حثت السلطات الإقليمية المدنيين على إخلاء مدينة ليسيتشانسك في شرق أوكرانيا بصورة عاجلة، مع تعرضها لهجوم مكثف من القوات الروسية. وقال سيرهي جايداي حاكم منطقة لوجانسك: «أعزائي سكان مدينة ليسيتشانسك وأقاربهم، نظرا للتهديد الحقيقي للحياة والصحة، ندعوكم للإخلاء العاجل». وأضاف: «إن الوضع في ليسيتشانسك صعب للغاية». لكنه لم يذكر عدد المدنيين الذين ما زالوا هناك. وكان جايداي، قد أكد في وقت سابق أن ليسيتشانسك تعرضت لأضرار «كارثية» جراء القصف، حيث استهدفت القوات الروسية المدينة في أعقاب سقوط سيفيرودونيتسك المجاورة لها. من جانبه قال مسؤول أوروبي «رفض نشر اسمه»، إن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي طلب أنظمة دفاع مضادة للطائرات، وفرض مزيد من العقوبات على روسيا، وتوفير ضمانات أمنية، في كلمة وجهها لزعماء قمة مجموعة السبع. وأضاف المسؤول: أن زيلينسكي، الذي كان يلقي كلمته إلى القمة المنعقدة في جبال الألب البافارية، طلب أيضا المساعدة في تصدير الحبوب من أوكرانيا، والدعم من أجل إعادة الإعمار. في المقابل أعلن المستشار الألماني أولاف شولتس، أن مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى، تسعى من أجل الإفراج عن صادرات الحبوب من أوكرانيا، وذلك نظرا لأزمة الجوع التي توشك على الوقوع ولا سيما في شرق إفريقيا. وقال: «إن المفاوضات في هذا الشأن، تجري ليلا ونهارا في الوقت الحاضر» مشيرا إلى أن هذه القضية تثير أكبر قدر من القلق لدول المجموعة، وأردف: أن مجموعة السبع ترغب في المساعدة، وأنه يجب استخدام الأموال من أجل تجنب أزمات الجوع. تجدر الإشارة إلى أن أوكرانيا وروسيا، هما أكبر مصدرين للقمح على مستوى العالم، وتغطي صادراتهما نحو ثلث الاحتياج العالمي، غير أن هناك كميات كبيرة من الحبوب الأوكرانية، تعذر تصديرها لأن روسيا تغلق المواني الأوكرانية. وحسب تصريحات منظمة برنامج الغذاء العالمي، فإن هناك نحو 50 مليون شخص في كل أنحاء العالم، على وشك مواجهة أزمة جوع، ووصفت المنظمة الأممية الوضع بالكارثي، في إثيوبيا ونيجيريا وجنوب السودان، واليمن وأفغانستان والصومال. وفي هذا الصدد، أعلنت الولايات المتحدة، أن دول مجموعة السبع ستشدد الخناق على الاقتصاد الروسي، من خلال وضع آلية تحديد سقف سعر النفط الروسي، على مستوى العالم. وأوضح مسؤول كبير في البيت الأبيض «طلب عدم كشف هويته»: أن قادة الدول والحكومات المجتمعين في بافاريا في جنوب ألمانيا، قريبون جدا من قرار ملزم، يطلبون فيه من وزرائهم، وضع آليات عاجلة من أجل وضع سقف لسعر النفط والغاز الروسي. وأوضح خلال لقاء مع صحافيين: أن هذه الآلية التي لم تحدد معالمها بعد، تمر عبر الخدمات المحيطة بتصدير النفط الروسي. وشدد على أن مجموعة السبع، ستنسق فيما بينها لاستخدام الضرائب الجمركية على المنتجات الروسية، بغية مساعدة أوكرانيا. وفي ملف العقوبات المفروضة على روسيا بعد غزوها لأوكرانيا، تعهدت موسكو أمس الاثنين، بالرد على العقوبات التي فرضتها اليابان عليها بسبب الحرب على كييف. حيث انضمت اليابان إلى الغرب في فرض عقوبات غير مسبوقة على روسيا، خلال الأشهر الأربعة التي تلت غزوها أوكرانيا. وأعلن رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، عن تحركات طوكيو الأخيرة، بما في ذلك فرض حظر على واردات الذهب الروسي، وتجميد أصول، وحظر تصدير من مجموعة من الشركات الروسية. وقد انتقد سفير روسيا لدى اليابان هذه الخطوة، وألقى باللوم على طوكيو، في تقويض العلاقات بين البلدين. وقال السفير ميخائيل جالوزين في بيان نُشر على صفحة السفارة الروسية: «إن العقوبات قصيرة النظر، وتضر اليابان نفسها، وخاصة مجتمع الأعمال». وأضاف: «بالطبع سنأخذ مثل هذا التصعيد في السياسة العدائية تجاه روسيا في الاعتبار، في نهجنا المستقبلي تجاه اليابان، ولن يمر دون رد». وكانت روسيا قد ردت على عقوبات الغرب بسلسلة من الإجراءات، بما في ذلك حظر دخول الصحفيين والسياسيين ورجال الأعمال، من الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا. إلى ذلك أعلن «الكرملين» أمس الاثنين، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيزور طاجيكستان، الجمهورية السوفياتية السابقة، وحليفة موسكو في آسيا الوسطى، في أول رحلة خارجية له منذ غزو أوكرانيا. وأوضح الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف: «من المقرر أن يقوم الرئيس بوتين، بزيارة عمل لطاجيكستان غدا». ومن المتوقع بعد ذلك أن يحضر بوتين قمة لدول بحر قزوين في تركمانستان، وهي جمهورية سوفياتية سابقة أخرى.
مشاركة :