بمناسبة صدور عملها الروائي الجديد «شِفْرة» الذي تدور أحداثه ومحكياته بين المغرب وفرنسا وألمانيا، قالت الكاتبة المغربية قطر الندى ديار، ل«الاتحاد»، إن هذه الرواية تحكي عن الشباب المغربي المُهاجر من جهة، وبعض مشكلات الشباب العالمي من جهة أخرى، حيث تطرح قضايا الهجرة والهوية والحوار بين الشعوب. ففي هذا العمل السردي، نلتقي بشبابٍ من جنسيات متعددة يجمع بينهم الفضاء الجامعي، ويلتقون في فرنسا وألمانيا ضمن سياقات موضوعية مختلفة. وتتعدد أسباب وجود هؤلاء الشباب في الفضاء الغربي. وتسافر الرواية بالقارئ في تلك الفضاءات والحوارات والثقافات، وأيضاً عبر أزمنة وبلدان الشباب، في لقاءات تجمع شخصيات متعددة الجنسيات حاملة لثقافات متنوعة وأفكار مختلفة، ولكن الفضاء العام يساعدها على الحوار الثقافي المشترك. وعبر هذه الحوارات تكتشف كل شخصية جوانب من ذاتها وهي تحاور الآخر، وقد تُعيد أيضاً التفكير في آراء لم تكن تظن أنها قابلة للمراجعة أو إمكانية التخلي عنها في النهاية. قطر الندى ديار قطر الندى ديار جسور تفاهم وتدور أحداث رواية «شِفْرة» في ثلاثة فضاءات: المغرب وألمانيا وفرنسا. كما تحضر، بطرق مختلفة، أمكنة أخرى مثل أفريقيا والصين ولبنان وسوريا والهند وكوريا. إنها رواية تستحضر العالم بتنوعه وتعدده لتقترح حواراً وبناء جسور تفاهم بين شبابه. وهكذا تخلق رواية «شِفْرة» جسرين بين الشباب المغربي المهاجر والشباب المقيم بوطنه، وجسر آخر في باريس بين شباب عالمي من مرجعيات ثقافية متنوعة. وتدور الأحداث حول موضوعات جوهرية مثل الهوية، والاستعمار، والحوار الثقافي، وغيرها من المواضيع التي تقلق الشباب العربي والغربي على حد سواء. علاقات معقدة أما أبطال الرواية، فهم يظهرون في محطات مختلفة. والشخصية الرئيسية هي «ريم» الشابة التي سافرت من المغرب إلى ألمانيا للقاء الشباب المغربي المهاجر في إطار برنامج يجمع بين الشباب المغربي المهاجر والشباب المغربي بالداخل، برنامج يجمع الشباب وتلتقي في سياقه بشاب سوري قابلته البطلة في ألمانيا مصادفة ثم تلتقي به أيضاً بباريس. هذا إلى جانب شخصيات أخرى عديدة تحضر بمواقعها الاجتماعية سواء في المغرب أو فرنسا أو ألمانيا (من ضمنهم مغاربة، وعراقيون، وألمان...). وهناك تنسج علاقات معقدة بين هذه الشخصيات متعددة الجنسيات تخلق حوارات تبدأ حول الآخر وتنتهي حول الذات من خلال سعي كل شخصية لفك شِفْرتها. انفتاح على القارئ وتنتهي الرواية بالانفتاح على القارئ الذي تدعوه إلى الدخول في عالم «شفرة» والبحث عن تجربته الخاصة بين دفتيها. وعن هذا العمل الجديد، قالت الكاتبة قطر الندى: أنا محظوظة لأني ولدت في بيت توجد فيه مكتبة مهمة فيها روايات عربية وأجنبية وفيها أيضاً الكثير من كتب الفكر والفلسفة. وأظن أن طبيعة البيت والأسرة والتربية من الدوافع الأساسية للقراءة أولاً ثم الكتابة. وقد أسهمت أسرتي في جعلي أرتبط بالقراءة منذ الصغر؛ ولهذا قرأت روايات كثيرة مثل أعمال نجيب محفوظ وغسان كنفاني وعبدالكريم غلاب وغيرهم، إضافة إلى الروايات التي كانت في مقرر الدراسة بالثانوية، وقرأت أيضاً لبعض الروائيين الفرنسيين، وكذلك روايات إنجليزية وبعض القصص القصيرة بالإسبانية.
مشاركة :