عندما تريد معرفة اهتمام أي أمة بثقافتها وطموحها والرأي العام لها فانظر بمَ تهتم ويهتم به إعلامها..! لنا في هذه الأيام دليلاً! صادف في الأيام الفائتة إقامة معرض ابتكار 2013، تحت شعار بالابتكار.. نبني مجتمعاً معرفياً، وبين التجهيز والاستعداد لمهرجان مزاين الإبل في أم رقيبة!.. شتان بين الإنجازين! احتضن معرض ابتكار (200) ابتكار تقريباً، وشارك فيه (100) طالب وطالبة و(100) مبتكر من مختلف الجامعات ومراكز البحوث السعودية. إضافة إلى أجنحة عدة للمبتكرين الأفراد، والجامعات والمؤسسات البحثية. والابتكارات شملت مجالات للحياة حيوية، مثل المياه والبترول والغاز والبتروكيماويات والطاقة المتجددة وتقنية المعلومات والاتصالات والمجالات الطبية، ومجالات أخرى. وكان الهدف أن يكون منبراً لنقل وإيصال ثقافة الابتكار والاختراع للمجتمع، ومحاولة خلق الروابط بين المبتكرين والمخترعين والمؤسسات والشركات الاقتصادية؛ وذلك للوصول بالمجتمع السعودي إلى مجتمع المعرفة. وإن من عتب فعلى الجوائز الخجولة التي قُدمت في المعرض للمبدعين المخترعين بتغطية إعلامية مقتضبة! مقابل ما يُقدَّم للإبل من ملايين الريالات والدعم الشعبي والإعلامي المتوهج! الابتكار والاختراع ينفعان البشرية، وليس لهما عمر، بل يزيدان الحياة تطويراً وتحسيناً، أما أجمل ناقة وأطيب فحل فإنهما ينتهيان سريعاً، ولا أقل من موت ذلك الحيوان! كان على إعلامنا أن يعطي شيئاً من الوهج لأبنائنا الطلاب الذين أبدعوا في معرض ابتكار، ونافسوا على تسجيل براءات اختراع عالمية! أليس العالم المتقدم بدأ حضارته بالاختراع النافع للبشرية! ألم تبدأ مدارسهم بالتعلم الذاتي المبني على التفكير الإبداعيّ! إذ يعمل الطالب للوصول وابتكار المعلومة بنفسه! بينما مسابقات الإبل لن تعدو أن تقزّم دور العقل، وتزيد مسافة الجهل، وتعمل على تضييق دائرة العمل الجماعي بين الناس، بخنقهم بحبال العنصرية، والطبقيّة المادية، والقبلية الفاتكة لكل انسجام بين البشر، مع زخم إعلامي يقلب الرأي العام إلى تابع لتوجيه الإعلام! تمنيت أن تكون ميزانية معرض ابتكار ولو نصف ميزانية مهرجان مزاين الإبل المهدرة والمتكررة سنوياً. ولكم الحكم في أيّ المعرضين شرف لنا أمام العالم!!؟؟ وفَّق الله أبناءنا لنفع أنفسهم ووطنهم والبشرية جمعاء.
مشاركة :