بعد أن تراجعت إلى المركز 1204 في تصنيف رابطة المحترفات، وعدم خوضها أي مباراة تنافسية في منافسات الفردي منذ 12 شهرًا، تصل أسطورة كرة المضرب الأميركية سيرينا وليامز إلى ويمبلدون، ثالثة البطولات الأربع الكبرى، وهي تأمل في تحقيق ربما أعظم إنجاز في مسيرتها. تمني اللاعبة، المتوجة سبع مرات في البطولة الإنجليزية، النفس في أن تنهي انتظارًا طويلاً لتحقيق لقبها الـ24 في البطولات الكبرى لمعادلة الرقم القياسي المسجل باسم الأسترالية مارجاريت كورت. نادرًا ما كانت التوقعات بهذه النسبة العالية ضد الأميركية التي يمكن أن تصبح أول امرأة غير مصنفة تفوز ببطولة ويمبلدون. قبل قرابة ثلاثة أشهر من بلوغها سن الـ41، لم تلعب سيرينا أي مباراة احترافية في منافسات الفردي منذ انسحابها من الدور الأول لويمبلدون بالذات العام الماضي، إثر إصابتها خلال مباراتها ضد البيلاروسية ألياكساندرا ساسنوفيتش. قالت ساسنوفيتش قبل بطولة رولان جاروس الشهر الماضي: آمل ألا أصبح اللاعبة الأخيرة التي تفوز عليها في ويمبلدون. إنها بطلة عظيمة وأريد أن أراها تعود. ستغيب ساسنوفيتش عن ويمبلدون بسبب حظر اللاعبين الروس والبيلاروس من المشاركة بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا، ولكن على الأقل سترى إحدى أمنياتها تتحقق بعودة البطلة الأميركية. وقفت سيرينا عند حاجز الـ23 لقبًا في الجراند سلام منذ فوزها ببطولة أستراليا المفتوحة للمرة السابعة في عام 2017 أثناء حملها. منذ حينها، خسرت أربع مباريات نهائية في البطولات الكبرى وحلت وصيفة في الولايات المتحدة وويمبلدون عامي 2018 و2019 ليبقى إنجاز كورت غير ملموس. وتلتقي سيرينا في الدور الأول مع الفرنسية أرموني تان المصنفة 113 عالميًا. عادت إلى المنافسات للمرة الأولى الثلاثاء إلى جانب التونسية أنس جابر للمشاركة في زوجي السيدات في دورة إيستبورن الاستعدادية. قالت بعد مباراتها الأولى: هل سبق لي أن شككت في أنني سأعود؟ بالتأكيد، طبعًا. لن أكون صريحة إذا قلت العكس والآن جسدي بحالة جيدة. وأكدت: لم اعتزل. كنت بحاجة فقط للشفاء جسدياً وعقلياً. ليس لديّ أي خطط. لم أكن أعرف فقط متى سأعود. لم أكن أدرك كيف سأعود. تعتبر وليامز آخر لاعبة نجحت في الدفاع عن لقبها في ويمبلدون عندما حققت ذلك في 2016. عندما لعبت مباراتها الأولى في البطولة الإنجليزية عام 1998، حصل ذلك قبل ثلاثة أعوام من ولادة المصنفة أولى على العالم حاليًا البولندية إيجا شفيونتيك التي تفتتح مشوارها ضد الكرواتية يانا فيت. تصل ابنة الـ21 عامًا إلى ويمبلدون بعد أن حققت لقبها الكبير الثاني في رولان جاروس، بعد أول في البطولة الفرنسية أيضًا عام 2020، وسلسلة من 35 مباراة من دون هزيمة عادلت بها تلك التي حققتها فينوس، شقيقة سيرينا، في العام 2000، الأطول في الألفية الثالثة ومتفوّقة على أفضل سلسلة لسيرينا (34). قالت شفيونتيك: أن أحقق هذه السلسلة من 35 فوزًا وأتفوّق على سيرينا من هذا الجانب، هذا حقًا أمر مميز. ستختبر ويمبلدون قدرتها على مواصلة السلسلة حيث كان وصولها إلى الدور الرابع العام الماضي الأفضل لها في البطولة الإنجليزية، علمًا أنها توجت بلقب الناشئات في 2018. بالإضافة إلى هذه السلسلة التي مكنتها من تحقيق ستة ألقاب هذا الموسم وتغريدها خارج السرب عن باقي المنافسات، فإن غياب الأسترالية آشلي بارتي حاملة اللقب بعد اعتزالها المفاجئ في وقت سابق من العام ما مهّد الطريق للبولندية لاعتلاء صدارة التصنيف، سيعزز من آمالها بلقب أول في إنجلترا. قالت في هذا الصدد: الأرض العشبية دائمًا حذرة. صراحة أحب فكرة أنه ليست لدي توقعات هناك. هذا أمر مريح نوعًا ما. هذا وانسحبت اليابانية ناومي أوساكا، المتوجة بأربعة ألقاب كبرى، والتي نادرًا ما تشكل خطورة على العشب، بداعي إصابة في وتر أخيل. سبق لليابانية المصنفة أولى عالميًا سابقًا أن ألمحت إلى أنها مترددة في المشاركة في ويمبلدون بعد قرار رابطة المحترفات «دبليو تي ايه» تعليق توزيع نقاط التصنيف في البطولة ردًا على قرار المنظّمين غير المرحب به بمنع اللاعبين الروس والبيلاروس من المشاركة، معتبرة أن المباريات من دون احتساب النقاط، ستكون بمثابة مشاركة استعراضية. أدى هذا القرار إلى غياب ثلاث لاعبات من المصنفات الـ20 الأوليات، هنّ: البيلاروسيتان أرينا سابالينكا التي بلغت نصف النهائي العام الماضي وفيكتوريا أزارنكا التي بلغت الدور ذاته في 2011 و2012 والروسية داريا كاساتكينا. لم تبلغ أي لاعبة من المصنفات الخمس الأوليات الحاليات نصف النهائي في ويمبلدون. وتأمل جابر أن تحق نتيجة أفضل من بلوغها ربع النهائي في 2021، لا سيما بعد المستويات المميزة التي تقدمها هذا الموسم بعد تتويجها بدورة مدريد وحلولها وصيفة لشفيونتيك في روما على التراب ضمن دورات الألف، وتحقيقها لقب دورة برلين على الملاعب العشبية الأسبوع الماضي ما مكّنها من التقدم إلى المركز الثالث في التصنيف العالمي، الأفضل في مسيرتها (تعديل نتيجتها في إيستبورن). أما المصنفة ثانية الإستونية أنيت كونتافيت والخامسة اليونانية ماريا ساكاري فلم تتجاوزا الدور الـ32 في ويمبلدون، وتبقى أفضل نتيجة للإسبانية الرابعة باولا بادوسا وصولها إلى الدور الرابع. فيما تراهن بريطانيا من أجل تتويج أول بطلة للسيدات منذ فيرجينيا وايد عام 1977 على المراهقة إيما رادوكانو «19 عاماً»، المتوجة ببطولة فلاشينج ميدوز العام الماضي، والتي تشارك على أرضها وهي تعاني من الإجهاد.
مشاركة :