موسمًا بعد آخر والهلال يُقدم لمنافسيه دروسًا داخل الملعب وخارجه، من خلال نجاحاته المتكررة إداريًا وفنيًا واستثماريًا، وفي كل مرة يبرهن الهلاليون بأن طموحاتهم لا سقف لها، لأنهم كلما حققوا إنجازًا بدؤوا يفكرون في إنجاز أكبر منه، وأبلغ دليل على ذلك أن طموحاتهم كانت تحقيق الآسيوية واللعب في كأس العالم للأندية، وبعد أن فعلوها بحثوا عن تكرار الإنجاز ونجحوا، وبعدها التفتوا للمنافسات المحلية، وحصدوا لقب الدوري للمرة 18 والثالثة على التوالي، وهذا هو سر زعامة "الأزرق" لقارة آسيا. ومن دون شك سيضع الهلاليون في الموسم المقبل طموحًا جديدًا في الدوري، وهو فك الارتباط بالشباب والاتحاد من ناحية تحقيقه ثلاث مرات على التوالي، بحصد اللقب للمرة الرابعة على التوالي، وهو حق مشروع وغير مستغرب من الهلاليين الذين تربطهم علاقة تاريخية بمثل هذه الإنجازات والأرقام. الهلال يستحق أن يكون نموذجًا تحتذي به الأندية، وبدلًا من التقليل من إنجازاته والتشكيك فيها، على المنتمين للأندية حث إداراتهم على جعل الهلال وإداراته قدوة في العمل، لأن ماوصل له "الزعيم" نتاج عمل تاريخي وثقافة زرعها كل رئيس جلس على كرسي الرئاسة، ولا يمكن غض الطرف عن العمل المؤسساتي اللافت للنظر، وهذه الميزة تكاد لا تكون إلا في الهلال، فالإدارات مكملة لبعضها، والمشكلات إن حدثت لا تظهر على السطح، باستثناء حالات نادرة! لم أستغرب تتويج الهلال بالدوري على حساب الاتحاد رغم صعوبة موقف "الأزرق" والفارق النقطي الكبير لمصلحة العميد في وقت سابق، فمن يعرف هذا الكبير يؤمن بأنه لا يعرف المستحيل، ورفع كثيرًا شعار "يا مدور الهيّن ترى الكايد أحلى"، لذلك عندما ينافسك على دوري أو كأس، فأنت مطالب بمضاعفة مجهوداتك والاستمرار حتى آخر لحظة، لأن أي غفلة منك أو هفوة سيستغلها ويحول الأفضلية له، كما فعل مع الشباب في الموسم الماضي والآن كررها مع الاتحاد. أما فهد بن نافل، فأقل ما يقال عنه أنه رئيس تاريخي، توّج عمله بالإنجازات وكتب اسمه بماء الذهب، ولن ينسى الهلاليون اسمه قياسًا على ما أنجز، ونطمح أن يكون لدينا في رياضتنا أمثاله ممن يقدمون عملًا ناجحًا، مقترنًا بهدوء ورزانة، وفي أصعب المواقف يكون رده في الميدان فقط.
مشاركة :