أيّدت محكمة جزائرية الثلاثاء حكما غيابيا بسجن وزير الطاقة الأسبق شكيب خليل 20 سنة بتهم فساد خلال توليه هذا المنصب على مدى أكثر من عشر سنوات في عهد الرئيس السابق الراحل عبدالعزيز بوتفليقة، حسب ما كشفت وكالة الأنباء الجزائرية. وأيّد مجلس قضاء الجزائر (محكمة الاستئناف) حكما صادرا في الرابع عشر من فبراير بإنزال عقوبة "السجن 20 سنة مع تنفيذ الأمر الدولي بالقبض عليه والصادر في سبتمبر 2019". وقضت المحكمة كذلك بتغريم خليل الذي تولّى وزارة الطاقة في عهد الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة مليوني دينار جزائري (نحو 13000 يورو). وبحسب وكالة الأنباء الجزائرية، فإنّ خليل اتّهم بـ"منح امتيازات غير مبرّرة للغير" و"سوء استغلال الوظيفة" و"إبرام صفقات مخالفة للتشريع والقوانين". وصدر الحكم في حق شكيب خليل غيابيا كونه متواريا عن الأنظار خارج البلاد، ويرجّح أن يكون في الولايات المتحدة إذ أنه يحمل الجنسية الأميركية. كذلك أيّد الاستئناف عقوبة المدير التنفيذي الأسبق لمجموعة النفط والغاز الحكومية "سوناطراك" محمد مزيان بالسجن خمس سنوات وست سنوات لمساعده عبدالحفيظ فغولي المتهمين في القضية نفسها. واتُهم مسؤولو سوناطراك في قضية تتعلّق بإنشاء مصنع الغاز الطبيعي بأرزيو (ولاية وهران) الذي أوكل إلى الشركة الإيطالية "سايبام" بأمر من الوزير الأسبق على حساب الشركة الإماراتية "بيروفاك"، بحسب أقوال محمد مزيان خلال المحاكمة. ◙ الاستئناف أيّد عقوبة المدير التنفيذي الأسبق لمجموعة النفط والغاز الحكومية "سوناطراك" محمد مزيان بالسجن خمس سنوات وست سنوات لمساعده عبدالحفيظ فغولي وقضت المحكمة غيابيا بسجن كل من "جيلبرتو بولاطو وماسيمو ستيلا، الممثّلين عن المجموعة الإيطالية سايبام 5 سنوات ومليون دينار (6250 يورو) غرامة مالية لكل واحد منهما"، بحسب وكالة الأنباء الجزائرية. وترك خليل (82 سنة) الحكومة في 2010 بعد فضائح فساد في مجموعة سوناطراك طالت مديرها التنفيذي ومسؤولين كباراً في شركة النفط والغاز تمّت محاكمتهم وإدانتهم. وفرّ خليل إلى الولايات المتحدة، وصدر في 2013 أمر دولي بالقبض عليه، لكن تمّت تبرئته من تهم ضلوعه في تلقي رشاوى من عملاق النفط الإيطالي "إيني" في مقابل الحصول على عقود جزائرية. وعاد خليل إلى الجزائر في 2016 بعد إلغاء مذكرة التوقيف الصادرة في حقّه، لكنّ المحكمة العليا أعادت فتح ملف الفساد بخصوصه فغادر الجزائر مجدّدا. وبعد تنحي بوتفليقة في الثاني من أبريل 2019 تحت وطأة احتجاجات الحراك الشعبي وضغط الجيش، فتح القضاء تحقيقات في قضايا يشتبه بضلوع مقرّبين منه فيها، بينهم شكيب خليل. وصدرت أحكام قضائية في حقّ مسؤولين سابقين كثر ورجال أعمال، خصوصا في قضايا فساد. والثلاثاء أيضا أصدرت محكمة الاستئناف حكمين بالسجن ست وأربع سنوات في حق الوزيرين السابقين المسجونين جمال ولد عباس والسعيد بركات بتهم "تبديد أموال عمومية" و"إبرام صفقات مخالفة للتشريع المعمول به" و"سوء استغلال النفوذ". وكذلك أدين في القضية نفسها إسكندر ولد عباس ابن الوزير جمال ولد عباس بسبع سنوات سجنا نافذا. وفي قضية أخرى حُكم على النائب السابق بهاءالدين طليبة بالسجن ثمانية أعوام بتهمة التلاعب بقوائم الترشيحات خلال الانتخابات التشريعية التي جرت في مايو 2017، بحسب وكالة الأنباء الجزائرية.
مشاركة :