سنحت لي الفرصة وحضرت ملتقى المدربين الوطنيين الذي نظمه اتحاد الكرة بحضور رئيس الاتحاد أحمد عيد وتُعدُّ هذه الخطوة رائعة، وإن كانت متأخرة، وما ميزها حضور الخبير الفني في الاتحادين الدولي والأوربي ورنرهيلسن، وكذلك مدير الأداء في نادي لستر مدرب اللياقة لمنتخب السويد بول بالسوم وجود الاثنين كان قيماً من حيث الفائدة على المدربين من ناحية الرؤى الفنية والخططية والأداء البدني. كما تحدث المدربون الوطنيون يوسف خميس وعبد اللطيف الحسيني ويوسف عنبر عن منهجية التدريب السعودي ونحن نشيد بهذه الخطوة رغم أن هناك بعض التساؤلات التي لا بد من طرحها، خاصة أن القائمين على الملتقى لم يفتحوا مجالا للنقاش لتعم الفائدة الجميع خاصة أن الملتقى يهم مستقبل المدرب الوطني الذي ظل مجهولاً من بداية ولاية الاتحاد المنتخب التي قاربت على النهاية حيث لم يبق من مدته سوى أقل من سنة، وعلى الرغم من أن أحمد عيد وعد من خلال برنامجه الانتخابي بتطوير قدرات المدرب الوطني ودعمه لكن بكل أسف لم يحدث شيء مما وعده به، بل العكس حيث لا يوجد في الدوري الممتاز ولا مدرب وطني فيما دوري الدرجة الأولى لا يوجد فيه سوى ثلاثة مدربين وطنيين من بين 16 مدرباً أغلبهم من الوافدين العرب الذين يتنقلون بين أندية الأولى والثانية، لدرجة أن بعضا منهم درب جميع أندية الدرجة الأولى وما ينطبق على الدرجة الأولى ينطبق على أندية الدرجة الثانية والثالثة. المدرب الوطني الذي وعد الرئيس المنتخب بدعمه يحصل على الدورات التدريبية التي ينظمها أو يشرف عليه الاتحاد بمقابل مادي عكس الاتحادات في الدول المجاورة تقييم الدورات لمدربيها الوطنيين بالمجان، وحتى في الدول الفقيرة التي ليس لاتحاداتها مداخيل مادية كما هو اتحادنا الموقر الذي يُعدُّ أحد أغنى الاتحادات في قارة آسيا. إن مستقبل المدرب الوطني يسير للمجهول خاصة بعد حجب صوته من الجمعية العمومية لاتحاد الكرة في النظام الأساسي المعدل، فضلاً عن عدم وجود رابطة للمدربين كما هو معمول به في كثير من الدول وما يناقض هذا كله ما تم طرحه في الملتقى الخاص بمنهجية التدريب السعودي والذي طرح من خلالها طريقة معينة ينتهجها المدرب في الفئات السنية من خلال استراتيجية يتم الإعداد لها لثماني سنوات مقبلة!!! السؤال الذي يطرح نفسه كيف تطبق استراتيجية من خلال اتحاد لم يبقَ في عمره سوى أقل سنة؟ إلا إذا كان هذا الاتحاد موعودا بالاستمرار لدورتين قادمتين أو أن الاتحاد القادم سينتهج هذه الاستراتيجية ويدعمه، لكن الوقع يقول مستحيل فلدينا من يأتي يكون حريصا على هدم ما بناه من قبل وهو ما فعله اتحاد الكرة الذي حرص على إخفاء معالم الاستراتيجية التي رسمها محمد المسحل مدير شؤون إدارة المنتخبات السابق والممتدة لعام 2021م، رغم أن بوادرها تبشر بالخير من حيث نتائج المنتخبات السنية.. الأمر الآخر هل يملك اتحاد الكرة الصلاحية لفرض المدرب الوطني على الأندية حتى يتم تطبيق استراتيجية والتي يُعدُّ المدرب الوطني الجزء الأهم منها.
مشاركة :