ومن المقرر أن يلتقي كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري في وقت لاحق الأربعاء مع إنريكي مورا مفاوض الاتحاد الأوروبي في المفاوضات النووية مساء اليوم الثاني من المحادثات في قطر. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني في طهران إن "المحادثات التي تستمر ليومين لم تنته بعد و سيعقد اجتماع آخر هذا المساء بين (باقري ومورا)". ولم يعلن في السابق عن مدة المحادثات التي تجري في الدوحة بشكل غير مباشر مع وفد أميركي برئاسة المبعوث الأميركي الخاص لإيران روبرت مالي. وتأتي محادثات الدوحة قبل زيارة مرتقبة لبايدن الى السعودية منتصف الشهر المقبل. ومن جانبه، أكد مصدر في الاتحاد الأوروبي لوكالة فرانس برس أن المحادثات من المقرر أن تستمر عدة أيام. وبحسب كنعاني فإن "المحادثات في الدوحة التي تجري في جو مهني وجدي، كانت مقررة ليومين منذ البداية". وأضاف أنّ الطرفين "تبادلا وجهات النظر والمقترحات بشأن القضايا المتبقية". وتجري المحادثات في الدوحة بطريقة غير مباشرة، على أن ينقل وسطاء رسائل بين الجانبين. وفي واشنطن، قالت وزارة الخارجية إنّ المحادثات مستمرة الاربعاء، مضيفة "نحن على استعداد لإبرام وتنفيذ الاتفاق الذي تفاوضنا عليه في فيينا على الفور من أجل العودة المتبادلة إلى التنفيذ الكامل لخطة العمل الشاملة المشتركة". لكن من أجل ذلك، "تحتاج إيران إلى أن تقرر التخلي عن مطالبها الإضافية التي تتجاوز خطة العمل الشاملة المشتركة"، أي الاتفاق النووي. انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق حول الملف النووي الإيراني عام 2018 في عهد رئيسها السابق دونالد ترامب وأعادت فرض عقوبات اقتصادية على طهران. وردّت إيران بعد عام ببدء التراجع عن كثير من التزاماتها الأساسية، أبرزها مستويات تخصيب اليورانيوم. وسعت إدارة الرئيس جو بايدن للعودة الى الاتفاق، معتبرة أن هذا المسار هو الأفضل مع الجمهورية الاسلامية على الرغم من إعرابها عن تشاؤم متنام في الاسابيع الأخيرة. - "اسلوب ترامب"- وكان مسؤولون إيرانيون أعلنوا في وقت سابق أنهم يأملون في إحراز تقدم في قطر. وقال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي بهادري جهرمي "نأمل بالتوصل إلى اتفاق إيجابي ومقبول في حال تخلت الولايات المتحدة عن أسلوب ترامب الذي لم يكن متوافقا مع القانون الدولي". ونقلت وكالة الانباء الإيرانية "ارنا" عن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان قوله الثلاثاء في العاصمة التركمانستانية عشق اباد "نحن جادون ولن نتجاوز خطوطنا الحمراء بأي شكل من الأشكال". وبحسب الوزير الإيراني فإنه "إذا كانت لدى الجانب الأميركي نوايا جادة وتحلى بالواقعية، فهناك اتفاق في متناول اليد في هذه المرحلة وفي هذه الجولة من المفاوضات على مستوى السياسة". في فيينا، حققت المفاوضات تقدما جعل المعنيين قريبين من إنجاز اتفاق، إلا أنها وصلت الى طريق مسدود منذ آذار/مارس مع تبقّي نقاط تباين بين طهران وواشنطن، خصوصا في ما يتعلق بمطلب طهران رفع اسم الحرس الثوري الإيراني من قائمة "المنظمات الإرهابية الأجنبية" التي تعتمدها واشنطن. وخلال محادثات فيينا، كررت إيران ايضا مطالبتها بضمانات أميركية لعدم انسحاب واشنطن من الاتفاق كما فعل ترامب. وتقول إدارة بايدن إن إزالة الحرس الثوري من القائمة السوداء، وهي خطوة من المؤكد أنها ستغضب الكثير من أعضاء الكونغرس، تقع خارج نطاق المحادثات لإحياء الاتفاق النووي. بورز/شي/مع/ص ك
مشاركة :