رضا سليم (دبي) ننتقل في الحلقة الثانية في «رياضة الطفل العربي.. الصندوق الأسود» إلى هموم الطفل في مصر وتونس كنماذج عربية في القارة الإفريقية، ويواجه أطفال مصر مشاكل لا حصر لها في ممارسة الرياضة، والتي تمثل العامل الأول في تسرب الأطفال من التعليم، القضية صعبة ومعقدة وبها أطراف كثيرة، بعدما تخطى أطفال الشوارع حاجز 2,000.000 طفل، وهو الرقم المخيف الذي دفع رئاسة الجمهورية في مصر لفتح الملف من أجل البحث عن علاج لهذه الفئة التي تمثل ما يقرب من 20 مليون طفل تحت 14 سنة، في الوقت الذي خرجت إحصائية من وزارة التضامن الاجتماعي عن حصر 1609 أطفال في الشوارع خلال مسح شامل لمدة 24 ساعة في 27 محافظة، وتواجدوا في 2500 منطقة، وتم تخصيص 164 مليون جنيه من صندوق تحيا مصر و48 مليوناً من صندوق إعانة الجمعيات للتعامل مع قضية أطفال الشوارع. تواجه الحلول عقبات كثيرة بسبب الزيادة السكانية الكبيرة ولا تتجاوز المبادرات خلال السنوات الماضية أصابع اليد، في مقدمتها مبادرة منتخب مصر لأطفال الشوارع الذي يشرف عليه المدرب حسن شحاتة وهي المبادرة بين وزارة الرياضة بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي، وكل الجمعيات التابعة لها على مستوى مصر، من أجل حصر أطفال الشوارع وإقامة مسابقة كروية لهم خاصة أن كل دول العالم تتجه لإقامة مسابقات كروية لأطفال الشارع والمحرومين، وشارك المنتخب في كأس العالم لكرة القدم لأطفال الشوارع. في الوقت الذي أطلقت وزارة التضامن الاجتماعي برنامج «أطفال بلا مأوى» والذي يخص أطفال الشوارع، ونظم هذا البرنامج مشروع «لعيبة بلدنا» بالإضافة إلى مبادرة «المدرب المجتمعي» لتأهيل المدربين المشرفين على البرامج، ومبادرة «الوقاية من التحرش بالرياضة». وعلى أرض الواقع، اختفت الأنشطة في المدارس والتي تكتظ بأكثر من 17 مليون ولد وبنت، في الوقت الذي تعاني مراكز الشباب في مصر إهمالا كبيراً رغم كل المبادرات، ويوجد في مصر 4355 مركزاً للشباب تابعة لوزارتي الشباب والرياضة، وتنحصر مهمتها بتأهيل الأجيال وتنشئتهم بشكل جيد بدنياً وصحياً واجتماعياً، غير أنها بدأت في السنوات الأخيرة تؤدي دوراً مغايراً تماماً، ولا يتجاوز التصنيف الواقعي لمراكز الشباب المؤهلة للقيام بدورها الحقيقي عن 5 % فقط من إجمالي عددها على مستوى الجمهورية. ويأتي التدهور المستمر الذي تعاني منه مراكز الشباب في ظل غياب الدعم المادي الذي لا يزيد على 4 آلاف جنيه وهو ما يعادل 500 دولار للمركز الواحد سنوياً، ناهيك عن وجود المئات من الملاعب بلا أسوار أو إضاءة فضلاً عن وجود الآلاف من مراكز الشباب بلا ملاعب، ولا تتعدى مجرد لافتة على مبنى متهالك. ... المزيد
مشاركة :