وفق المعايير المسرحية المعتمدة لهذا العام، اختارت لجنة النصوص والعناوين لمهرجان دبي لمسرح الشباب 2022، 6 نصوص مسرحية للمشاركة في المهرجان، الذي تنظمه هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة» من 19 حتى 26 أكتوبر من العام الجاري على مسرح ندوة الثقافة والعلوم في منطقة الممزر.وفي هذه المناسبة، قالت فاطمة الجلّاف، مدير إدارة الفنون الأدائية بالإنابة في «دبي للثقافة»: «يشكّل مهرجان دبي لمسرح الشباب بوابة للمواهب المسرحية الشابة في مختلف إمارات الدولة، ونحن نسعى في كل دورة من المهرجان إلى الارتقاء بمحتواه وجودة الأعمال المقدمة من أجل الحفاظ على المكتسبات التي حققها خلال مسيرته، وذلك عبر اكتشاف المواهب الواعدة في النصوص المسرحية من المواطنين والمقيمين، فضلاً عن تنمية مهارات هؤلاء المؤلفين الشباب وتعزيز مواهبهم من خلال عرض نصوصهم المسرحية أمام الجمهور. وقد اختارت لجنة النصوص والعناوين لهذا العام مجموعة ثرية من النصوص المسرحية الهادفة، التي تعكس المستوى المتميز الذي وصل إليه مسرح الشباب في الإمارات». وكانت لجنة النصوص والعناوين برئاسة مرعي الحليان، وعضوية الدكتورة باسمة يونس والدكتور هيم الخواجة، قد استقبلت 11 نصاً مسرحياً في الفترة بين 31 مارس و31 مايو 2022 من مختلف المسارح الأهلية في دولة الإمارات، وقامت بفرزها حسب المعايير المحددة، وتم اختيار 6 نصوص للمشاركة في المهرجان. وأعرب مرعي الحليان، رئيس اللجنة، عن اعتزازه بالمشاركة في اللجنة، مشيراً إلى أهمية المهرجان في إبراز المسرحيين الشباب عبر دوراته المتوالية، وقال: «إنني فخور بمشاركتي في فعاليات الدورة الجديدة من هذا المهرجان في لجنة النصوص والعناوين، وفخري هذا ينبع من قيمة هذا المهرجان الخلاق الذي يعمل على صقل المواهب ودفعها للساحة الفنية. لقد مر المهرجان بتجديد آلياته في مراحل مختلفة، وهذا العام ينطلق في حلة جديدة مقترباً من الجمهور عبر تكريس الكوميديا الهادفة، وتكريس تواجد العنصر الإماراتي سواء من الشبان أو الفتيات، ما يدعم جهود التنمية البشرية في المجتمع». مرآة الواقع وحول اختيار النصوص، قال الحليان: «لقد كنا أمينين مع النصوص التي تقدمت بها الفرق المسرحية ومع كتّابها، وأسسنا اختيارنا بناء على توجهات المهرجان الجديدة، نحو مسرح شبابي كوميدي قريب من الجمهور.. كما راعينا الاستحقاقات الفنية والجمالية التي تتطلبها أساسيات الكتابة للمسرح، من الحبكة المتقنة والتوالد المنطقي للأحداث، ووضوح الخطابين الفكري والفني، واقتراب الموضوع المتناول من الواقع المعاصر لجيل الشباب». وأضاف: «أعتقد أن دورة هذا العام من المهرجان ستشهد عروضاً مسرحية شيّقة، تقترب من الجمهور وانشغالاته الحياتية، وهذا هو دور المسرح الذي يمثل مرآة صادقة تعكس الواقع وتكشفه للملأ من أجل تبصّره والوقوف عنده.» ومن جهتها، أكّدت عضوة اللجنة الدكتورة باسمة يونس على الدور المهم للمهرجان في صنع نخبة من المبدعين من خلال رعايتهم وتوجيههم بالطرق اللازمة لتكوين المهارات وصياغتها بأفضل ما يمكن. وحول النصوص المشاركة، نوّهت يونس إلى أنها هذا العام تعكس الواقع وما وصل إليه العالم في ظل التطور التكنولوجي وجنون وسائل التواصل الاجتماعي بشكل واضح، وأنها ستخاطب المجتمع بلغة شبابية لطيفة وطموحة قادرة على انتقاد الكثير مما يحدث، مضيفة: «ستلفت المسرحيات النظر نحو القضايا المجتمعية وما تريد التكنولوجيا العبث فيه بأسلوب كوميدي يحمل مضموناً هادفاً سيترك صدىً لدى الجمهور». تجريب وفانتازيا وأشاد عضو اللجنة الدكتور هيثم الخواجة بالنصوص المسرحية التي تقدمت بها الفرق المشاركة، قائلاً: «إن ما قرأته يدعو للتقدير والإعجاب، فمع اختلاف المستويات في الجودة والفكرة والرؤية والمعالجة الفنية، إلا أن ذلك لا يمنع القول: إن غالب النصوص المسرحية المتقدمة للاشتراك في المهرجان تتجه، وبإصرار نحو التجريب، كما تستقي من التجارب الواقعية بحيث يتصف النص بالمعاصرة وملامسة هموم المتلقي، لكأن غالب النصوص تهتم بما يرغب أن يراه الجمهور على خشبة المسرح». وأردف: «إن هذه النصوص لا تهوم مع الفراش، وإنما تتغلغل إلى عمق إنسانية الإنسان وتنبش ما يجب نبشه عبر فنيات مختلفة وأساليب ورؤى مختلفة. ولئن تمكنت الفانتازيا من بعض النصوص، فقد ظلت هذه الفانتازيا موظفة بصورة واعية تخدم النص والعرض معاً». وتضم النصوص التي اختارتها اللجنة: «قصة» تأليف ميرة المهيري (مسرح دبي الأهلي)، «حينما يُرفع الستار» تأليف عبدالله المهيري (مسرح دبي الوطني)، «آخر خبر» تأليف أحمد الماجد (مسرح زايد للمواهب والشباب)، «دوبي» تأليف محمد صالح السيدي (مسرح ياس)، «لمن يهمه الأمر» تأليف محمد صالح السيدي (مسرح كلباء)، «البرواز» تأليف سعود الزرعوني (المسرح الحديث).
مشاركة :