الكاظمي بين السعودية وإيران لتحريك خيارات تخدم زيارة بايدن لندن – استبق رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي قمة الرياض العربية – الأميركية بجولة ينظر إليها على أنها محاولة لكي يقدم إلى الرئيس الأميركي جو بايدن ما يرغب في سماعه بشأن الاتفاق النووي الذي تعارضه دول الخليج. ويقول مراقبون إن جولة الكاظمي تخدم مناخ التهدئة الذي تريد إدارة بايدن الترويج له قبل أن يجد الرئيس الأميركي نفسه خلال القمة -التي ستكون إيران والاتفاق النووي جزءا منها- يغرد وحيدا بالحديث عن التريث في التطرق إلى الملف النووي الإيراني. وعلى مدى الأشهر الماضية سعت الولايات المتحدة لطمأنة دول الخليج وإسرائيل بأن واشنطن ستستمر في التصدي لأي تهديد من جانب إيران حتى في الوقت الذي تروج فيه للدبلوماسية النووية مع طهران، لكن لا يبدو أنها نجحت في إقناع حلفائها الذين يرون أن الاتفاق سيوسع أنشطة إيران وأذرعها في المنطقة. وتعرضت كل من الإمارات والسعودية إلى هجمات متواترة من قبل الحوثيين في اليمن وميليشيات محسوبة على إيران في العراق، دون أي رد فعل أميركي. وهو ما يُعتبر أحد الأسباب الرئيسية التي أدت إلى فتور العلاقة بين واشنطن من جهة والرياض وأبوظبي من جهة أخرى. وتعني التهدئة على مستوى العلاقات بين السعودية وإيران تسريع وتيرة المفاوضات المتعلقة بالاتفاق النووي، خاصة بعد أن نجح مسؤول الشؤون الخارجية الأوروبية جوزيب بوريل في تحريك مياهها الراكدة منذ أشهر. ومن المتوقع أن يُجري بايدن زيارة إلى السعودية في منتصف الشهر المقبل تستمر يومين. وتم تقسيم برنامج الزيارة إلى جزءيْن؛ حيث سيلتقي في الخامس عشر من يوليو العاهلَ السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، كما يتضمن جدول الزيارة في يومها الثاني حضور الرئيس الأميركي قمة مشتركة دعا إليها العاهل السعودي مع قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي. وعقد ولي العهد السعودي ورئيس الوزراء العراقي جلسة مباحثات استعرضت سبل “دعم وتعزيز الاستقرار” في المنطقة، في مستهل جولة قصيرة قام بها الكاظمي وقادته إلى إيران أيضا في إطار وساطة بين الرياض وطهران. واستضاف العراق خمس جولات من المفاوضات بين مسؤولين إيرانيين وسعوديين في الأشهر الأخيرة بهدف تطبيع العلاقات بين البلدين، والتي قُطعت منذ عام 2016. وذكر أنّ الأمير محمد بن سلمان ومصطفى الكاظمي عقدا “جلسة مباحثات رسمية، جرى خلالها استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين ومجالات التعاون المشترك”. وأشارت إلى أنّهما تبادلا “وجهات النظر حول عدد من المسائل بما يسهم في دعم وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة”. وتوحي الإشارات التي قدمتها “الوساطة الأوروبية” لعودة المفاوضات بأن إيران يمكن أن تتخلى عن شرط “إزالة اسم الحرس الثوري من قائمة المنظمات الإرهابية” الذي عطل المفاوضات منذ مارس الماضي. وكرر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان القول إن بقاء الحرس الثوري في قائمة الإرهاب “مسألة ثانوية”. ولكن المؤشرات على أرض الواقع تفيد بأن إيران لم تقدم تنازلا، وإنما خلطت بعض الأوراق لكي ترضي واشنطن دون أن تخسر شيئا.
مشاركة :