تحمل البدايات المتأخرة في طياتها نجاحات متتالية وشغفا متواصلا، فبعد سنوات من الدراسة والعمل في مجال المحاسبة القانونية في إحدى الشركات المحلية اتجهت أنيسة الحواج في وقت متأخر نسبياً إلى عالم المطبخ، إثر شغفُ أحاط بها منذ زمن طويل. تمكنت من الانتقال للعمل في قسم آخر قلدها مهام وظيفية أخرى، إذ تحولت إلى إدارية بمكتب العلاقات العامة، وكانت تلك الشرارة الأولى لبدايتها، حيث اكتشفت مهارتها في التواصل مع الآخرين، ما أسهم في انضمامها إلى دورات عدة من بينها دورات الطبخ المختلفة إلى جانب دراستها في كلية نيو كوكري سكول أدنبره، كما شاركت في العديد من معارض الطعام بدول مختلفة مثل: دبي، السعودية، قطر، البحرين وغيرها من الدول الأجنبية مثل بريطانيا وألمانيا. مجال آخر ومهارة جديدة وقالت: «في بداية الأمر أحسست أن لا بد من أن أمارس شيئا يستهويني مما دفعني ذلك للانضمام إلى بعض الدورات المتنوعة داخل وخارج مملكة البحرين، مررت بالعديد من فترات التدريب الطويلة كمساعد طباخ ومن ثم كممثل لعلامات تجارية البارزة». وأضافت: «تمكنت أثناء عملي ودراستي في الخارج من تنمية هواياتي بصورة كبيرة ومغايرة، وذلك بفضل عامل الوقت الذي أسعفني في تعلم كل ما هو جديد». لم تكتشف هواية فحسب بل كانت هناك مهارات وحدس قوي بات وليد اللحظة إذ بينت: «وخلال خوضي هذا المجال تمكنت من اكتشاف مهارة حاسة التذوق التي امتلكها إلى جانب احترافي في إعداد العديد من الأطباق، ما أسهم في تعزيز مهاراتي بشكل مجمل في عالم المطبخ، حيث عملت كمحررة في إحدى المجلات الأجنبية الخاصة بالسفر والسياحة، وخضعت لدورات مكثفة لتمييز ذائقة الطعام، التي تمكنت خلالها من معرفة مكونات الطبق وأبرز العناصر الموجودة فيه وأكثر العناصر قوة من ناحية الطعم، إلى جانب كيفية توظيف العناصر داخل الطبق الواحد». وأوضحت: «كانت تحتوي الصفوف على عدد من المشاركين من جميع الجنسيات وكنت دائماً في تعداد المتفوقين، على الرغم من اختلاف ثقافة الأطعمة كالفرنسية، الآسيوية، أسهم ذلك في تعزيز ثقتي بنفسي كثيراً وفي الوقت ذاته دفع المجلة إلى توجيهي باتجاه (محللة طعام) في الدول الأوروبية». المطبخ البحريني متجدد يعتبر المطبخ البحرين من المطابخ المتجددة إذ أكدت: «يعتبر المطبخ البحريني من المطابخ الغنية التي دخلت عليها العديد من الأطباق من جميع الدول المجاورة، وعلى وجه الخصوص المطبخ الهندي، العراقي، الشامي والفلسطيني إلى جانب المطبخ الأوروبي والأمريكي». وأضافت: «يعتبر الشعب البحريني شعبا منفتحا جداً لتجربة أنواع الطعام المختلفة، ولهذا ترى المطاعم الشرقية، الغربية والصينية تنجح بسهولة ويكثر الإقبال عليها من قبل البحرينيين، ولهذا أحاول خلال حسابي الخاص في انستقرام أن أوظف الأطباق البحرينية مع الإضافات البسيطة عليها، لمواكبة الذوق العالمي، على الرغم من أن حسابي مختص بمائدة الطعام البحرينية». الصبر والاحترام تضيف كل حرفة على صانعها تغييرات إيجابية تصقل مهاراتهم الأخرى إذ قالت: «علمني المطبخ أمورا كثيرة في جميع جوانب الحياة، ومن بينها الاحترام بين طاقم العمل بغض النظر عن مؤهلاتهم الدراسية، لأن الطبخ هو حرفة بالدرجة الأولى وعالم واسع جداً كلما أبحرت فيه وجدت أمورا جديدة وعالما واسعا ومتشعبا، كما علمني الصبر، العمل والمثابرة المستمر للعمل الجماعي والأهمية البارزة إلى دور كل عامل ضمن فريق العمل بِدَاء من رئيس الطهاة ووصولا إلى أصغر طاه». تمتلك أنيسة مشروعها الخاص المتمثل في تطوير عمل المشتغلين في مهنة الطبخ عن طريق دراسة مواقع الضعف والقوة لديهم، وتحسينها من خلال وضع خطة لتطوير أعمالهم وامتهانهم خرفت جديدة، إلى جانب قيامها بورش عمل لتعليم صناعة وإعداد الأطباق العربية، الأوروبية وإعداد الكعك وتزيينه. وتعتبر أنيسة حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي محطة لقاء افتراضية مع الأحبة من خلال تفاعلها المستمر معهم وتقديمها للنصائح والإرشادات بين الحين والآخر وتطبيق متابعيها لهذه الإرشادات. وختمت حديثها بتوجيهها نصيحة للطهاة الذين ينوون الالتحاق بالركب إذ قالت: «أنصح كل طاه ينوي الالتحاق بهذا العالم أن يتحلى بالصبر وأن يحب مهنته بالدرجة الأولى لأن من دون الحب لا يمكن الاستمرارية في هذا المجال».
مشاركة :