أعلنت جامعة الإمام محمد بن سعود، ممثلة بالمعهد العالمي العالي للدعوة والاحتساب، قبل عدة أيام، عن أول أطروحة علمية مختصة في المملكة، تناولت فيها "خطاب الكراهية" والتي جاءت بعنوان «خطاب الكراهية عند الصحوة الإسلامية في المجتمع الخليجي - دراسة نقدية»، للدكتور الباحث محمد بن فهد الحصين. الرسالة التي تصل إلى 450 صفحة وحصل الباحث فيها على إجازة الرسالة وبتقدير ممتاز بنسبة 98.3 مع مرتبة الشرف الأولى، أشرف عليها صاحب السمو الملكي الأمير الأستاذ الدكتور عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود وبعضوية من المناقشين الأستاذ الدكتور عبد الله اللحيدان ، والأستاذ الدكتور عبد الكريم الرحيلي. وتعد قضية "الصحوة الإسلامية" من القضايا الفكرية المعاصرة والتي تتجه إليها الأنظار ويعنى الباحثون بدارستها وتعتبر من القضايا المهمة، إذ عم شرها على جميع المستويات الدينية والسياسية والثقافية، والاجتماعية، والأمنية، والفكرية، وأصبح مهددا لأمن المجتمع وسلامته، وخاصة الشباب الذين يشكلون أهمية كبرى وهدفا مهما عند دعاة خطاب الكراهية الصحوي ، ولكونهم يجهلون الكثير من الحقائق ويسهل اختراقهم فكريا، من قبل دعاة الفتن . يقول الباحث إن خطاب الصحوة الإسلامية سببا لانتشار العديد من الأفكار المضللة وغرس المفاهيم المغلوطة والمنحرفة داخل المجتمع الخليجي، ومتسببا للصدام والمواجهة مع الحكومات ومؤسساتها الرسمية، حتى ذهب ضحية ذلك العديد من الشباب الذين تم اختطاف عقولهم، واستغلالهم لتحقيق أهداف مشبوهة مرحلية ومستقبلية بطريقة ممنهجة. ويضيف: وما ذلك إلا يوم أن وفد إلى دول الخليج العربي الكثير من عناصر جماعة الإخوان المسلمين منذ 1954 ميلادية، وازداد نشاطهم فيها إلى أن تشكل وتبلور على هيئة ما يعرف اليوم باسم "الصحوة الإسلامية"، ذلك المسمى الذي أصبح غطاء للعمل الحركي والحزبي والتنظيمي. وتأتي أهمية الدراسة كونها الأطروحة العلمية الأولى من نوعها التي تناولت الكثير من الجوانب السلوكية والمنهجية ومعرفتها معرفة دقيقة التي أسهمت بشكل كبير في بث الفرقة والاختلاف وسببت التنازع والاضطرابات، وشوهت صورة الإسلام وأهله، وبثت الأفكار المنحرفة الهدامة، وأشاعت أجواء العنف والفوضى؛ ومخالفة لهدى النبي صلى الله عليه وسلم، والقوانين والأنظمة المعمول بها لحفظ الأمن والاستقرار والتعايش السلمي. كما ترصد الرسالة خطاب الكراهية عند الصحوة الإسلامية في المجتمع الخليجي والوقوف عند تاريخ هذه الصحوة ونشأة خطابها ، ومعرفة أهداف تيار الصحوة من نشر خطابهم ومنطلقاتهم وأفكارهم وأساليبهم ووسائلهم وكيف اخترقوا المجتمع الخليجي وتغلغلوا داخل المؤسسات الرسمية بكل خبث ومكر ودهاء وذكر بعض الأحداث والوقائع التي نجمت عن بعض رموز التيار الصحوي في دول الخليج، والوقوف على خطر وآثار خطابهم على المجتمع الخليجي وأمنه واستقراره. كما تتضمن الرسالة بيان سبل العلاج والوقاية منه سعيا لاستئصاله من جذوره ؛ كل ذلك تم الوقوف عليه ورصده من خلال محاضراتهم ومرئياتهم وكتبهم ومواقعهم الإلكترونية ، والتي أدت في نهاية المطاف إلى الإرهاب والعنف الذي تعاني من آثاره دول الخليج بوجه خاص والعالم بوجه عام ، والذي شكل أهم وأخطر التهديدات على المستوى المحلي والخارجي. وأخيرا تضمنت الرسالة دعوة إلى الوسطية والاعتدال، وتنمية روح التسامح والحوار، وتعزيز الانتماء الوطني ومكتسبات الوطن وتعميق أهمية لزوم الجماعة والإمام ونبذ الفرقة والاختلاف ونشر ثقافة الحوار البناء بين أفراد المجتمع مع تقبل الرأي الآخر، مع نشر النتائج والتوصيات التي تسهم في الحد من خطاب الكراهية الصحوي.
مشاركة :