أعلنت مصادر عسكرية وقبلية أن 68 شخصا على الأقل قتلوا أمس السبت في معارك بين القوات الحكومية والمتمردين في شمال اليمن، رغم تحذير الأمم المتحدة من انتهاك وقف إطلاق النار. وأوضحت مصادر عسكرية أن بين القتلى 28 من القوات الموالية للحكومة، فيما افادت مصادر قبلية بسقوط 40 من الحوثيين، في اشتباكات عنيفة قرب مدينة حرض شمال غرب البلاد التي سيطرت عليها القوات الحكومية الخميس. وأضافت المصادر أن 50 متمردا حوثيا و40 من العناصر الموالين للحكومة أصيبوا بجروح خلال المعارك. واشتدت المعارك في وقت مبكر السبت مع محاولة القوات الموالية التقدم باتجاه ميناء ميدي على البحر الأحمر توازيا مع إرسال المتمردين تعزيزات إلى المنطقة. وسيطرت قوات حكومية دربتها وجهزتها السعودية على مدينة حرض في شمال غرب البلاد الخميس، في عملية انطلقت من الأراضي السعودية. وقال سكان ومصادر قبلية إن القوات اليمنية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي سيطرت يوم الجمعة على مدينة الحزم الهامة في شمال غرب البلاد مما يعني السيطرة التامة على محافطة الجوف، في الوقت الذي سارعت فيه الأمم المتحدة لإنقاذ وقف لإطلاق النار هش على نحو متزايد. من جهته أعلن بيان للأمم المتحدة إن إسماعيل ولد شيخ أحمد مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن أبدى قلقه العميق في اليوم الرابع من محادثات السلام بشأن «التقارير العديدة عن وقوع انتهاكات لوقف العمليات القتالية» وإنشاء آلية لتعزيز الالتزام به. وقال المبعوث الدولي إن رؤساء الوفود المشاركة في المحادثات التي تجري في سويسرا بين الحكومة اليمنية والمقاتلين الحوثيين جددوا التزامهم بوقف إطلاق النار الذي بدأ سريانه يوم الثلاثاء. وقال البيان إنه حث كل الأطراف على احترام هذا الاتفاق والسماح بتوصيل المساعدات الإنسانية دون أي عائق للمناطق الأكثر تضرراً في اليمن. وقال إن المحادثات ستستمر للبناء على ما تم الاتفاق عليه في الأيام السابقة ومواصلة الجهود لإيجاد حل سياسي عاجل للأزمة في اليمن. وأُعلنت الهدنة التي تستمر سبعة أيام لدعم فرص نجاح محادثات السلام في مسعى لإنهاء الحرب الأهلية التي اندلعت في اليمن العام الماضي. وكانت مدينة الحزم عاصمة محافظة الجوف في شمال غرب اليمن تحت سيطرة قوات جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران إلى أن سيطرت عليها قوات موالية للرئيس هادي بعد يومين من المعارك. وذكرت المصادر أن القوات الموالية للرئيس هادي سيطرت أيضاً على قاعدة اللبنات العسكرية قرب الحزم والتي كانت أيضاً تحت سيطرة قوات الحوثي وقوات الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح المتحالفة معها.. وسقط اليمن في براثن الحرب حين سيطر المتمردون الحوثيون على العاصمة صنعاء وتقدموا جنوباً مما أدى إلى تدخل تحالف عسكري تقوده المملكة العربية السعودية في مارس آذار. وقالت وكالة الأنباء السعودية نقلاً عن التحالف الذي تقوده المملكة إن صاروخين أطلقا من اليمن صوب السعودية في المعارك الأخيرة. وذكر التحالف أنه تم اعتراض الصاروخ الأول وسقط داخل الأراضي اليمنية قرب مأرب وأن الآخر سقط في منطقة صحراوية إلى الشرق من مدينة نجران السعودية. وقالت الوكالة إن قيادة التحالف تؤكد أنه رغم التزامها بإنجاح المفاوضات في جنيف فإنها لن تلتزم بوقف إطلاق النار طويلا في ضوء الخطر الذي يتهدد أراضي المملكة. وتبادل طرفا الصراع في اليمن الاتهامات بخرق وقف إطلاق النار.. وبدأت المحادثات التي ترعاها الأمم المتحدة يوم الثلاثاء بعيداً عن كاميرات وسائل الإعلام على أمل إنهاء الصراع الذي بدأ منذ تسعة أشهر وتسبب في مقتل نحو ستة آلاف شخص وشرد الملايين. وقالت مصادر قريبة من المحادثات إن المحادثات المباشرة بين حكومة هادي وجماعة الحوثي معلقة منذ مساء الأربعاء بعد أن رفض الحوثيون طلبات بالإفراج عن مسؤولين كبار من بينهم محمود الصبيحي وزير الدفاع وناصر أخو الرئيس هادي. لكن المصادر قالت إن مبعوث الأمم المتحدة لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد اجتمع مع كل وفد بشكل منفصل. ورداً على انتهاكات الحوثين شن طيران التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، أمس السبت، عدة غارات جوية استهدفت آليات تابعة للحوثيين والقوات العسكرية الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح في محافظة ذمار 100/ كم جنوب العاصمة صنعاء. وقالت مصادر في المقاومة الشعبية لوكالة الأنباء الألمانية إن الغارات استهدفت الآليات العسكرية في منطقة «حورور»، شرق ذمار، وأسفرت عن تدميرها بالكامل. وبحسب المصادر، فإن من بين تلك الآليات عربة عسكرية تحمل «رشاش مضاد للطيران». يأتي هذا في الوقت الذي اعترضت فيه المنظومة الدفاعية للتحالف العربي في محافظة مأرب، صاروخاً باليستياً نوع «توشكا» أطلقه الحوثيون باتجاه المحافظة. يذكر أن المقاومة الشعبية والجيش الوطني استعادا، في اليومين الماضيين، السيطرة على عدة مناطق في محافظة مأرب كانت خاضعة لسيطرة الحوثيين وقوات صالح.
مشاركة :