موسكو – الوكالات: أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس خلال استقباله نظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو أن روسيا ستسلم بيلاروس «في الأشهر المقبلة» صواريخ قادرة على حمل شحنات نووية، وذلك في ذروة التوتر بين البلدين والغرب على خلفية الحرب في أوكرانيا. وقال بوتين في مستهل لقائه لوكاشنكو في سان بطرسبورج كما نقل التلفزيون الروسي، «في الأشهر المقبلة، سنزود بيلاروس منظومات صواريخ تكتيكية طراز اسكندر-إم تستطيع استخدام صواريخ بالستية أو عابرة للقارات بنسختيها التقليدية والنووية». وفي تصريحات من شأنها أن تؤدي إلى مزيد من التأزم في العلاقات بين موسكو والدول الغربية، أشار الرئيسان إلى أنهما يعتزمان تحديث أسطول سلاح الجو البيلاروسي لجعل طائراته قادرة على حمل أسلحة نووية. وقال بوتين إن «الجيش البيلاروسي يستخدم طائرات عدة طراز سو-25. يمكن تحسينها في شكل ملائم. وهذا التطوير يجب أن يتم في مصانع طائرات في روسيا والبدء بتدريب الطواقم بما ينسجم مع ذلك». وكان لوكاشنكو طلب منه خلال اجتماعهما الذي نقل التلفزيون وقائعه، «تكييف» المقاتلات البيلاروسية بحيث تكون قادرة على نقل أسلحة نووية. وأضاف بوتين «سنتوصل إلى اتفاق حول كيفية تحقيق ذلك». من جانبها اتهمت كييف موسكو بأنها تريد جرّ مينسك إلى الحرب بعد أن أعلن الجيش الأوكراني أن 20 صاروخًا أُطلقت من أراضي بيلاروس، ومن الجو استهدفت قرية ديسنا في منطقة تشيرنيهيف الحدودية (شمال) أمس نحو الساعة الخامسة صباحًا (02,00 ت ج) من دون سقوط ضحايا. وسبق أن نفذت ضربات من بيلاروس منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا في 24 فبراير. وأكدت موسكو، من جانبها، أنها قتلت «ما يصل إلى 80 من المرتزقة البولنديين» في قصف استهدف شرق أوكرانيا، ودُمرت 20 مركبة قتالية مصفّحة وثماني قاذفات صواريخ متعددة جراد في ضربات عالية الدقة على مصنع زينك ميجاتيكس في كونستانتينوفكا» في منطقة دونيتسك، على ما ذكرت وزارة الدفاع الروسية في بيان أمس. في خاركيف (شمال شرق أوكرانيا)، ثاني مدينة في أوكرانيا تقاوم ضغوط القوات الروسية منذ بدء الهجوم، تتساقط الصواريخ مرة أخرى يوميًا على مركز المدينة. شرقاً، دخلت القوات الروسية وتلك الموالية لموسكو أمس ليسيتشانسك وتدور «معارك شوارع» في هذه المدينة المجاورة لسيفيرودونيتسك الاستراتيجية الواقعة في شرق أوكرانيا والتي توشك موسكو على السيطرة عليها، وفق ما أعلن الانفصاليون. من ناحية أخرى وخلال لقائهما أمس، تطرّق بوتين ولوكاشنكو إلى الأوضاع السائدة في أسواق الأسمدة، حيث تعتبر روسيا وبيلاروس من أكبر الدول المنتجة. لكن البلدين يؤكدان أن العقوبات الغربية التي تستهدفهما على خلفية النزاع الدائر في أوكرانيا تؤثر في قدراتهما التصديرية في سياق من القلق المتزايد على الأمن الغذائي العالمي. وأمس قال بوتين إنه توافق مع لوكاشنكو على «بذل كل الجهود الممكنة لتلبية احتياجات مستهلكينا وزبائننا»، مشيرا إلى أن موسكو «على تواصل وثيق مع وكالات الأمم المتحدة المختصة» بهذا الشأن.
مشاركة :