديدة نسبيا مثل الهجمات الاستخباراتية على العدو". وتتواجه إيران وإسرائيل في حرب خفية منذ سنوات إلا أن منسوب التوتر ارتفع إثر سلسلة من الحوادث لقيت تغطية إعلامية واسعة نسبتاه طهران للموساد الإسرائيلي. ولا توجد الكثير من المعلومات حول رئيس مخابرات الحرس الثوري الجديد، إلا انه يعرف بـ"الحاج كاظم'. ويتولى منذ سنوات رئاسة منظمة حماية المخابرات، المتحدث باسم الحرس الثوري رمضان شريف، موضحا في تصريحات نقلها التلفزيون الإيراني أنه "لديه تجارب وخبرة كثيرة في شؤون الحماية الأمنية والأمن والاستخبارات". وفي العادة لا يظهر المسؤولون في جهاز حماية المخابرات في الإعلام ولا تنشر معلومات عن نشاطهم لحساسية الأمر أمنيا حيث تتطلب المسؤولية في هذا الجهاز (حماية المخابرات)، السرية التامة.
مشاركة :