يحمل الأمير الشاعر نواف بن فيصل بن عبدالعزيز بين أضلعه قلبا مغلفا بورود الشعر، التي يصف بها الحبيبة ويمتدحها في الوقت، الذي يؤكد براءته في باحة الغرام، ويعترف بأنه طفل «تحدر مدمعه».وهنا طلب السماح من ذلك الوجه السموح، والتزام الصمت ولبس الأقنعة في صراع مع الشوق.«اسمحي لي يالغرام العذب يالوجه السموحإن لزمت الصمت أو حتى لبست الأقنعةاعترف لك ما بقى من عالي الهمه سفوحانحدر كلي مثل طفل تحدر مدمعه».يعود في ختام القصيدة ليكرر طلب السماح في البيت الواحد مرتين كدليل على رغبته الجامحة في التسامح:«سامحينيواسمحي ليسامحيني دام هجري واضح كل الوضوحواسمحي لي بالرحيل بلا تذاكر وأمتعةوهذا الرحيل... تعب!!».لقد طوق نواف بن فيصل رحيله بالصعوبة، فهذا الرحيل بلا تذاكر وأمتعة، وهما أهم عناصر السفر، وهل هناك مَن يسافر بلا تذاكر ولا حتى أمتعة؟!ومن أهم وأجمل قصائد نواف قصيدته «على البال»:«على البال..كل التفاصيل.. وأحلى التفاصيلوالحل والترحال..والنار والهيل..والقمره اللي نورت ليل ورا ليل..والنظره المكسوره..والبسمه المقهوره..والخطوه المغروره..وأحلى المواويل.. دايم على البال..مدري إلى اليوم..والا الزمان أنساك.. يا قلبها قلبيمدري إلى اليوم..توله على مضناك.. والا انتهى حبي».في هذه القصيدة سرد الشاعر كل التفاصيل وأحلى التفاصيل ألا وهي: النار والهيل..والليل إذ يحتضن القمرةوالنظره المكسوره..والبسمه المقهوره..والخطوه المغروره..وأحلى المواويل.هذه هي التفاصيل، التي تمكن من سردها بعد أن أكد في البداية أنها «على البال» في تأكيد على أن (كل شيء) يطرأ على ذلك الخاطر.وجاء موعد الاختلاف والاتفاق في نفس الوقت بين الحبيب وحبيبته. لكن هذا الاختلاف كان حول طبيعة الحب، ومَن «يحب الثاني أكثر».أما الاتفاق، فهو عن كمية الحب«اختلفنا... مَن يحب الثاني أكثرواتفقنا.. إني أكثر وأنك أكثرمن عدد رمل الصحاري... من المطر أكثر وأكثر».وهكذا يقول الشاعر إن هذا الحب المتبادل أكثر من رمل الصحاري ومن المطر، وهي ملمح لكثافة كثيرة لهذا الحب ثم يتابع:«كيف نخفي حبنا والشوق فاضحوفي ملامحنا من اللهفة ملامحشاعرين ونبضنا طفل حنونلو تزاعلنا يسامح».(يتبع)@karimalfaleh
مشاركة :