هل تحيي زيارة بايدن القضية الفلسطينية؟

  • 6/29/2022
  • 21:19
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

توقعت خبيرة في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أن تعيد زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى المنطقة خلال الشهر المقبل، ولقاؤه بعدد من القادة العرب إحياء ملف القضية الفلسطينية، وإعادة مسار الدولتين الذي تبناه خلال برنامجه الانتخابي.وجاءت توقعات المحللة المصرية عبير ياسين، بالتواكب مع اللقاءات الثنائية التي جمعت عاهل الأردن الملك عبدالله بن الحسين، مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ترتيبا لعرض الملف بتفاصيل جديدة خلال «قمة جدة» التي تجمع قادة دول مجلس التعاون الخليجي مع الرئيس الأمريكي، في وجود قادة مصر والأردن والعراق.تحركات وتصعيدوقالت عبير ياسين «تتشابك العديد من التحركات التي تشهدها القضية الفلسطينية على هامش زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للمنطقة التي سوف تجرى في منتصف يوليو القادم، في تشكيل صورة إيجابية عن احتمال عودة الملف الفلسطيني إلى الواجهة، وإحياء القضية بعد تراجع».وأضافت «تصور يكتسب قيمته من غياب المستوى المطلوب من الاهتمام رغم التصعيد وفرص الحرب، ورغم الدعوات الفلسطينية الرسمية للعودة للمسار السياسي، وفي ظل استمرار الاستيطان بكل ما يترتب عليه من تآكل فرص إعلان الدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة».ولفتت إلى أن أبرز التحركات المعلنة تتمثل في الحديث عن مطالبة بايدن بزيارة مستشفى «المقاصد»، أكبر مركز طبي فلسطيني في القدس الشرقية، دون مرافقة مسؤولين إسرائيليين من أجل تجنب إثارة الغضب الفلسطيني وتأكيد الالتزام بتقسيم المدينة وفقا لحل الدولتين.دعم ماليوأكدت الخبيرة السياسية، أن الفلسطينيين سيركزون على عودة الدعم المالي لمستشفيات القدس الشرقية بعد إيقافه خلال فترة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب.بالإضافة إلى إمكانية افتتاح القنصلية الأمريكية بالقدس رغم معارضة إسرائيل، وإعلان الاتحاد الأوروبي حزمة مساعدات مالية للشعب الفلسطيني بقيمة 224.8 مليون يورو، ضمن التعهد بتقديم 1.152مليار يورو حتى عام 2024، دون إعلان موافقة السلطة الفلسطينية على تغيير المناهج التعليمية، وهو الشرط الذي مثل عائقا أساسيا أمام التوصل إلى اتفاق مشابه لفترة.وتطرح عبير ياسين سؤالا: هل تعبر زيارة بايدن، وما يصاحبها من تحركات ووعود، عن تغير ورغبة حقيقية في إحياء القضية، أم أن ما يحدث هو تحرك تكتيكي يتناسب مع مرحلة الحرب الروسية ــ الأوكرانية، والحاجة إلى توفير البيئة الضرورية للزيارة، دون تغيير جوهر التحديات المحيطة بالقضية أو التوصل لحلول سياسية؟الموقف الأمريكيورغم رغبة إدارة بايدن في تجنب الانخراط في القضية الفلسطينية بكل تشابكاتها، جاءت حرب غزة الرابعة في مايو 2021 لتُحدِث التغيير الأول.ومع أن التغير الذي أحدثته الحرب لم يؤد إلى التحرك على صعيد المواقف الجوهرية الخاصة بإحياء المسار السياسي، وممارسة ضغوط فعّالة من أجل وقف الاستيطان، فإن الحرب وضعت واشنطن في مواجهة وجب فيها التعامل مع خيارات تبدو محدودة ومحسومة إلى درجة كبيرة.. وفقا للكاتبة.تقول «على خلفية الحرب الروسية-الأوكرانية، يعود بايدن للقضية، ولكن بكل ما يمكن أن تحمله زيارة رئاسية إلى قضية مأزومة من فرص متصورة وأحلام مؤجلة.