شهد أمين:السينما قصص تروى وليست قضايا

  • 12/21/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

على خطى هيفاء المنصور وعهد، تمضي المخرجة السعودية شهد أمين في طريقها نحو القمة، محاولة تشريع الأبواب أمام السينما السعودية عبر جملة القضايا المجتمعية التي تطرحها في أفلامها، فبعد مرورها بثماني تجارب روائية قصيرة آخرها حورية وعين (2013) الذي اقتنصت عنه جائزة أفضل فيلم روائي قصير في مسابقة أفلام الإمارات ضمن دورة مهرجان أبوظبي السينمائي الأخيرة، عادت هذا العام لتطل على الجمهور من نافذة حراشف الذي يضعها على سكة الأفلام الروائية الطويلة. ورغم إيمانها بأن السينما ليست قضايا بقدر ما هي قصص تروى، إلا أنها تعتبر أن سينما المؤلف تكاد تكون الأصعب في الفن السابع، لقرب القصة من مؤلفها، مؤكدة لـ البيان أنها لا تؤمن بالفشل في العمل الفني، بقدر إيمانها بضرورة تكرار التجربة. حراشف هو عنوان السيناريو الذي تحاول شهد بأحداثه دخول مجال الأفلام الروائية الطويلة، لتبدو القصة مستوحاة من فكرة حورية وعين. ففي حراشف تروي شهد قصة حياة ابنة الـ 13 عاماً، التي ترعرعت في جزيرة معزولة مصدر الغذاء فيها هو الفتيات اللواتي يُضحى بهنّ للبحر ليصبحن حوريات ويغدنّ فريسة للصيادين الذين يحكمون الجزيرة، ليظل مصير حياة مجهولاً، لا سيما بعد أن رزق والديها مولوداً جديداً. 3 سنوات احتاجتها شهد لكتابة سيناريو حراشف الدائر في فلك الخيال والفنتازيا، وهو ما ترفضه شهد بقولها: الفيلم ليس خيالي بالمعنى الحقيقي للكلمة، وإنما ينتمي للواقعية السحرية المطعمة بالفنتازيا، فأجواء الفيلم مستوحاة من فكرة فيلمي الأخيرحورية وعين تدور في عالم خيالي، ولكنها مرتبطة بالواقع، وتسلط الضوء على مشكلاتنا المجتمعية. وتتابع: منذ زمن وأنا أسعى لتقديم فيلمي الطويل، حتى قبل تقديمي لـحورية وعين، لأتمكن من طرح قضية المرأة التي خرجت عن تقاليد المجتمع المعروفة. تؤمن شهد بأن السينما ليست قضايا بقدر ما هي قصص تروى، كما تؤمن، وفقاً لتعبيرها، أن السينما الذكورية والإنثوية سيان، قائلة بأن كلاهما يصنع أفلاماً للمجتمع، ولكن بحكم كوني انثى فطبيعي أن أسلط الضوء على تجارب وقصص المرأة في الحياة. وأضافت: كون هذا الفيلم يعد تجربتي الطويلة الأولى، فأفضل أن يكون حاملاً لتجربة انثوية سعودية، حتى وإن كان في قالب خيالي، رغم أن أحداثه تمثل جزءاً من تجاربنا اليومية. هل تحلت أفلام السعوديات بالجرأة، سؤال اعتادت صانعات الأفلام السعوديات على مواجهته، لا سيما بعد نجاح تجربة هيفاء المنصور في وجدة وزميلتها عهد في حرمة، إلا أن شهد ترى أنها تحاول في أفلامها المحافظة على ما تود شخصيات القصة قوله للجمهور، معتبرة أن الجرأة من دون قصة أو العكس يحمل بين طياته دلالات فشل المخرج، قائلة: على المخرج أن يوصل الصورة كاملة، وأن يكون صادقاً مع شخصياته وقصته، لأن ذلك سيساعد الجمهور على استيعابها. سيناريو وإخراج المتابع لأعمال شهد يجد أنها تحط دائماً في أروقة سينما المؤلف فهي المخرجة والمؤلفة لأفلامها في الوقت ذاته، وفي ذلك أكدت أن أصعب ما يمكن أن يواجه صانع الأفلام هي كتابة السيناريو وإخراجه في الوقت ذاته، مبررة ذلك، بسبب قرب القصة الشديد منه. وقالت: بتقديري أن الاستعانة بآراء الآخرين وتعديل السيناريو بناءً عليها، قد يشكل خروجاً من المأزق. آراء وتطلعات رغم دخولها في مغامرة الفيلم الطويل الذي يوقفها عند مفترق النجاح والفشل، إلا أن شهد أمين، ووفقاً لتعبيرها، لا تؤمن بالفشل في العمل الفني. وقالت: لو لم أشعر أنني جاهزة للفيلم الطويل، لم أكن لأخوض تجربته، وسأسعى قدر الإمكان أن أوظف له كل خبرتي، فأنا من أولئك الذين لا يؤمنون بالفشل في العمل الفني، لكونه يمثل آراء الإنسان وتطلعاته.

مشاركة :