لازلنا في حضرة الكرم ، و الحديث عن أركانه ، و التغني بمأثر أهله ، و لا يمكن أن نتحدث عن الكرم دون الوقوف أمام الشيخ / صالح بن محمد خميس بن صالح شيخ عشيرة القروق ، بل و الوقوف طويلا أمام هذا الاسم ، فهو أحد أبرز مشايخ العلا ، و في مقدمة كبارها ، و أحد أبرز أعيانها ، و الحديث عن مكانة الشيخ صالح خميس ممتد الجذور ، فهو سليل أسرة عريقة ، توارثت المشيخة كابر عن كابر ، و ليس لأحد أن يتحدث عن أسر العلا العريقة أن يتجاوز هذه الأسرة الكريمة ، فوالده هو الشيخ محمد خميس بن صالح شيخ عشيرة الفروق و شيخ مشايخ الشقيق ، ذلك الرجل المعروف بحكمته و وقاره ، و سداد رأيه ، وأما جده فهو الشيخ خميس بن صالح شيخ القروق و شيخ مشايخ الشقيق ، و هو رجل ذو مكانة مرموقة في المجتمع ، و ذائع الصيت ، و معروف بمأثره المتعددة ، و أما جد والده فهو الشيخ صالح بن أحمد أل صالح شيخ عشيرة الفروق و شيخ مشايخ الشقيق ، الذي كان من أكرم أهل زمانه ، ووثق له تاريخ العلا الحديث ، أنه هو أول من أخرج حفلات الزواجات في العلا من المساحات المحدودة بالأحواش إلى البساتين ، فأقام أكبر وليمة زواج أنداك لأبنه خميس في بستان ( الكريم ) سنة 1336 هجرية . . هذه الوليمة كانت أكبر وليمة تقام لزواج في بساتين العلا حينها ؛ و هذا من كرم الشيخ صالح بن أحمد أل صالح _ رحمه الله _ الذي كان أحد أكرم أهل وقته ، هذه القصة أرخها الرجل الفاضل الشيخ أحمد علي الغيثي _ رحمه الله _ في مذكرة وثق به جزء من عادات وتقاليد الزواجات في العلا و كتبها في شهر جماد الثانية من سنة 1412 للهجرة . . جاء فيها : ( أن انتقال ولائم الأفراح من الأحواش في البلدة القديمة إلى البساتين كان في عام 1336 هجرية عندما أراد الشيخ صالح بن أحمد صالح شيخ عشيرة القروق و رئيس مشايخ محلة الشقيق عمل وليمة لأهل البلد و ذلك بمناسبة زواج ابنه خميس بن صالح ( شيخ عشيرة القروق لاحقا ) و كان يريد أن تكون هذه الوليمة كبيرة و بالفعل وقع اختياره على بستان ( الكريم ) المملوك للشيخ علي بن محمد _ رحمه الله _ والد كاتب هذه المذكرة نظرا لقربه من عين تدعل و من البلدة و مناسبته لإقامة الزواجات ) . . انتهى النقل عن مذكرة الغيثي . فهذه الأسرة ذات النسب الأصيل ، و الحسب الكريم ، توارثت الطيب و الكرم كما توارثت الأصالة و المشيخة ، ف الشيخ صالح محمد خميس ورث كل هذه المأثر عن والده و أجداده ، ف أكتسب منهم الكرم ، و نهل الكثير من مجالستهم ؛ و هذا أضفى على شخصيته الكثير من السمات الإيجابية ، و الصفات الطيبة ، من كرم ضيافة ، و سداد رأي ، و بعد نظر ، فهو نعم الشيخ لجماعته و أهله ، عمل على جمع كلمتهم ، و توحيد رأيهم ، و سعى بكل ما يستطيع في سبيل خدمتهم ، بل إن خيره ممتد لسائر أهل العلا ، فقد ارتكز على مكانته الاجتماعية و ما حباه الله من قبول لدى الناس ؛ للعمل على إصلاح ذات البين ، وحل الكثير من الخلافات ، و السعي بين الناس بالخير ، و الإسهام الفعال في استقبال ضيوف العلا ، في مجلسه العامر مجلس عشيرة القروق ، الذي أصبح علامة فارقة في كرم أهل العلا و استقبال ضيوفها ، و إقامة العديد من المناسبات فيها ، التي كان من أخرها استضافة لقاء أهالي العلا من المزارعين بممثلي الشركة الفرنسية BRL الزراعية ، و المجلس مفتوح لمختلف المناسبات ، و من أجمل ما استضاف هذا المجلس سفر إفطار الصائمين خلال شهر رمضان المبارك في بادرة جميلة جدا و خطوة موفقة و مباركة . . فالشيخ صالح محمد خميس رجل مضياف ، يكرم بلا حد ، و يبادر في استقبال الضيوف ، و يسعد بإكرامهم ، و أما مجلسه فهو أيقونة للكرم ، و لو تحدثت أعمدته عن ما أقيم فيه من مناسبات عديدة لباحت بأجمل صور الكرم و أروع ما يكون العطاء . . و من خلال مكانة الشيخ صالح خميس الاجتماعية من ناحية ، و عضويته للمجلس التنسيقي للهيئة الملكية لمحافظة العلا من ناحية أخرى ، أسهم الشيخ صالح بالعديد من الجهود بالتعريف بأصحاب الممتلكات و العقارات و البساتين ، فيسر على الناس ، و تعاون مع الجهة المسؤولة لما فيه الصالح العام ؛ ذلك لإيمانه بإن خدمة الوطن واجب و شرف عظيم ، و أن الولاء و الطاعة لولاة أمر هذه البلاد الكريمة هو النهج الذي التزم به و أخذه عن اسلافه ، و أن خدمة المجتمع و الناس واجب وطني كريم . . لعل ما يميز الشيخ صالح محمد خميس أنه أصيل المعدن ، نقي السريرة ، طاهر القلب ، صافي النية _ و لا أزكيه على الله _ ف النية الطيبة ، و العطاء الصادق ، و الأخلاق الكريمة ، تزيده مكانة على مكانته ، و تزيده طيبا فوق طيبه ، و كرم فوق كرمه .
مشاركة :