عودة تفرضها ضرورات المرحلة والحرب الأوكرانية، أو الحرب الثانية في إطار التأثير على علاقة بايدن بالقضية الفلسطينية، وضمن الحاجة إلى ترتيب التحالفات والتنسيق مع دول المنطقة في عدة ملفات.يأتي بايدن ومعه أجندة تتضمن القضية، ولكنها قد لا تستجيب بالضرورة للمطالب الفلسطينية، ولا تتعامل مع الشعور المتزايد بغياب العدالة مقارنة بالمواقف الأمريكية خصوصا، والغربية عموما، من الحرب الأوكرانية».تفاؤل مفرطوألمحت الخبيرة العربية أن تفاؤل الفلسطينيين بتدخل أمريكي حاسم يبدو مفرط، وقالت «استمر الوجود الأمريكي في إطار مقيد وقريب من المواقف الإسرائيلية على صعيد تقديم الحل الاقتصادي، مع محاولة تحقيق نوع ما من التوازن في العلاقات عبر تقديم بعض المكتسبات للجانب الفلسطيني بهدف تقليل الضغط الذي يواجه السلطة الفلسطينية في ظل غياب الأفق السياسي».وأضافت «ركزت الجهود الأمريكية على دعم الائتلاف الحكومي الإسرائيلي برئاسة نفتالي بينيت بوصفه أفضل الخيارات بعد مسار معقد من التطورات السياسية الإسرائيلية، والتوترات مع رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو، بالإضافة إلى حرب غزة وانعكاساتها على المواقف الداخلية الأمريكية من إسرائيل. وبهذا، أسهمت الحرب الأولى خلال فترة بايدن - حرب غزة الرابعة - في العودة المقيدة للقضية، ودعم الحل الاقتصادي، مع التنديد بالاستيطان وإعلان التمسك بالتسوية السياسية».توجهات إيجابيةولفتت ياسين إلى أن التحركات الأمريكية والأوروبية السابقة لزيارة بايدن تشير إلى إمكانية وجود توجهات إيجابية من شأنها إحياء الاهتمام بالملف الفلسطيني، وتأكيد المواقف الأساسية من بعض النقاط الخلافية خاصة وضعية القدس الشرقية دون التعامل مع الملفات التي تهدد جوهر الحل السياسي.وفي هذا السياق ـ حسب الكاتبة ـ تمثل التحركات المعلنة حتى اللحظة الخطوات المطلوبة من أجل توفير البيئة الضرورية لتمرير الزيارة وتحقيق الأهداف المركزية التي لا تشمل تقديم حلول للقضية الفلسطينية بقدر الحفاظ على التهدئة وتقييد فرص التصعيد قبل أو خلال الزيارة.بالمقابل، يحتاج توفير الشروط اللازمة من أجل تجنب التصعيد والتهدئة الممتدة إلى معالجة الأسباب وتقديم تصورات واضحة للتعامل مع القضايا الأساسية على المستوى السياسي، والحفاظ على فرص إعلان الدولة الفلسطينية المستقلة.مخاوف التصعيدوأشارت إلى أن الدعم المالي الأمريكي والأوروبي يؤثر على تعامل السلطة مع بعض المشكلات التي تواجهها، لكن «لا يمكن أن يستبدل المدخل الاقتصادي الحلول السياسية.وبدون التعامل مع القضايا ذات الأولوية، والعودة للمسار السياسي، وتجميد الاستيطان وتغيير السياسات الإسرائيلية في القدس الشرقية والمسجد الأقصى، يرجح استمرار دائرة التهميش والإحياء، والغياب والعودة، والمخاوف من لحظات تصعيد من شأنها نقل المعركة من مستوى يمكن التعامل معه إلى مستوى يصعب تقييده».وختمت «من القدس إلى غزة أو العكس، ومن تصعيد في الداخل الفلسطيني إلى تصعيد في الإقليم يحمل عنوان «محور القدس» وتشابك الملفات الإقليمية، تظل الخطوات المعلنة أقل من إحياء حقيقي للقضية، وبمثابة عودة مؤقتة ومحدودة التأثير في انتظار أزمة أو حرب جديدة في الإقليم أو خارجه.خيارات بايدن تجاه فلسطين:01 تهميش القضيةالتركيز على ما سمته الإدارة الأمريكية بالخطر الصيني، وتهميش القضية بشكل يهدد بتصعيد مفتوح قابل للامتداد على مساحة الإقليم.02 العودة المحسوبةوهو الخيار الأكثر توقعا، ويتمثل في عودة محسوبة للقضية من خلال دعم جهود التهدئة ومحاولة ضبط التصعيد والبقاء على مساحة تسمح بالتواصل مع الأطراف المعنية.

مشاركة :