(تهاني العطيفي.) أصبح العمل عبر الانترنت حلا يلجئ إليه الشباب من حاملي الشهادات، وأصحاب المهارات، كمصدر رزق لهم في انتظار الحصول على الوظيفة المنشودة، حيث أصبح من الضروري العمل وتحقيق عائد يغطي الاحتياجات المادية والنفسية لشاب، يثبت من خلاله ذاته، ويحقق استقلاليته، ويجسد طموحه، فبفضل التطور التكنولوجي وأمام صعوبة التوظيف، أصبح العمل الحر ضرورة حتمية. يتخرج ألاف الشباب سنويا في مختلف التخصصات، ليجدوا أنفسهم أمام تحديات الحياة المختلفة، وأولها الحصول على عمل ومن ثم بناء مستقبل وتحقيق الطموحات، غير أن نسبة كبيرة منهم يقفون عند عتبة البطالة، فأمام قلة فرص العمل، وارتفاع الطلب يبقى الكثير من حاملي الشهادات دون وظيفة بالرغم من إمكانياتهم وكفاءتهم، ليقرر البعض عدم الانتظار من خلال التركيز على مهاراتهم وتطويرها لتتحول إلى خدمات يساعدون من خلالها غيرهم في مقابل عائد مادي. وتعتبر مواقع الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي سوقا مفتوحا لعرض مثل هذه الخدمات التقنية والمكتبية والترويجية، مما يجعل التعامل أسهل فالعمل الحر ليس مرتبط بمكان أو نطاق جغرافي فيمكن تقديم خدمات لأشخاص في دول مختلفة، مما يزيد من فرص الشباب في العمل وتحقيق الأرباح، خاصة أن العمل الحر غير مقيد بمكان أو مكتب أو مؤسسة فيمكن تنفيذه من المنزل أو أي مكان مناسب، وهو لا يحتاج وثائق وملفات ومقابلات توظيف فقط اتخاذ القرار والبدء في العمل. لكن ومع أن العمل الحر فرصة تقدمها التكنولوجيا والانترنت لأصحاب الكفاءات غير أنه لا يعني مطلقا السهولة فمن يدخل هذا المجال عليه أن يدرك أنه أمام سوق عالمي فيه منافسة شرسة، وحتى يفرض نفسه عليه بالتدرب وتطوير المهارات بشكل مستمر، كما أن عدم ارتباط العمل الحر بمواعيد الدوام لا يعني الراحة بل قد يقضي الفرد أياما أمام الحاسوب ينجز عملا ما دون انقطاع، وهذا بدوره يقودنا للحديث عن أهمية الالتزام بالمواعيد لكسب ثقة العملاء، ناهيك عن الاحترافية وجودة العمل ومهارات الاتصال، كل هذا قد يولد ضغوطا وجب على من يمتهن العمل الحر تسييرها فالعمل عبر الانترنت هو طوق نجاة للشباب من شبح البطالة، ومصدر رزق للطموحين والجادين يتطلب الاجتهاد والصبر، وتطوير الذات بشكل دائم، كما يمكن ممارسته بجانب الوظيفة لتحقيق مستوى معيشي أفضل، وإثبات الذات، ناهيك عما يوفره من وقت وجهد للأشخاص الذين يريدون طلب خدمات رقمية.
مشاركة :