تعهدت قطر بالمساعدة في إنجاح المفاوضات الثنائية غير المباشرة، التي تستضيفها بين إيران والولايات المتحدة بهدف التوصل إلى «نتائج مثمرة» وإحياء الاتفاق النووي، في حين هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت طهران بـ «ردعها إلكترونياً كما هي الحال بالردع النووي». أعربت قطر الحاضنة الجديدة للمحادثات النووية غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة عن استعدادها التام لتوفير الأجواء التي تساعد كل الأطراف في إنجاح الحوار بين المسؤولين الإيرانيين والأميركيين، الذي بدأ اليوم، في الدوحة، بهدف إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015، بعد انسداد مسار فيينا منتصف مارس الماضي. ورحبت وزارة الخارجية القطرية، في بيان اليوم، باستضافة المباحثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية الإيرانية، بالدوحة خلال الأسبوع الجاري، برعاية منسق الاتحاد الأوروبي انريكي مورا. وشددت الدوحة على أملها في أن تتوج جولة المحادثات بنتائج إيجابية تسهم في إحياء صفقة 2015 التي انسحب منها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عام 2018، بما يدعم ويعزز الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة، ويفتح آفاقاً جديدة لتعاون وحوار إقليمي أوسع مع الجمهورية الإسلامية. وجاء بيان الخارجية بالتزامن مع مباحثات عقدها نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن، مع المبعوث الأميركي لإيران روبرت مالي، في الدوحة، وتناولت «الجهود الدبلوماسية المشتركة بشأن طهران». ووفق بيان للسفارة الأميركية بالدوحة، فإن الجانبين ناقشا الشراكة القوية بين الولايات المتحدة ودولة قطر خلال الاجتماع. ترقب إيراني ورحب السفير الإيراني لدى قطر، حميد رضا دهقاني، عبر «تويتر»، بوصول كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني والوفد المفاوض المرافق له إلى الدوحة، أمس، قائلاً إنه يتمنى لهم التوفيق في مهماتهم «من دون إصدار أي أحكام مسبقة وتشاؤم أو تفاؤل غير حقيقي». وأوضح دهقاني أن «كبير المفاوضين الإيرانيين بحث مع أمين عام وزارة الخارجية القطرية محمد بن عبدالعزيز سبل إنجاح المحادثات» الرامية لإحياء الاتفاق النووي المقيد لطموحات بلاده الذرية مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها. وشدد المتحدث باسم لجنة الأمن القومي بالبرلمان الإيراني أبوالفضل عموئي على عدم وجود مفاوضات مباشرة مع واشنطن «قبل عودتها إلى الاتفاق النووي»، مؤكداً أن المنسق الأوروبي هو من يتولى نقل الرسائل بين الجانبين الإيراني والأميركي. وتوقع عموئي أن «تتحرك المفاوضات في البلد المجاور بشكل أسرع؛ وأن تنتهي بسرعة إذا كانت واشنطن مستعدة لرفع العقوبات». ولفت إلى أن البرلمان سيطلب من وزارة الخارجية تقريراً بشأن سير المباحثات عقب انتهاء جولتهم بالدوحة. وعشية انطلاق مفاوضات الدوحة، شدد مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، على أن الاتفاق النووي مطروح على الطاولة ويمكن تحقيقه، ويعتمد على قرار إيران بقبوله أو رفضه. ورأى سوليفان أن العودة المتزامنة لطهران وواشنطن إلى الاتفاق النووي تصب في مصلحة أميركا وشركائها. وجدد تأكيد البيت الأبيض على أنه عازم على ألا تمتلك إيران أسلحة ذرية، مشيراً إلى أن الاتفاق الدبلوماسي هو أفضل وسيلة لمنع إيران من حيازة القنبلة النووية. وجاء حديث سوليفان عن تمسك واشنطن بموقفها الرافض لتقيدم تنازلات جديدة إلى طهران قبل أسابيع من زيارة الرئيس جو بايدن المزمعة للشرق الأوسط، وعقده لقمة مع زعماء مجلس التعاون بحضور الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني ورئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمي في مدينة جدة بالسعودية. في المقابل، ذكر مستشار فريق التفاوض الإيراني محمد ماراندي أن موقف طهران في المفاوضات النووية، التي استؤنفت في قطر مع الولايات المتحدة ودون مشاركة مجموعة «4 زائد 1»، أصبح أكثر قوة بسبب الحرب في أوكرانيا. وأكد ماراندي، لموقع «المونيتور» الأميركي، أن طهران لا تصر على قرار أميركي بإزالة «الحرس الثوري» من قائمة الإرهاب، وأن ذلك لم يكن شرطاً في المقام الأول. وأشار ماراندي إلى أن القضايا العالقة تتمثل الآن في «تخفيف العقوبات والضمانات بأن إيران ستستفيد من استعادة الاتفاق». ويأتي ذلك بعد ساعات من مطالبة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على هامش اجتماع مجموعة السبع الكبرى، بتنويع مصادر النفط العالمي من إيران وفنزويلا بهدف الاستغناء عن الخام الروسي. تحذير بينيت وفي وقت بين وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان أنه نقل إلى نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، خلال زيارته أنقرة، أمس، حساسية طهران تجاه «الوجود المشؤوم» لإسرائيل في المنطقة، حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، إيران من أنها ستدفع ثمن أي هجوم إلكتروني سيبراني على بلاده. وقال بينيت في مؤتمر بجامعة تل أبيب اليوم: «سياستنا هي إذا عبثت مع إسرائيل فسوف تدفع الثمن». وأضاف: «النهج مع أعدائنا، خاصة إيران هو أننا لا نسعى لإحداث الفوضى في طهران، لم تكن هذه سياستنا قط». واستدرك: «تماماً مثل الردع النووي، سيكون هناك ردع إلكتروني «. وجاء ذلك بعد غداة هجوم وصف بالأكبر منذ عقود وتسبب في خروج واحدة من أكبر شركات انتاج الصلب الحكومية الإيرانية عن الخدمة حتى إشعار آخر. من جهته، أعلن رئيس مديرية الإنترنت بإسرائيل غابي بورتنوي، «احباط نحو 1500 هجوم إلكتروني مختلف على الجبهة الداخلية العام الماضي». وكشف النقاب عن أن إسرائيل تبني «قبة حديدية إلكترونية» بمواجهة هجمات طهران الإلكترونية المتنامية. الزيارة الثانية إلى ذلك، استقبل أمير قطر تميم بن حمد، اليوم، في اجتماعين منفصلين، مستشار الأمن الوطني الإماراتي طحنون بن زايد، ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي. وأفاد بيان للديوان الأميري القطري أنه خلال مقابلة طحنون والوفد المرافق له «جرى استعراض العلاقات الأخوية بين البلدين وسبل تنميتها وتعزيزها في مختلف المجالات، إضافة إلى مناقشة عدد من المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وبما يحقق مصالحهما المشتركة ويعزز مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية». وفي بيان آخر، أعلن الديوان الأميري القطري أن بن حمد تسلّم رسالة خطية من العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني «تتصل بالعلاقات الثنائية بين البلدين وأوجه دعمها وتعزيزها». وأضاف الديوان أن الرسالة نقلها وزير الخارجية أيمن الصفدي.
مشاركة :